الملاك إيناس الجزائرية.. قصة رضيعة التهمتها النيران مع عائلتها

تتكشف كل لحظة بالجزائر، قصة مأساوية لمخلفات حرائق الغابات التي اجتاحت البلاد منذ الأسبوع الماضي، وأصبحت هذه القصص بمثابة حقائق ثابتة، خاصة أن الحرائق خلفت مصرع أكثر من 169 شخصاً، وخسائر مادية هائلة.

هذه الحرائق لم ترحم الصغير ولا الكبير، لا البشر ولا الشجر ولا الحجر، كان قضاء مستعجلا نجا منه "طويل العمر" كما يقول الجزائريون.

• حداد 3 أيام.. الجزائر تبكي 65 شخصا من ضحايا حرائق الغابات
• جريمة تهز الجزائر.. شاب سافر للمساعدة في إطفاء الحرائق فقتلوه وحرقوه
  

عن أي قصة نتحدث؟ وعن أي قصة نحزن؟ هكذا كانت ردود فعل الكثير من الجزائريين عبر منصات التواصل وهم يتداولون صور وقصص ضحايا حرائق الغابات، خصوصاً بمنطقة تيزي وزو الواقعة في الشمال الشرقي، وكانت أكثر المدن المتضررة من حرائق الغابات الأخيرة.

ولعل قصة الرضيعة "إيناس" من أكثر القصص الحزينة التي تداول الجزائريون صورتها، وتحولت إلى قصة حزن شعب كامل.

وأكدت معظم صفحات مدينة تيزي وزو عبر مواقع التواصل هلاك عائلة بأكملها في حرائق الغابات الأخيرة بالمدينة، هي عائلة "فروز" المكونة من 3 أشخاص، والضحايا هم الأب والأم ورضيعتهما إيناس التي لم تكملها شهرها الثالث، وكان مصيرها لقاء وجه ربها مجتمعة معهما كما كانت في الحياة الدنيا.

وكشف أهالي المنطقة بأن عائلة "فروز" قضت وهي تحاول الهروب من النيران التي حاصرتها بقرية "الأربعاء ناث إيراثن"، وتم اكتشاف الجثث في حالة تفحم، ولم يتم التعرف عليهم من قبل الطب الشرعي إلا بعد عدة أيام.

صورة الرضيعة التي قالت بعض الصفحات إن اسمها "إيناس" تحولت إلى "أيقونة" ضحايا حرائق الجزائر، أو كما أطلق عليها كثيرون: "ملاك الرحمن صاحبة العينين الزرقاوين".

وعبرت آلاف التعليقات والمنشورات في الجزائر عبر منصات التواصل عن حزنها الكبير لهلاك العائلة، وجل التعليقات رأت فيها الابنة التي فجعوا فيها.

والثلاثاء، قرر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون تشكيل لجنة رئاسية لتقييم وتعويض المتضررين من حرائق الغابات، كلف خلالها مستشاره الخاص عبدالحفيظ علاهم برئاستها.

كما وجه تبون بصرف مبلغ قيمته مليون دينار جزائري، أي ما يعادل نحو 7400 دولار لكل عائلة متضررة من حرائق الغابات، سواء من المدنيين أو العسكريين.

وأعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، بأن رئيس البلاد أعطى "تعليمات صارمة لأعضاء اللجنة، للعمل بطريقة منظمة مع كل القطاعات واللجان التي يترأسها الولاة، للشروع الفوري في تعويض المتضررين في ممتلكاتهم".

في هذه الأثناء، أعلنت الحماية المدنية الجزائرية (الدفاع المدني)، الأربعاء، تمكنها من إخماد 7 حرائق في 6 محافظات حتى صباح الأربعاء.