مصاب كورونا يحكي قصة الانتصار على الفيروس بالمنزل في 16 يوما
رجل مصري حارب فيروس كورونا، وانتصر عليه بعدما عزل نفسه بغرفته 16 يوما لايرى فيها أولاده الذين يعيشون في نفس المنزل معه خوفا عليهم.
أصيب بكورونا منذ 3 أسابيع، وقرر أن يعزل نفسه بمنزله ويخوض معركته الشرسة مع "كوفيد 19" بمفرده دون اللجوء إلى المستشفيات الممتلئة بالحالات المصابة أيضا، إنه المصري محمود السيد، الذي هزم الفيروس التاجي منذ أيام قليلة داخل غرفته الخاصة.
"السيد" لم يخجل من إخراج قصته إلى النور حتى يستفيد منها الجميع، من المصابين أو غيرهم، فضلا عن أنه يريد توجيه رسائل طمأنينة للمرضى الذين يتلقون العلاج داخل العزل المنزلي أو المستشفيات، ويؤكد لهم أنهم قادرين على هزيمة الفيروس بالعزيمة والإصرار.
الرجل الذي قهر الفيروس التاجي من منزله، يكشف خلال حواره لـ"العين الإخبارية"، عن كيفية إصابة بكورونا، وكيف نفّذ العزل المنزلي، ومتى شعر بتحسن في حالته.. وإلى نص الحوار.
كيف أصبت بالفيروس؟
أنا لا أعلم تحديدا ما سبب إصابتي، ولكن منذ 3 أسابيع على ما أتذكر شعرت بأعراض البرد المشابهة لكورونا، وبدأت أراقب نفسي لمعرفة هل الأعراض في تزايد أم تختفي يوما تلو الآخر، حتى أتخذ خطوتي المقبلة سواء بالذهاب إلى طبيب متخصص، أو لمستشفى الحميات. وفي نهاية المطاف بعد تزايد الأعرض اتجهت للحميات لتوقيع الكشف الطبي علي، وأجريت المسحة التى تظهر وتحدد إصابتي بالفيروس من عدمه، ولكن أنا لم أنتظر النتيجة واتخذت بعض الفحوصات الطبية بمفردي التى أكدت إصابتي بكورونا.
وما الفحوصات التي كشفت عن إصابتك بكورونا؟
بمجرد شعوري بتزايد الأعراض لدي، كما ذكرت سابقا أجريت ببعض الفحوصات الطبية، وكانت عبارة عن صورة دم شاملة أظهرت انخفاضا كبيرا في كريات الدم البيضاء، وأشعة مقطعية على الصدر، التى أشارت لوجود بعض الجلطات الخفيفة على صدري، وبعد ذلك الأمر لم أنتظر كثيرا واتجهت مرة أخرى لمستشفى الحميات التابع لها وحصلت على بروتوكول العلاج المخصص من قبل وزارة الصحة المصرية بعد تأكدهم بإصابتي للفيروس التاجي.
كيف نفذت العزل المنزلي؟
بعد حصولي على البرتوكول العلاجي من وزارة الصحة المصرية، خصصت غرفة لي وعزلت نفسي عن زوجتي وأولادي، ولكن الوحيدة التي كانت تتابع حالتي هي زوجتي التي لم تبخل علي بأي جهد سواء من متابعة أوقات علاجي وتناول طعامي، فهي لم تتركني نهائيا وكانت تحصل على نفس الدواء كإجراء وقائي لا أكثر ولا أقل، بالإضافة لطبيبي الخاص الذي كان مداوما على الاتصال بي للإطمئنان على حالتي بشكل عام ودرجة حرارتي بشكل خاص.
متى شعرت بتحسن؟
بعد مرور نصف فترة العلاج، فمنذ اليوم السادس بدأت أشعر بتحسن بسيط خصوصاً بعد استقرار درجة الحرارة المرتفعة التي ظلت معي 5 أيام متواصلة، فأنا كنت مجهدا ومتعبا للغاية بسببها لدرجة أنني لجأت للجلوس في حوض الاستحمام وسط قطع من الثلج الذي وضعته على رأسي وجميع أعضاء جسدي لتخفيض حرارتي، حسب إرشادات الطبيب، فضلا عن المحاليل المخفضة للحرارة.
متى انتصرت على "كوفيد 19"؟
بعد ما يقرب من أسبوعين، ومجرد من شعوري بتحسن كبير في حالتي الصحية، قرر طبيبي الذي يعالجني هاتفيا، أن أكرر الفحوصات الطبية التى قمت بها في بداية الأمر مرة أخرى، وأجريت صورة دم كاملة والتي أظهرت بفضل الله ارتفاعا ملحوظا في كريات الدم البيضاء والتي تعني أنني شفيت الحمد لله من فيروس كورونا المستجد، بالإضافة إلى الأشعة على الصدر والتي أثبتت اختفاء "كوفيد 19"، ومن المفترض الفترة المقبلة أن أكرر نفس الفحوصات الطبية لمرة أو مرتين على أقصى تقدير لزيادة التأكد على خروج كورونا من جسدي.
هل إجراءات عزلك عن أسرتك مستمرة؟
طبيبي منعني من الاختلاط مع أولادي حتى يتم مرور 15 يوما مقبلة على أن يتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة كما ذكرت سابقا للتأكد من خروج فيروس كورونا تماما من جسدي، فأنا حاليا أتواصل مع أولادي تليفونيا فقط ولم أشاهدهم بالرغم من أننا نعيش في منزل واحد ولكن خوفي وحرصي على حياتهم يمنعني أن أراهم حتى لو للحظة واحدة.