دعوات لفرض عقوبات.. أمريكا «غاضبة» من مذكرة «الجنائية الدولية»
تنديد واستهجان ودعوات لفرض عقوبات، ردود فعل أمريكية، صدرت من جهات رسمية وغير رسمية، في أعقاب إعلان المحكمة الجنائية الدولية طلبها إصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين.
وأعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان يوم الإثنين أنه طلب إصدار مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة يحيى السنوار وقائد كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، محمد دياب إبراهيم (الضيف) ورئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية.
مذكرات توقيف خاصة تلك المتعلقة بالقادة الإسرائيليين، دفعت مسؤولين أمريكيين إلى المطالبة بالرد عليها بفرض عقوبات على الجنائية الدولية؛ فالسيناتور ليندسي غراهام، قال: في النهاية، ما آمل أن يحصل هو أن نفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب هذا الأمر الشائن ليس فقط لمساعدة أصدقائنا في إسرائيل، بل لحماية أنفسنا على مر الوقت.
فرض عقوبات؟
الأمر نفسه أشار إليه روبرت أوبراين مستشار السياسة الخارجية للمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، الذي قال الثلاثاء، إنه يتعين على الولايات المتحدة فرض عقوبات على مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية الذين يسعون إلى إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأدلى أوبراين، الذي شغل منصب رابع وآخر مستشار للأمن القومي في إدارة ترامب، بالتصريحات في مقابلة مع «رويترز» بالقدس بعد لقائه نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين آخرين خلال زيارة استمرت عدة أيام.
وخلال الاجتماعات، ناقش أوبراين ما وصفه بـ«القرار غير العقلاني» للمحكمة الجنائية الدولية بشأن إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، إلى جانب ثلاثة من قادة حركة حماس الفلسطينية.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد فرض عقوبات على المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، في خطوة ألغاها الرئيس الحالي جو بايدن بعد توليه المنصب.
وقال أوبراين لـ«رويترز»: «يمكننا فرض عقوبات على الحسابات المصرفية والسفر. يمكننا فرض قيود على تأشيرات الدخول على هؤلاء المدعين والقضاة الفاسدين. يمكننا إظهار بعض الهمة الحقيقية هنا».
وضم وفد أوبراين خلال الزيارة الدبلوماسي الأمريكي جون راكولتا والسفير السابق لدى سويسرا إد مكمولين.
وكانت الرحلة، التي أوردتها «رويترز» لأول مرة، حالة نادرة لسفر حلفاء لترامب إلى الخارج في إطار وفد للقاء مسؤولين أجانب. وجاءت الزيارة وسط توتر بين إسرائيل وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن نهج إسرائيل في حرب غزة.
تعقيد الاحتمالات
في السياق نفسه، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الثلاثاء أن اتفاق هدنة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة لا يزال "ممكنا"، لكن طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات توقيف بحق قادة من إسرائيل "يعقد" هذه الجهود.
وقال بلينكن خلال جلسة أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، هي الأولى ضمن أربع جلسات مقررة الأربعاء «أعتقد أننا كنا قريبين جدًا لمرتين" من التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن رهائن»، مشيداً بـ«الجهود الكبيرة» التي بذلها الوسطاء المصريون والقطريون.
وأضاف: «لكن تطوّرات عدّة تشكّل تحديا (..) فالقرار الخاطئ للغاية الذي اتخذه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية يوم الإثنين- المساواة المخزية بين حماس وقادة إسرائيل - لن يؤدي سوى إلى تعقيد احتمالات التوصل إلى هذا الاتفاق».
aXA6IDMuMTQyLjIwMS45MyA= جزيرة ام اند امز