رغم التحذير الأممي.. الدبيبة يسعى لاستمالة "مليشيات طرابلس"
في خطوة عدها مراقبون بأنها جاءت لتعزيز موقفه الانتخابي، حاول المرشح عبدالحميد الدبيبة استمالة المليشيات المسلحة التي تحاصر العاصمة الليبية طرابلس.
وفي حين أعربت البعثة الأممية في ليبيا ومنظمات حقوقية ليبية، عبر عدة بيانات الثلاثاء، عن قلقها وحذرت من المظاهر المسلحة التي تشهدها طرق وشوارع العاصمة طرابلس، أكد الدبيبة أن محاصرة طربلس "في صالح اللبيين".
وخلال كلمة له أثناء مشاركته في ندوة حول دور المرأة في العملية السياسية في ليبيا، الثلاثاء، بالعاصمة طرابلس، أرسل الدبيبة رسائل طمأنة للبيين بأن "ما يرونه من تحشيد عسكري في العاصمة أمر اعتيادي".
والدبيبة الذي تزامن حديثه مع تحذيرات الأمم المتحدة من التحشيدات العسكرية في العاصمة، أكد أيضا أن"من يحتشدون هم أبناء طرابلس وهم من يحمونها".
وزاد الدبيية في محاولته لاستمالة المليشيا المسلحة بطرابلس، متعهدا بـ"إيجاد مناصب عليا لهم داخل الجيش الليبي"، وقال :"هذا حراك لصالحكم أنتم وللدفاع عن مدينتنا".
وأعربت البعثة الأممية في ليبيا، الثلاثاء، عن قلقها وإدانتها للتصعيد العسكري والتحشيد العسكري الضخم والتوتر الأمني في عدة مناطق من العاصمة طرابلس.
ولم يفت الدبيبة خلال كلمته الحديث عن الانتخابات والتي يرى أنها "لابد أن تقوم على ثلاث مراحل، وغيابها إحداها سبب فشل الاستحقاق" الذي كان مقررًا يوم 24 ديسمبر الجاري.
وهذه المراحل بحسب الدبيبة: دستور أو قاعدة دستورية للانتخابات وقوانين توافقية تضمن عملية انتخابية نزيهة وضمان قبول النتائج"، معتبرا أن القوانين الحالية للانتخابات مشكَّلة ومفصلة على أشخاص بعينهم، حسب قوله.
وحديث عبد الحميد الدبيبة، داخل الندوة، قابله آخر له يتناقض تماما مع تصريحاته، إذ أكد عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، انتهاء هذا التحشيد العسكري، قائلا: "أحي جهود الخيرين من مدينتنا طرابلس الحبيبة المكثفة خلال هذه اللحظات لإنهاء فتيل الأزمة والاحتقان، وعودة الحياة إلى طبيعتها، لا للحرب، نعم للحياة، والأمن والاستقرار وحرمة الدماء خط أحمر"
استمالة المليشيات
ويرى الخبير السياسي والعسكري الليبي محمد صالح أن تصريحات الدبيبة ما هي إلا "محاولة لاستمالة المليشيات التي تسيطر على العاصمة ففي حالة عدم إجراء الانتخابات فإن الدبيبة سيعود وزيرا للدفاع إضافة إلى رئاسة الحكومة ومن مصلحته عدم الدخول معهم في نزاع، وفي حالة إجراء الانتخابات فسيحتاجهم لتعزيز موقفه"، وفق وقوله.
وتابع صالح في حديث لـ"العين الإخبارية"، قائلا إن "الدبيبة لم يكن يريد التطرق إلى هذا الأمر إلا أنه اضطر إلى ذلك بعد أسئلة الناشطات المجتمع معهن، ولذلك لم يرد أن يدخل في صدام مع المليشيات وأرسل رسائل للمواطنين والسياسيين أنه ما زال يسيطر على الوضع في العاصمة حتى حال كونه خارج السلطة ظاهريا".
تصعيد مستمر
ولا يزال التصعيد العسكري في العاصمة طرابلس يتزايد يوما بعد يوم، حيث شهدت، الثلاثاء، تحشيدا عسكريا ضخما وتوترا أمنيا في عدة مناطق من المدينة، والتي لاقت إدانة وقلقا أمميا.
كما تم إغلاق عدة شوارع بسواتر ترابية، بالتزامن مع انتشار آليات عسكرية وإغلاق بعض المدارس، كما أعلنت جامعة طرابلس، في بيان لها توقف الدراسة، مع مطالبة جميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بمغادرة الجامعة.
وتأتي هذه التحركات قبل أيام معدودة من موعد الاستحقاق الانتخابي، والذي بات تأجيله أمراً واقعاً في ظل تنصل المسؤولين من إعلان التأجيل والاستمرار في انتهاج سياسة الصمت.
وترشح الدبيبة –رئيس حكومة تصريف الأعمال في ليبيا- للانتخابات الرئاسية ضمن قائمة من 98 مرشحا، رغم تعهد أمام لجنة الحوار السياسي بعدم الترشح للانتخابات اللاحقة للعملية السياسية الانتقالية ما أدى لتقديم عدد من منافسيه بطعن في قبول ملف مبدئيا من قبل المفوضية، وانتهت جولات الطعون القضائية بالرفض والإبقاء على ملف الدبيبة ضمن المترشحين.