في زمن المؤثرين.. هل نأخذ الاستشارات المالية من تيك توك؟
لقد أصبح لمنصة "تيك توك" تأثير كبير في سلوك المستهلكين، إذ يزخر التطبيق بكم هائل من المعلومات، ولكن ليس كل ما نراه دقيقا أو موثوقا.
ورغم ذلك ربما على المنتقدين التريث قليلا، إذ تشير بعض البيانات إلى نتائج مغايرة مثيرة للاهتمام.
أظهرت دراسة أجرتها شركة بيست بروكرز أن نسبة دقة التنبؤات الاستثمارية الخاصة بسوق الأسهم في مقاطع الفيديو العشرين الأكثر مشاهدة على تيك توك لاختيار الأسهم من عام 2023 إلى يونيو/حزيران 2024 أن أكثر من 64% من إجمالي 87 تنبؤًا للأسهم في مقاطع الفيديو هذه كانت دقيقة.. كما تنبأ المؤثرون الماليون (finfluencers) بنجاح شركتي إنفيديا وكوالكوم بسبب طفرة الذكاء الاصطناعي، بحسب سي إن بي سي.
- تيك توك ينتهك خصوصية الأطفال.. دعوى قضائية مثبتة بوقائع أمريكية صادمة
- هجوم إلكتروني يستهدف مشاهير على «تيك توك».. ما أبرز الحسابات؟
وحذر الخبراء الذين تحدثت معهم CNBC من الحديث عن النصائح بالجملة من هؤلاء "المؤثرين"، لكنهم اتفقوا على أنهم يساعدون في تعزيز الوعي المالي بين المستثمرين الشباب.
وأشاروا إلى أن المستثمرين من الجيل Z لديهم "رغبة شديدة" في معرفة المزيد عن الاستثمار من خلال الوسائل الموجهة ذاتياً، مقارنة بالتشاور مع مخطط أو مستشار مالي.
أما نسبة مقاطع الفيديو التي قدمت نصائح خاطئة فقد تكون سببا في خسارة المتابعين لأموالهم فلم تتعد 36% فقط، وفق الدراسة.
هل هناك مخاطرة؟
بالفعل المخاطرة لا تزال قائمة، فلو استثمر شخص ما في جميع الأسهم الموصى بها في الفيديو الأكثر دقة لربح 4900 دولار، بحسب تحليلات بيست بروكرز لمقاطع الفيديو. لكنه إذا استثمر في الأسهم الموصى بها في الفيديو الأقل دقة، سيكون عرضة لخسارة 1500 دولار.
لا يزال الخبراء يرفضون اعتبار المؤثرين الماليين بديلا عن المحللين الماليين التقليديين، إذ يشككون في مصداقيتهم ويرون أن نجاحهم يرجع إلى أداء السوق الأمريكية الإيجابي مؤخرا.
لكن المشكلة الحقيقية تكمن في مصداقية هؤلاء المؤثرين الذين يقدمون نصائح مجانية دون الكشف عن مصالحهم التجارية المحتملة. فليس ثمة قواعد في منصة تيك توك تمنع المؤثرين من التوصية بشركات معينة بالاتفاق مع تلك الشركات سرا وهو يعد تضاربا للمصالح.