فيديو.. استغاثة جندي جزائري فقد زملاءه في حرائق الغابات تبكي العالم
"يا رب.. إخوتي ماتو.. يا رب ارحمنا".. صرخة استغاثة مؤثرة لجندي جزائري صارع ألسنة نيران الغابات وفُجع في وفاة زملائه أمام عينيه.
وتداول جزائريون بشكل واسع فيديو لجندي جزائري وهو يستغيث عقب وفاة زملاء له خلال مهمة إخماد الحرائق وإنقاذ العائلات العالقة في محافظة تيزيوزو والواقعة في الشمال الشرقي من الجزائر.
- حداد 3 أيام.. الجزائر تبكي 65 شخصا من ضحايا حرائق الغابات
- صور.. ارتفاع حصيلة ضحايا حرائق الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريا
وبات فيديو الجندي المستغيث أكثر الفيديوهات المتداولة من قبل الجزائريين عبر منصات التواصل، حيث ظهر في حالة صحية ونفسية صعبة، بعد أن كان شاهدا على وفاة 25 من رفاقه وهم في صراع مع نيران الغابات.
الجندي الجزائري ظهر مصدوماً وهو يبكي بحرقة من هول الحرائق واستشهاد زملائه، وراح يستغيث ويطلب الرحمة من الله والنجدة من الجزائريين، والسماح من معارفه، و"كأنه يودع الحياة في آخر لحظاته" بحسب تعليقات جزائريين.
ودعا الجزائريين إلى نشر الفيديو على أوسع نطاق لإنقاذ محافظة تيزيوزو من الحرائق غير المسبوقة.
ومما قاله الجندي وهو في حالة انهيار نفسي: "اللهم ارحمنا، يا رب تيزوزو تستغيث، انشروا الفيديو على أوسع نطاق يا إخوتي، تيزيزوز تستغيث يا الله".
وتابع قائلا: "يا رب ارحمنا، إخوتي ماتوا، إخوتي ماتوا، انصرنا يا الله، انصرنا يا الله، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله، يا رب ارحم إخواني، يا رب أغثنا بالمطر يا الله غيثاً نافعاً، يا الله نحن نحترق، يا الله ارحمنا، إخوتي ماتوا شهداء".
وأثار فيديو الجندي المصدوم والمفجوع في استشهاد زملائه تضامناً واسعاً من قبل الجزائريين، إذ جددت معظم ردود فعلهم عبر مواقع التواصل وقوفها وتضامنها واحترامها لأفراد الجيش.
وأبدت تعليقات الجزائريين تعاطفاً مع الجندي، مؤكدة أن القوات المسلحة "يبقى دائماً دورها إنقاذ الوطن من كل أنواع الكوارث، وبأن أفراد الجيش يؤكدون في كل ظرف بأن أرواحهم فداء لأرض الشهداء" وفق عدة تعليقات لجزائريين رصدتها "العين الإخبارية" عبر منصات التواصل.
وكشفت وزارة الدفاع الجزائرية، الأربعاء، نجاح الجنود المتوفين جراء الحرائق في إنقاذ 110 مواطناً بين نساء ورجال وأطفال من ألسنة النيران بمرتفعات وغابات محافظة تيزيوزو الواقعة في الشمال الشرقي من البلاد.
يأتي ذلك، بعدما أكدت السلطات الجزائرية استشهاد 28 عسكرياً متأثرين بجروح أو حالات اختناق ناجمة عن الحرائق المهولة وغير المسبوقة التي اجتاحت 14 محافظة، كانت تيزيوزو أكثرها تضررا في عدد الضحايا أو في مساحات الغابات التي أتت عليها ألسنة النيران، بينما يتواجد 12 عسكرياً في حالة حرجة.
وتداول أيضا الجزائريون صور الجنود ضحايا الحرائق وأكثر من صورة لمدنيين من محافظة تيزوزو قضوا نحبهم بعد أن حاصرتهم النيران، وعبروا عن حزنهم ودعوا إلى حملات تضامن واسعة مع أهالي المدن والقرى المتضررة من النيران.
وأعلنت السلطات الجزائرية حالة استنفار قصوى وتعبئة شاملة، عقب تدخل وحدات تابعة للجيش والدفاع المدني بالمروحيات والعربات العسكرية والمدنية لإخماد النيران وإنقاذ العائلات العالقة وسطها.
والأربعاء، أعلنت الجزائر، حدادا رسمياً لمدة 3 أيام عقب حرائق الغابات التي خلفت مقتل 65 شخصاً بيومين.
وأصدرت الرئاسة الجزائرية بياناً حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه أعلنت فيه أنه "على إثر استشهاد عدد من المواطنين المدنيين والعسكريين، جراء الحرائق التي اجتاحت بعض ولايات الوطن، قرر رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون، إعلان الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، ابتداء من الخميس 12 أغسطس/آب 2021، مع تجميد مؤقت لكل الأنشطة الحكومية والمحلية ماعدا التضامنية منها".