"أحتاجك كي أتعلم".. مبادرة يمنية تعيد طلاب عدن إلى المدارس
لم تسلم المؤسسات التعليمية من تداعيات حرب الحوثيين في اليمن؛ ما أدى إلى عزوف كثير من الشباب عن التعليم.
ويأتي ذلك نظرا لضعف البنية التحتية للمرافق التعليمية وتهدمها، بالإضافة إلى الظروف المعيشية كأحد أبرز تبعات هذه الحرب، وهو ما يشكل خطرا كبيرا على مستقبل البلاد، وأحد أبرز التأثيرات التي أنتجتها حرب المليشيات بتدبير محكم من الحوثيين، لتدمير غد اليمنيين.
ولمقاومة هذه المخاطر بادرت مجموعة من الشباب في مدينة عدن إلى تشجيع الطلاب للعودة مجددا إلى مقاعد الدراسة، بعد أن كانوا قد انسحبوا من التعليم بسبب الفقر والعوز، أو نتيجة غياب البنية التحتية وتجهيزات المدارس.
وكان التشجيع من خلال مبادرة إنسانية، أُطلقت في إحدى مدارس غرب محافظة عدن، لاقت أصداءً إيجابية واسعة، وحظيت بدعم شعبي كبير.
أحتاجك كي أتعلم
المبادرة الإنسانية أعلنها عدد من طلاب الثانوية في منطقة صلاح الدين، بمديرية البريقة، غرب عدن، بعنوان "أحتاجك كي أتعلم"؛ لمد يد العون لزملائهم.
وتهدف المبادرة إلى تقديم المستلزمات الدراسية وتحسين البيئة التعليمية في مدارس المنطقة؛ للإبقاء على أكبر قدر ممكن من الطلبة على مقاعد الدراسة.
وبالفعل، حققت المبادرة نجاحات ملموسة، وأثمرت عن تحصيل علمي متقدم للطلاب المستهدفين، والذين كان أغلبهم من الأسر والعائلات الفقيرة في المنطقة.
مساعدة الطلاب
مدير مبادرة "أحتاجك كي أتعلم"، الطالب محمد أنور قال إن المبادرة تهدف إلى تقديم المساعدات للطلاب لتسهيل العملية التعليمية.
وأضاف أنور في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن هذه المساعدات تتمثل في تصوير الكتاب المدرسي؛ لتغطية النقص الحاصل الذي يعاني منه الطلاب في مدارس المنطقة.
بالإضافة إلى أن المبادرة تسعى إلى توفير احتياجات الدراسة للطلاب المستهدفين، كالزي المدرسي والمستلزمات الدراسية، في ظل أوضاع معيشية صعبة تعاني منها الأسر الفقيرة؛ جراء استمرار الحرب.
وأكد أن المبادرة تستهدف الطلاب الفقراء الدارسين في المرحلة الثانوية، والمنحدرين من المناطق النائية مثل (فقم، عمران، وصلاح الدين).
دعوة للتعاضد
المبادرة القائمة على الجهود الذاتية والتطوعية للشباب والطلاب في مدارس صلاح الدين، تفرض عليهم توفير إمكانيات ضخمة.
لهذا دعا مدير المبادرة، محمد أنور، الجمعيات والمؤسسات ورجال الأعمال، بالإضافة إلى مغتربي المنطقة، للتعاضد وتقديم الدعم والمساعدة للمبادرة.
وأشار إلى أن هناك رقم هاتف يتم التواصل من خلاله لدعم جهود المبادرة؛ لما لها من دور إيجابي لخدمة الطلاب، في ظل غلاء أسعار الملابس والمستلزمات الدراسية وغياب البئية المدرسية المناسبة.
تجهيزات البيئة المدرسية
المبادرة لم تقف عند مستوى دعم الطلاب بتوفير مستلزمات الدراسة، ولكنها تقوم بإصلاح وتوفير تجهيزات ومعدات داخل الفصول الدراسية؛ لتحسين البيئة المدرسية.
ويؤكد عضو مبادرة "أحتاجك كي أتعلم"، فهمي الوبر، أن غياب الدعم الحكومي بسبب الحرب، والتردي المتواصل لتجهيزات الفصول الدراسية ومحتوياتها، دفع المبادرة إلى توفير بعضا منها.
ولفت الوبر، إلى أن الطلاب يعانون من الكثافة والاكتظاظ في فصول خالية من المراوح والتهوية، وتغيب عنها دورات المياه، وأبسط الضروريات كثلاجة المياه الباردة، التي باتت معدومة في بعض المدارس.
مضيفا أن مدارس أخرى تعاني من انعدام الطاقة الشمسية في الوقت الذي تنطفئ فيه الكهرباء لساعات طويلة وسط درجة حرارة مرتفعة.
وأكد الوبر أن المبادرة تسعى إلى توفير كل ذلك بدعم رجال المال وأولياء الأمور خدمةً لأبنائهم الطلاب، خاصة وأن المبادرة لاقت تأييدا ومؤازرة كبيرة من المجتمع المحلي.
aXA6IDMuMTQ3LjY4LjM5IA== جزيرة ام اند امز