غارات مكثفة للتحالف العربي.. هل اقترب تحرير "الحديدة" من الحوثيين؟
بدأت الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف العربي تحركات مكثفة من أجل تحرير محافظة الحديدة التي تمثل شريانا مهما للحوثيين
شكلت محافظة الحديدة، غربي اليمن، خلال الأشهر الأولى من الحرب، شريان حياة مليشيا الحوثي وكانت سواحلها مصدر قوتهم، وخلال الأيام الماضية، بدأت الحكومة الشرعية والتحالف العربي بتحركات مكثفة من أجل قطع ذلك الشريان الهام.
ومنذ اجتياحها قبل أكثر من عامين، حوّل الحوثيون محافظة الحديدة المعروفة بـ"عروس البحر الأحمر" وسواحلها، إلى مجرد شبح يهدد ممرات الملاحة الدولية، ومعتقل لأبنائها أيضا.
واستغلت مليشيا الحوثي وقوات صالح، محافظة الحديدة، التي تسيطر على المساحة الأكبر من السواحل اليمنية وتشرف على موانئ رئيسية وهامة في البلد هي ميناء الحديدة وميناء الصليف، لتهريب الأسلحة وتهديد ممرات الملاحة الدولية.
وكان ميناء الحديدة، هو الميناء الرئيسي الذي يستقبل المواد الإغاثية والنفطية خلال الأشهر المنصرمة من الحرب، وهو ما جعل التحالف يتغاضى عن كثير من التجاوزات الحوثية، لكن الهجوم الذي تعرضت له الفرقاطة السعودية، الأسبوع الماضي، يبدو أن قد غير إستراتيجية التحالف العربي في التعامل مع الأمر.
وعلى العكس من توقعات الحوثيين بأن الهجوم على الفرقاطة سيجعل من التحالف يتراجع عن الحديدة، جاء التأكيد السعودي بأن ذلك الهجوم لن يثنيها عن دعم الشرعية في اليمن، مع التأكيد بأن استخدام ميناء الحديدة لهجمات إرهابية، سيعقد وصول الإغاثات.
ومن المتوقع، أن يعلن التحالف خلال الأيام المقبلة تقليص وصول السفن إلى ميناء الحديدة، لتحول المحافظة إلى منطقة عسكرية، وقد يتم تحويل مسار السفن الإغاثية إلى ميناء عدن، جنوبي البلاد.
وخلال الأيام الماضية، كثّف التحالف العربي من غاراته على مواقع المليشيا الحوثية، ووفقا لمصادر محلية لـ"بوابة العين الإخبارية"، فلا يمر يوم منذ الهجوم الأخير، إلا وتتعرض مواقعهم لعشرات الغارات بشكل شبه يومي.
وبموازاة الغارات الجوية التي تستهدف استنزاف قوة الحوثيين ومخازن الأسلحة، كثّفت القوات الحكومية على الأرض من استعداداتها لمعركة الحديدة، حيث تشهد جبهة"ميدي" على الشمال الغربي من الحديدة، معارك متصاعدة بين القوات الحكومية والمليشيا الانقلابية، فيما تشهد مديرية "المخا" معارك التطهير الأخيرة.
ووفقا لمصادر حكومية، فإن المرحلة التالية من عملية "الرمح الذهبي" العسكرية هي التوجة نحو محافظة الحديدة، ودحر الحوثيين منها، بالعمل العسكري من محاور مختلفة، هي "ميدي" و"المخا"، إضافة إلى مساندة البارجات البحرية، والمقاتلات الجوية.
ويرى المحلل السياسي اليمني فيصل المجيدي، أن الحكومة ومعها التحالف، قد اقتنعوا أن من أهم أسباب صمود الحوثيين حتى الآن، هي السواحل الغربية والموانئ التي فيها، باعتبارها تمثل "شريان حياة" بالنسبة للمليشيا.
وقال المجيدي لـ"بوابة العين"، "إضافة إلى الأهمية الإستراتيجية للمخا والحديدة ومينائها فإنها أيضا تمثل متنفساُ ورئة للمليشيا تستطيع من خلالها جلب كل ما يتعلق بالمعركة، سواء كان لوجستيا أو حتى أسلحة ثقلية وصواريخ تتجاوز استخدامها اليمن".
وأضاف "يبدو أن القناعة أتت للحكومة والتحالف بتحرير الحديدة والسواحل خصوصا بعد تكرار استهداف السفن بعمليات عسكرية وزوارق، وآخرها الفرقاطة السعودية".
ووفقا للمجيدي، فإن مصادر الحكومة، كانت تتحدث عن تحرير الساحل الغربي كاملا، ابتداء من "ذوباب" وباب المندب"، وصولا إلى "ميدي" وسيقابلها موانئ المخا والصليف ورأس عيسى وميدي.
ويعتقد المجيدي، أن عملية التحرير تقتضي أن تبدأ من جبهتي حرض وميدي من اتجاه سواحل محافظة حجة، شمالي غربي البلاد، بموازة عمليات أخرى من جبهة باب المندب والمخا.
وإضافة إلى تهديد الملاحة، كانت سواحل الحديدة والبحر الأحمر، تشكل منفذا لتهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين، خصوصا من ناحية القرن الإفريقي.
ويقول المجيدي "كشفت معركة المخا والساحل الغربي بعد سقوط مواقع الحوثيين، عن وجود أسلحة حديثة الصنع بل مؤرخة في نهاية 2016، مما يعني أن السواحل لا تزال مفتوحة على آخرها لاستقبال الدعم الإيراني الكبير للمليشيا، وهذه الأسلحة لم تكن مطلقا في مخازن الجيش اليمني".
وألمحت مصادر حكومية، إلى أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس عبدربه منصور هادي إلى الرياض، ولقاءه بولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان، كان هدفها التنسيق العسكري لعملية الحديدة والسواحل الغربية.
aXA6IDE4LjExNi4yNC4xMTEg جزيرة ام اند امز