صراع لتحديد الورثة بالحمض النووي.. رجل أعمال بريطاني وحيد يترك ثروة مليونية

معركة قانونية تدور حول ميراث رجل ثري توفي دون وصية أو أولاد، والمحكمة العليا تحقق في شبكة ورثة محتملين بين بريطانيا والكاريبي.
نشبت معركة قانونية معقدة حول ميراث يبلغ 2.7 مليون جنيه إسترليني لرجل ثري توفي دون وصية أو أولاد، فيما تحقق المحكمة العليا في هوية ورثته المحتملين بعد اكتشاف شبكة عائلية متشابكة بين المملكة المتحدة والكاريبي.
ماكدونالد نويل، الذي وُلد في ترينيداد واستقر في لندن عام 1960، توفي عام 2018 عن عمر يناهز 84 عامًا، تاركًا خلفه ثروة كبيرة دون ترك وصية أو أبناء مباشرين. هذا الغموض دفع محققين متخصصين إلى تتبّع شجرة عائلته الممتدة عبر الكاريبي والمملكة المتحدة، حيث تبين وجود تعقيدات بين فروع متنازعة من العائلة، مع تسليط الضوء على حياة والده ستانلي دورانت وعلاقاته المتعددة.
صراع قضائي على ميراث رجل بلا وصية بقيمة 2.7 مليون
ستانلي، الذي ينحدر من باربادوس، كان مرتبطًا بعلاقة مع نيوتريس دورانت، والدة ماكدونالد، بالإضافة إلى علاقة أخرى مع كليمنتينا فورد. هذا التعدد في العلاقات أثار تساؤلات قانونية حول عدد الأبناء الحقيقيين لستانلي وما إذا كان من بينهم من يحق لهم المطالبة بالميراث.
المحكمة العليا تستقبل طلبات من عدة ورثة محتملين مدعومة بفحوصات الحمض النووي لإجراء تحقيق قانوني نادر يهدف إلى تحديد الورثة الشرعيين. القاضية كاثرين ماكوايل تستمع إلى الأدلة التي تتناول أبناء ستانلي من علاقات مختلفة، من بينهم أبناء كليمنتينا: كلايد وست كلير، وأبناء نيوتريس: ستيلّا وفرانسيس.
فرانسيس أنجبت شاكّا الذي يطالب بحصة من الميراث مستندًا إلى علاقة أمه بستانلي، في حين يسعى جيرارد بيرتون ابن ستيلّا إلى الحصول على الميراث كاملًا إذا ثبتت صلة والدته بستانلي بشكل كامل، ما يجعله أخًا شرعيًا لماكدونالد نويل.
من جانب آخر، تؤكد ديزيري دورانت ابنة ست كلير، وأحفاد كلايد، حقهم في الميراث كأبناء شرعيين لستانلي. وأكد محاميهم أمام المحكمة أن ستانلي كان يسافر بين باربادوس وترينيداد، وأقام علاقات متعددة هناك، وأن الأدلة الرسمية وشهادات الشهود ونتائج فحوصات الحمض النووي تدعم أن كلايد وست كلير هما أبناء ستانلي.
المحكمة العليا البريطانية تفصل في ميراث رجل ثري بلا أبنا
على النقيض، دعا محامي شاكّا إلى توخي الحذر في قبول جميع الادعاءات، مشيرًا إلى أن شهادة الأبوة على وثائق الميلاد تتضمن فقط ماكدونالد وفرانسيس، وأن الظروف الاجتماعية والثقافية في الكاريبي آنذاك قد تؤثر في تفسير نسب الأبوة، خاصة في ظل انتشار العلاقات غير الرسمية التي قد تُستخدم لأسباب مالية أو اجتماعية.
كما أشار إلى أن الاعتراف الأبوي قد لا يعكس بالضرورة رابطًا بيولوجيًا، محذرًا من تطبيق معايير اجتماعية مختلفة على سلوكيات تعود لزمن ومكان مختلفين.
وتواصل المحكمة مراجعة الأدلة والشهادات تمهيدًا لإصدار حكم نهائي يحدد مصير ميراث ماكدونالد نويل بين هذه الفروع العائلية المتنازعة، حيث تتداخل فيه قضايا القانون، والتاريخ، والعلاقات العائلية عبر القارات، في نزاع يكشف تفاصيل حياة والد الرجل المجهولة ويعيد ترتيب الحقائق أمام القضاء.