أغاني المهرجانات وجرائم المراهقين.. "العين الإخبارية" تبحث عن "علاقة صداقة"
قبل عدة سنوات، ظهرت أغاني المهرجانات في مصر، التي جذبت لها جمهورا كبيرا من الشباب، يتأثر بها ويؤثر فيها.
وعلى الرغم من اتخاذ نقابة المهن الموسيقية في مصر، في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قرارا بتقنين أغاني المهرجات بعد وضع شروط ملزمة على المطربين، إلا أن هناك أغاني سوقية يتم تسجيلها في بعض البيوت بالمناطق الشعبية، ونشرها عبر "الفلاشات" والمنتديات الصغيرة.
تلك الأغاني تتضمن كلمات نابية وتحريضا على الفسق والجرائم بصورة فجة، وتنتشر في مركبات "التوك توك"، وعلى المقاهي الشعبية، وعلى هواتف الطلبة في المراحل الدراسية المختلفة.
انتشار هذه الأغاني يطرح تساؤلا مهما، عن مدى ارتباطها بظهور الجرائم والمحرمات بين المراهقين، واستطلعت "العين الإخبارية" آراء عدد من الخبراء للإجابة على هذا السؤال.
مهرجانات المستوى الثاني
في البداية، تقول إسراء رفعت، الباحثة في الشؤون الاجتماعية، إن بعض أغاني المهرجانات غير متداولة بشكل كبير في القنوات الفضائية أو مواقع الإنترنت الكبيرة، لكن لها شعبية ضخمة بين شباب المناطق الشعبية، وهي ما تسمى بـ"مهرجانات المستوى الثاني".
وتوضح رفعت، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن هذه الأغاني يمكن سماعها في مركبات "الميكروباص" و"التوك توك" في المناطق الشعبية، وبها ألفاظ نابية وصعبة، تحفز على الزنا وزنا المحارم، وتتطرق لأمور غير أخلاقية.
وتؤكد رفعت أن هذه الأغاني لا يؤديها مشاهير مطربي المهرجانات، بل يقوم بها أشخاص غير معروفين، ولأنها تعتمد على إيقاع سريع يتراقص عليها الأطفال والمراهقون، ويتأثرون بمضمونها لا إراديا، ما يدفعهم لتكرار ما تعرضه الأغاني في صورة أفعال وجرائم بعد ذلك دون شعور بالذنب، لأنهم اعتادوا ترديد هذه الأفعال.
أغاني من البيئة
ويقول الدكتور جمال فرويز، استشاري العلاج النفسي، إن الحديث عن أغاني المهرجانات لا بد أن يكون بموضوعية، مؤكدا في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن الأطفال لا يسمعون كلام أغاني المهرجانات وإنما يرددونه بدون وعي، فالتركيز الأكبر يكون على الموسيقى، والتي يتراقصون عليها، أما الكلام فلا تحظى بالتركيز الكامل.
وأضاف فرويز أن المهرجانات ذات المستوى الهابط هي وليدة البيئة، والأطفال يرددون كلمات أصعب منها في حديثهم، ولذلك فهي مناسبة لبيئة المناطق الشعبية.
وأكد فرويز أن أطفال هذه البيئات لن يسمعوا إلا هذه الأغاني لأنها تناسب بيئتهم وطريقة حديثهم.
حرام قطعا
من جانبه، يقول الدكتور السيد سليمان، أحد علماء الأزهر الشريف، إنه لا يجوز أن يتلفظ الإنسان بما يخالف عقيدتنا وشريعتنا، مضيفا: "الكلام لو حسن يكتب للإنسان حسنة، ولو كان بذيئا يكتب عليه الإنسان سيئة".
وعن أغاني المهرجانات البذيئة، يقول سليمان، في تصريح لـ"العين الإخبارية": "هذا الكلام حرام قطعا على من كتبه ومن تغنى به ومن قام بنشره ومن سمعه أو ردده.. كله يشترك في هذا الإثم وهو الحض على الرذيلة".
ويستكمل: "هذا من الأشياء المحرمة التي يجب على شبابنا وعلى كبارنا وعلى صغارنا وعلى كل إنسان أن يجتنب مثل هذه الخبائث، التي تنخر في عظام المجتمع حتى تجعله عظما باليا".
ثورة ثقافية
يرى فرويز أن الحل يكون في ثورة ثقافية كبرى تغير أذواق الشباب، فإذا قمنا بها سيبحثون عن الأغاني الهادفة، مؤكدا أن الأزمة تكمن في أن من يحاولون علاج الثقافة المجتمعية يخاطبون أنفسهم أو يخاطبون الفئات الخاطئة، لكن لا أحد يخاطب الفئة المستهدفة، فلابد من النزول بالمستوى إلى فئات الشباب الشعبيين وتغيير ثقافتهم.
aXA6IDE4LjExNi44Ni4xMzIg
جزيرة ام اند امز