"غصن الزيتون".. شظايا تقتل أهالي عفرين وتفضح مزاعم أردوغان
كاتب بريطاني سلّط الضوء على الضحايا والمصابين جراء العملية، من خلال تحقيق أجراه داخل مستشفى عفرين
رغم تأكيد الجيش التركي أن عملية «غصن الزيتون» في عفرين السورية، لا تستهدف المدنيين، إلا أن الإحداثيات على الأرض سرعان ما فنَّدت هذا الشعار العسكري الواهي.
الكاتب البريطاني روبرت فيسك، سلّط الضوء على الضحايا والمصابين جراء العملية، من خلال تحقيق أجراه داخل مستشفى عفرين، أشار فيه إلى اللاجئين والنساء والرضّع والأطفال من ضحايا «الغزو التركي لشمالي سوريا».
فيسك استعرض، في تحقيقه، قصصاً مؤلمة لعدد من ضحايا الغزو التركي، بينهم طه مصطفى الخاطر (40 عاما) وابنته زكية (17 عاما) وابنه سليمان (14)، والذين قضوا جميعا، في قذيفة استهدفت منزلهم، ولم تنج سوى ابنته صفاء البالغة من العمر 19 عاما.
مأساة فجّرتها قذيفة تركية، لتودي بحياة مدنيين أبرياء، وتترك صفاء يتيمة وحيدة، تعاني جروحا أصيبت بها في الحادثة، وندوبا نفسية من الصعب أن تُشفى منها.
استهداف أثار استغراب فيسك في تحقيقه الذي نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية، مشيرا إلى أن الأتراك استهدفوا أسرة الخاطر، مع أنها عربية ولاجئة من تل القراح، ولا تنتمي لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، الهدف المفترض للعملية العسكرية التركية.
وفي مستشفى عفرين، قام فيسك بجولة في العنابر، حيث يرقد الناجون من الهجوم التركي على المدينة، والذي بدأ في 20 يناير/كانون ثان الجاري.
ومن بين المصابين محمد حسين (58 عاما)، المزارع من بلدة جنديرس وهو مصاب بجروح في الرأس وإحدى عينيه، وكاد أن يفقد حياته عندما سقط سقف منزله بسبب هجوم جوي استهدفه قبل أسبوع.
وغير بعيد عنه، رقد أحمد كندي الذي قال إنه فرّ وأسرته خارج القرية مع بداية العملية التركية، غير أنه عاد إليها بعد ذلك، ليصاب بشظية في ظهره، مضيفا: "لا يوجد مقاتلون من وحدات حماية الشعب هناك"، أي في قريته.
صور مؤلمة نقلها فيسك عن مصابين لا تربطهم أي علاقة بالأهداف المفترضة للعملية التركية، وحتى في حال ارتباط المكان بالهدف العسكري، تساءل الكاتب مستنكرا إن كان هذا الأمر يبرر آلام الطفلة داناندا سيدو (15 عاما) من قرية عدامو المصابة بجروح بالغة في الصدر والقدمين.
مبرر عسكري لفت إلى أنه لا يبرر بأي حال آلام الفتاة كفاح موسى (20 عاما) التي كانت تعمل في مزرعة أسرتها في مريمين، عندما ألقت الطائرات التركية قنبلة على المبنى أودت بحياة أسرتها المكونة من ثمانية أفراد، ولم ينج من الموت سواها.
الطالب الكردي مصطفى خلوف من جنديرس، هو أيضا من ضحايا "غصن الزيتون"، حيث قال إنه سمع الطائرات تحلق فوق منزله، ويعاني حاليا من جراح بالغة في القدم جراء إصابته بشظية في هجوم جوي تركي.
وبالقرب منه، ترقد آية نابو (7 سنوات) التي تعاني من جروح بالغة في الصدر، وتقول شقيقتها إنها أصيبت في الشارع جراء هجوم جوي تركي.
ونقلت الصحيفة عن مدير المستشفى، قوله إن الأخيرة استقبلت منذ 21 من الشهر الجاري وحتى ظهر الجمعة الماضية، 4 قتلى فقط من مقاتلي قوات حماية الشعب واثنين من المصابين في اليوم الأول من الهجمات التركية، ثم سبعة مقاتلين وتسعة جرحى في وقت لاحق من الأسبوع.
وبتفحص ملفات وسجلات المستشفى التي اطلع عليها فيسك من مديرها، انتقى بشكل عشوائي جملة من الأسماء، ليخلص إلى أنه من بين 49 مدنيا مصابا تم نقلهم للمستشفى، وجد اسم الرضيعة حميدة إبراهيم الحسين (3 سنوات) من مريمين المصابة في رأسها في هجوم استهدف المزرعة نفسها حيث أصيبت كفاح موسى.
وعلاوة على الأسماء المذكورة، استعرض الكاتب البريطاني، كلا من حسن الحسن (عامان) المصاب في الرأس، وآسيا الشيخ مراد (70 عاما) المصابة في الرأس أيضا، وخالد محمد علي (46 عاما) بنفس الإصابة، جراء انهيار عدد من المنازل على أصحابها، بسبب الهجمات التركية.
ومن بين المصابين أيضا حامد بطل (30 عاما)، وجنكيز أحمد خليل (20 عاما) المصاب بجروح في المعدة، فضلًا عن صدقي عبدالرحمن (47 عاما) المصاب بشظايا في قدمه، وشمسة موسى (75 عاما) المصابة بكسور عديدة في العظام.
أما قائمة القتلى فتشمل 10 أطفال و7 نساء و17 رجلًا، بينهم أطفال رضّع، فهناك وائل الحسين (عام واحد) وهو لاجئ من قرية جبارة قُتل في 21 من هذا الشهر، ومصعب الحسين (6 أعوام) من إدلب وقُتل في اليوم نفسه.
ولنفس القائمة، تضاف فاطمة محمد (60 عاما) من قرية عربو، وقد قُتلت في جينديرس في 23 من هذا الشهر، وعبدالقادر منعم من جامو، وقد لقي حتفه في اليوم التالي.