اقتصاد
الصناعة المغربية.. قوة تقهر تداعيات الجائحة
حصيلة إيجابية تُنهي بها الصناعة المغربية عامها ثاني في مواجهة الجائحة التي أثرت سلبا على جميع الاقتصادات العالمية.
وأظهرت الأرقام الرسمية، قوة ومرونة قطاع الصناعة المغربية، في مواجهة التقلبات الاقتصادية بسبب جائحة كورونا خلال العام الذي أوشك على الانتهاء.
قطاع السيارات
يشهد تطوراً متزايداً في المملكة، ويُعتبر أول قطاع تصديري حقق معدلات نمو مرتفعة، وهو ما مكن المغرب من تعزيز مكانتها على نحو متزايد كأرضية تنافسية لإنتاج وتصدير معدات ومركبات السيارات على المستوى العالمي.
- اقتصاد المغرب يعبر الجائحة في 2021.. مؤشرات النمو والصادرات والتضخم
- المغرب في 2021.. جائحة تنحسر واقتصاد يتعافى
معطيات مكتب الصرف، كشفت أن قيمة صادرات قطاع السيارات قد بلغت 66.23 مليار درهم خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2021، أي ما يتجاوز عتبة الـ 7 ملايين دولار أمريكي،
وبالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، نجد أن العام الذي نُودعه سجل ارتفاعاً قدره 12.4 بالمائة في هذا القطاع.
اتفاقيات وصادرات
مبيعات قطاع النسيج، سارت على نفس النهج خلال العام 2021، مُسجلة بذلك ارتفاعاً بنسبة 19.9 في المئة.
وشهد العام نفسه توقيع 23 اتفاقية استثمارية بقيمة إجمالية تصل إلى 27.4 مليار درهم، أي ما يُناهز 3 مليار دولار.
هذه الاتفاقيات تهدف لتوفير 4500 فرصة عمل، وتحقيق رقم معاملات إضافي يصل إلى 2.3 مليار درهم موجه للتصدير.
وبالنسبة لقطاع الصناعة الغذائية، فقد تميزت الأشهر العشرة الأولى من سنة 2021 بالمصادقة على 35 مشروعا بغلاف إجمالي يصل إلى 4.1 مليار درهم (دولار أمريكي = 9.26 درهم مغربي).
وعرفت صادرات قطاع “الفلاحة والصناعة الغذائية” ارتفاعا بنسبة 9.1 في المئة متم أكتوبر الماضي.
قطاع الطيران
وكما حققت الصناعة المغربية الغنية نموا بقطاعاتها المختلفة، نجح قطاع الطيران أيضا وشهد توسعا في النشاط.
ومما ساهم في ذلك، تواجد كبريات الشركات العالمية الرائدة في القطاع من قبيل “لو بيستون الفرنسي” بالمغرب، وأيضا عودة نشاط مجموعة “بومبارديي” بالمغرب عبر “سبيريت أيروسيستيم”، الشركة الرائدة عالميا في تصنيع هياكل الطائرات للطيران المدني والعسكري.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت البرامج التي تم إطلاقها في هذا السياق، كذلك، في خلق إشعاع للقطاع خلال 2021، لاسيما برنامج “تطوير- المقاولة الناشئة” (Tatwir-Startup) الذي تم إطلاقه في فبراير / شباط الماضي.
ويهدف هذا البرنامج، الذي أطلقه قطاع الصناعة والتجارة في إطار نشر مخطط الإنعاش الصناعي 2021-2023، إلى تقديم مواكبة شاملة وذات جودة للشركات الناشئة الصناعية.
وتتم هذه العملية من خلال هياكل مواكبة الخبراء التي تمكنها من مواجهة صعوبات مختلفة، والتطور في السياق الوطني، وتخطي الحدود نحو الأسواق الدولية.
كما يتعلق الأمر بدعم التصنيع للمشاريع المختارة عبر التكلف بـ30 في المائة من برنامج الاستثمار المادي وغير المادي.
يذكر أنه جرت، إبان فترة الجائحة، تعبئة المنظومة الصناعية المغربية بأكملها من أجل تصنيع أقنعة واقية وأجهزة للتنفس الاصطناعي عبر علامة “صنع في المغرب”.
و أظهرت الصناعة المغربية مرونة كبيرة خلال الجائحة على غرار الاقتصاد الوطني، وذلك بفضل مختلف الاستراتيجيات الوطنية التي تم إرساؤها من أجل تقديم الدعم اللازم لجميع القطاعات، وفي مقدمتها القطاع الصناعي الذي أضحى رافعة مهمة للاقتصاد المغربي.