أدوية السرطان تفتح باب الأمل لحل مشكلة عقم النساء
![حلم الأمومة يلوح في الأفق](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2016/12/06/78-173407-infertility-breakthrough-cancer-drug-new-eggs_700x400.jpeg)
أمل جديد أمام النساء اللاتي يعانين العقم بعد اكتشاف علمي مثير يتعلق بالخصوبة وأدوية السرطان.. ما الحكاية؟
قدم العلماء أملا جديدا للسيدات اللاتي يعانين من العقم بعدما اكتشفوا الصلة بين أحد العقاقير المستخدمة في علاج السرطان ونمو بويضات جديدة، وهو الأمر الذي كان يعد من قبل مستحيلا.
وجاء الاكتشاف الباهر وفق صحيفة "تليجراف" البريطانية من خلال جهود باحثين بجامعة إدنبرة، بعد أن أثبتوا إمكانية تحفيز المبايض على العودة لإنتاج البويضات مرة أخرى.
تولد الإناث ومعها كافة بويضاتها بالفعل ولذلك يصبح من الصعب الحمل مع التقدم في العمر إذ أن تلك البويضات تشيخ أيضا. ولكن العلماء لاحظوا أن النساء التي كانت تحصل على نوع معين من العلاج الكيماوي يطلق عليه "إيه بي في دي" لديهم بويضات تزيد 10 أضعاف عن النساء اللاتي يتمتعن بالصحة. وبالتالي توصلوا إلى أن بعض أدوية السرطان ربما تحسن الخصوبة لدى السيدات وتساعدهن على الإنجاب.
ويعتقد الباحثون أن صدمة العلاج الكيماوي ربما تحفز الخلايا الجذعية في المبايض على إنتاج بصيلات جديدة، والتي تنتج كل منها بويضة واحدة.
وتقول إيفلين تلفر، رئيسة الفريق العلمي الذي أجرى البحث: "لقد انبهرنا عندما رأينا ما حدث للأنسجة. فقد بدا النسيج مثل أنسجة ما قبل البلوغ حيث كان به كمية كبيرة من البصيلات التي لا تجدها عادة عند البالغين".
وتضيف: "كنا نعلم أن عقار (إيه بي في دي) لا يتسبب في العقم كما تفعل بعض عقاقير السرطان الأخرى، لكننا فوجئنا بأنه قادر على إنتاج البويضات بهذه الأعداد الكبيرة".
وتتابع: "يبدو كأن شيئا ما قد تم تفعيله في الخلايا الجذعية وعلينا اكتشاف ذلك الشيء. ربما تكون قسوة الدواء قد تسببت في نوع من الصدمة التي حفزت الخلايا الجذعية على إنتاج بويضات جديدة".
وقالت: "أعتقد أن ذلك انتصارا كبيرا، فهذه أول مرة على الإطلاق نرى تكوين بصيلات جديدة داخل المبايض".
وكان العلماء قد حللوا عينات من نسيج المبايض الذي تبرعت به 14 امرأة خضعن للعلاج الكيماوي، بالإضافة إلى أنسجة 12 امرأة تتمتعن بصحة جيدة.
واكتشفوا أن أنسجة 8 من مريضات السرطان اللاتي كن يتلقين العلاج بعقار "إيه بي في ديه" كانت تحتوي على بويضات أكثر بنحو 4 إلى 10 مرات مقارنة بأنسجة النساء اللاتي كن يحصلن على علاجات أخرى، أو النساء الأصحاء في نفس الفئة العمرية.
وكان نسيج المبايض يبدو في صحة جيدة تضاهي أنسجة مبايض الفتيات الصغيرات.
وبالرغم من أن البويضات كانت ما زالت في مرحلة أولية، يحاول العلماء الآن اكتشاف كيف تكونت أساسا ثم سيكون عليهم فحص كيف يمكن العمل على إنضاجها. وليس من الواضح بعد إذا كانت البويضات في وضعها الراهن ستكون فعالة أم لا.
وإذا تمكن البحث من كشف الآلية التي تحقق بها ذلك فسيكون بإمكانه مساعدة العلماء على فهم كيفية إنتاج النساء للمزيد من البويضات وهو ما كان يعد أمرا مستحيلا، مما يفتح الباب أم حل الكثير من مشاكل العقم التي تحرم الكثير من النساء من تحقيق حلم الأمومة.