المؤتمر الدولي لحوار الحضارات.. منصة لتمكين الشباب وتعزيز التعايش

تواصلت لليوم الثاني فعاليات "المؤتمر الدولي لحوار الحضارات والتسامح" في دورته الثانية بشعار "تمكين الشباب من أجل مستقبل متسامح".
ينظم المؤتمر مركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات، التابع لمؤسسة الإمارات للعلوم والبحوث، بالشراكة مع وزارة التسامح والتعايش، وبدعم من مكتب أبوظبي للمؤتمرات والمعارض التابع لدائرة السياحة والثقافة في أبوظبي.
واستعرض اليوم الأول والثاني للمؤتمر 9 حلقات نقاشية و4 جلسات رئيسة، ركزت على تعزيز دور الشباب في نشر قيم التسامح، والتفاهم بين الأديان، والعيش المشترك.
كما تناولت الجلسات إستراتيجيات تمكين الشباب ليكونوا قادة في بناء مجتمعات أكثر تسامحًا واستقرارًا، عبر تحفيزهم بالمفاهيم الفكرية والقيادية التي تعزز من قدرتهم على مواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية.
وخلال الجلسة الرئيسة التي حملت عنوان التسامح ضرورة إستراتيجية للاستقرار والازدهار، أشاد الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، بجهود الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، في نشر قيم التسامح والتعايش السلمي والحوار بين الأديان والثقافات.
من جانبه أوضح إلدر ديفيد أ. بيدنار، عضو في رابطة الرسل الإثني عشر في كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، أن مشاركة الكنيسة في المؤتمر تأتي امتدادًا لالتزامها بدعم قيم التسامح والتعايش، مشيدًا بالمبادرات الرائدة لدولة الإمارات وإنجازاتها المهمة في تعزيزه، خاصة بين الشباب والعائلات، مما جعلها نموذجًا يُحتذى به عالميًا.
وأكد مقصود كروز رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، أن دولة الإمارات تمتلك إرثًا غنيًا في تعزيز وحماية حقوق الإنسان، حيث تجعله محور إستراتيجياتها وسياساتها التنموية، وهذا الأمر يتضح عبر التطوير المستمر للتشريعات والسياسات التي تضمن حقوق جميع أفراد المجتمع.
وأضاف أن الإمارات أصبحت نموذجًا إنسانيًا متميزًا باحتضانها أكثر من 200 جنسية، ما يعكس التزامها بالعيش المشترك واحترام التنوع الثقافي.
وفي سياق متصل أكد سماحة الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، خلال كلمته، أن الأديان لم تكن يوماً وسيلة للتفريق والتمييز، بل تحمل قيماً مشتركة تدعم المجتمعات الفاضلة، حيث عززت العولمة الحاجة للتعرف على الثقافات المختلفة وتعزيز نقاط التقارب، مشيراً إلى أن جميع الأديان مستوحاة من القيم الإبراهيمية وجاءت لخدمة الإنسان وتنظيم شؤونه.
وأشاد بالدور الريادي لدولة الإمارات في تحقيق هذه القيم، من خلال رؤية مؤسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي وضع أسس التعايش والانفتاح، واستمرار هذه الرؤية بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الذي رسّخ نهج التسامح عبر سياسات حكيمة عززت التقارب بين الشعوب.
وقال الدكتور ديفيد روتشتاين، الأمين العام للطائفة البهائية الدولية، خلال كلمته أن الشباب يشكل قوة محركة للمجتمعات، حيث يدركون أن الجنس البشري واحد، متنوع في سماته وثقافاته، لكن وحدته شرط أساسي لبناء مجتمع إنساني موحد مشيرا إلى أن، حوالي 40% من سكان العالم تحت سن 24 عاماً، و2.4 مليار شخص تتراوح أعمارهم بين 10 و29 عاماً، ما يعكس الحاجة الماسة إلى تمكينهم وإتاحة الفرص الكاملة لهم للمساهمة في التنمية.
وأوضح أن الدين، في جوهره، يعزز البعد الروحي للإنسان، وهو أساس تحقيق الانسجام المجتمعي، وأن التعصب الديني كان سبباً في العديد من النزاعات، لافتاً إلى أن المبادئ الروحية للأديان تنبع من مصدر واحد، ويمكن لزعماء الأديان الترويج للأمل والسلام.
وشهدت فعاليات المؤتمر جلسة حوارية بعنوان "بناء مجتمعات شاملة.. ودور الشباب في القيادة والمسؤولية الاجتماعية"، شارك فيها المتحدثون، البروفيسور زكريجا سيجيني، خبير في القيادة الشبابية والمسؤولية الاجتماعية، والدكتور ييغال بن شالوم، أستاذ في الدراسات الثقافية ومتخصص في بناء جسور التفاهم بين الأجيال، والدكتور راشد كركين باحث في ريادة الشباب والتنمية المجتمعية، والدكتور محمد داهري، أكاديمي متخصص في التربية وتعليم القيم الإنسانية،
وعُقدت جلسة حوارية أخرى بعنوان "دور المبادئ الروحية في بناء مجتمع عالمي موحد"، بمشاركة الحاخام الأكبر موشيه لوين، نائب رئيس مؤتمر الحاخامات الأوروبيين والمستشار الخاص للحاخام الأكبر لفرنسا، ومايكل دي شلانك، الرئيس التنفيذي لمخيمات NJY، وجيمس إي هاريس، القنصل الفخري لجمهورية فانواتو.
وعلى هامش المؤتمر وقع "تريندز للبحوث والاستشارات" ومركز "باحثي الإمارات للبحوث والدراسات" مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون البحثي، وإجراء دراسات مشتركة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي سياق متصل، تم توقيع مذكرة تعاون بين المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو” ومركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات، بهدف تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي.
aXA6IDMuMTQ0LjEuOTQg جزيرة ام اند امز