اليوم الدولي للقضاء على الفقر 2025.. العالم يجني ثمار مبادرات الإمارات

يحل، اليوم الجمعة، اليوم الدولي للقضاء على الفقر، فيما يجني العالم ثمار مبادرات الإمارات الملهمة لتحقيق هذا الهدف.
مبارات آثرت عبرها الإمارات الجمع بين الجانبين الإنساني والتنموي لتحقيق أثرا مستداما في الدول المستفيدة من برامجها ومساعداتها، في إطار استراتيجية تهدف إلى استئصال جذور الفقر لا مظاهره فقط.
ويحتفي العالم باليوم الدولي للقضاء على الفقر في 17 أكتوبر/تشرين الأول، مستهدفا التركيز على أن تخفيف الفقر قضية كرامة وعدل وانتماء، لا مسألة دخل فحسب.
ويركز موضوع هذا العام على القضاء على الإساءة الاجتماعية والمؤسسية بكفالة الاحترام وتقديم الدعم الفعّال للأُسر، مع غاية واضحة: إيلاء الأولوية للأشد تخلّفًا، وتشييد مؤسسات تُعين الأُسر على التماسك والازدهار وصوغ مستقبلها بيديها.
وتدعم دولة الإمارات تحقيق هذه الأهداف عبر المساعدات التنموية والخيرية والإنسانية التي تقدمها حول العالم.
وبلغت مساعدات الإمارات الخارجية منذ قيام اتحاد الدولة في عام 1971، حتى منتصف عام 2024، ما قيمته 368 مليار درهم، استفاد منها مليار شخص حول العالم، ما كان له بالغ الأثر في الحد من الفقر، والتخفيف من تداعيات الكوارث والأزمات، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز الاستقرار والسلم الدوليين.
ويرتفع هذا الرقم بشكل كبير مع احتساب المساعدات التي قدمتها الإمارات حول العالم منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.
ولم تقتصر هذه المساعدات على الإغاثة الطارئة، بل شملت برامج تنموية في التعليم، والصحة، والمياه، والبنية التحتية، وتمكين المرأة والشباب، في إطار استراتيجية تهدف إلى صياغة خطط وبرامج متكاملة لمواجهة الفقر.
وتبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كنموذج فريد في الجمع بين البعد الإنساني والنهج التنموي المستدام، ضمن رؤية شاملة تجعل كرامة الإنسان محوراً لكل سياساتها.
ومع استمرار هذه الرؤية الطموحة، تواصل الإمارات المضيَّ بثبات نحو عالمٍ خالٍ من الفقر، تُصان فيه كرامة الإنسان، ويعلو فيه صوت التضامن الإنساني كأسمى تعبير عن حضارة تؤمن بالإنسان أولاً وآخراً.
دعم الجهود الدولية
وضمن جهودها الرائدة لمكافحة الفقر، أعلن الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، خلال مشاركته في قمة مجموعة العشرين الـ19 في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تخصيص دولة الإمارات مبلغ 100 مليون دولار أمريكي عبر وكالة الإمارات للمساعدات الدولية، لدعم أهداف التحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر.
كما أكَّد التزام دولة الإمارات بمواصلة دعم المساعي العالمية لمكافحة الجوع والفقر على المستويين الإقليمي والعالمي، تعزيزاً لجهود التنمية والسلام والازدهار.
جاء ذلك بعد عدة شهور، من إعلان دولة الإمارات أبريل/نيسان 2024 عن تقديم 50 مليون دولار لتمويل المرحلة الثانية من صندوق العيش والمعيشة بهدف المساهمة في تسريع الجهود المبذولة لدفع عجلة التنمية المستدامة في الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية.
وستساهم الإمارات من خلال هذه الشراكة في تعزيز جهود مكافحة الفقر ودعم الدول المستفيدة في مسيرتها التنموية من أجل بناء مستقبل مشرق يتسم بالمرونة.
ويتولى صندوق أبوظبي للتنمية مهمة إدارة هذا التمويل، الذي يضاف إلى 50 مليون دولار أمريكي ساهمت بها دولة الإمارات العربية المتحدة لصالح صندوق العيش والمعيشة منذ إطلاقه في عام 2016.
وفي العام نفسه، أعلنت دولة الإمارات يونيو/حزيران 2024 انضمامها إلى مبادرة "التحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية للعمالة" الذي أطلقته منظمة العمل الدولية، بهدف خلق منصة طوعية تدعم التضامن وتعزز التعاون بين الدول الأعضاء في التحالف والشركاء الدوليين لتنسيق السياسات التنموية العالمية ودعم نمو الاستثمارات من أجل النهوض بالعدالة الاجتماعية والعمل اللائق.
دعم تنموي
وتدعم دولة الإمارات تنفيذ هدف القضاء على الفقر الذي يعد من أهم أهداف التنمية المستدامة على الصعيد الدولي عبر العديد من المؤسسات التنموية والخيرية والإنسانية، وعلى رأسها صندوق أبوظبي للتنمية.
ومنذ تأسيسه في عام 1971 يواصل صندوق أبوظبي للتنمية مسيرته الريادية بتحقيق إنجازات نوعية شملت دعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية وأسهمت في بناء ودعم اقتصادات الدول النامية، عبر دعم قطاعات حيوية ترتبط بمستقبل المجتمعات واستقرارها، كالصحة والطاقة والبنية التحتية، ما يجعل من كل مشروع لبنة إضافية في مسار التنمية الشاملة.
وتظهر البيانات الصادرة عن التقرير السنوي لعام 2024 حجم الأثر التنموي المتنامي لنشاط الصندوق، حيث بلغت قيمة التمويلات التنموية التراكمية منذ تأسيسه حتى نهاية العام الماضي نحو 216.5 مليار درهم، استفادت منها 107 دول.
وشملت هذه التمويلات 157 مليار درهم إجمالي التمويلات الميسرة، و57.6 مليار درهم إجمالي المنح الحكومية، إلى جانب 1.9 مليار درهم إجمالي المساهمات المباشرة في مشاريع استراتيجية.
وأدار الصندوق خلال العام 2024 نحو ست منح حكومية للدول العربية، بلغت القيمة الإجمالية للمنح المقدمة ما يقارب 810 ملايين درهم، استفادت منها كل من المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية، والجمهورية اليمنية، والجمهورية الإسلامية الموريتانية، حيث وظفت جميع المنح في ستة مشاريع تنموية ذات أولوية للحكومات الشريكة.
ويواصل الصندوق خلال العام الجاري 2025 تنفيذ مشاريع استثمارية نوعية ذات عوائد اقتصادية في مختلف الدول العربية، ومن أبرزها مشروع "سوفيتيل ليجند بيراميدز الجيزة" في جمهورية مصر العربية لدعم قطاع السياحة.
وساهم الصندوق في جمهورية القمر المتحدة، في تنفيذ محطة للطاقة الشمسية دعماً لجهود التحول نحو الطاقة النظيفة، فيما شهدت أرض الصومال تنفيذ مشروع سكني متكامل ضمن جهود دعم استقرار المجتمعات وتعزيز جودة الحياة، كما وقع الصندوق وهيئة الربط الخليجي خلال يونيو/حزيران الماضي اتفاقية تمويل لمشروع استراتيجي يُعزز أمن الطاقة في المنطقة.
ويستمر صندوق أبوظبي للتنمية في أداء دوره كجسر تنموي فعال يعكس التزام دولة الإمارات بنشر الاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم.
دعم إنساني
وإضافة إلى الدعم التنموي، تعطي دولة الإمارات سيرا على درب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وبقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، أولوية قصوى للأعمال والأنشطة والمبادرات الخيرية التي تقدمها لجميع المستضعفين والمنكوبين حول العالم.
فأينما يممت وجهك بالعالم، ستجد أيادي الإمارات البيضاء حاضرة في كل مكان، تشهد ويشهد معها تاريخ الإنسانية على عطاء لا ينضب ومسيرة خير مستدامة تجسد مفهوم الأخوة الإنسانية كما ينبغي أن يكون، وتبعث الأمل في نفوس العالم بغد أفضل.
مبادرات تُرجمت على أرض الواقع باحتلال الإمارات لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.
وتمثل دولة الإمارات حجر الأساس في المنظومة العالمية للعمل الإنساني، نظرا لحجم المساعدات الإنسانية التي تقدمها سنويا إلى المنكوبين والمتضررين في شرق العالم وغربه، بصرف النظر عن أي اعتبارات دينية أو عرقية أو سياسية، هذا فضلا عما تمتلكه من خبرات متراكمة وإمكانات كبيرة تفيد المهام الإغاثية والإنسانية حول العالم بزمن قياسي، واحترافية عالية وفعالية تترجم سريعا على أرض الواقع.
ويحل اليوم الدولي للقضاء على الفقر هذا العام، فيما تقود دولة الإمارات الجهود الدولية لمساعدة وإغاثة ضحايا الحروب والنزاعات، وفي مقدمتهم الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، إذ شكلت المساعدات الإماراتية نسبة 44% من مجمل المساعدات الدولية إلى القطاع وفقا للتقارير الأممية.
وعلى مدار الفترة القليلة الماضية، امتدت أيادي الخير الإماراتية بيد الدعم والمساندة للعديد من الدول في مختلف قارات العالم، من بينها الفلبين وبوتسوانا وأفغانستان واليمن وفلسطين والسودان والكونغو وتشاد.
أيضا شهدت دولة الإمارات خلال عام 2025، إطلاق عدد من المبادرات الإنسانية ذات الأثر العالمي، مثل “وقف الأب” الذي سيستثمر جزءا من ريعه في توفير الرعاية الصحية والعلاج للفقراء والمحتاجين وغير القادرين ودعم المنظومة الصحية في المجتمعات الأقل حظاً من خلال تطوير المستشفيات، وتأمين الأدوية والعلاجات اللازمة.
جهود مستدامة
وضمن جهودها المستقبلية للقضاء على الفقر، أعلنت "مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني" و"مؤسسة غيتس" عن توحيد جهودهما لتنظيم نسخة خاصة من فعالية (Goalkeepers) في أبوظبي الفعالية الرائدة التي تجمع شركاء من مختلف أنحاء العالم يوحدهم الطموح المشترك لتحقيق الأهداف العالمية السبعة عشر للتنمية المستدامة ، وعلى رأسها القضاء على الفقر وذلك يوم 8 ديسمبر المقبل.
تجمع الفعالية طيفا متنوعاً من صنّاع التغيير الذين يطوّرون أفكاراً جديدة ويقودون جهوداً مبتكرة لتسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق الأهداف العالمية وتعد هذه المرة الأولى التي تُقام فيها “مبادرة مناصرو الأهداف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وتواصل دولة الإمارات التزامها بتعزيز جهود التنمية والازدهار في المنطقة والعالم عبر تنفيذ مشروعات تنموية تصب في مصلحة عشرات الدول والمجتمعات الأقل حظاً حول العالم، كبناء المساكن والمستشفيات وشق الطرق وبناء محطات الكهرباء وحفر الآبار وغيرها من المشروعات التي تسهم في استدامة توافر الموارد الأساسية وتحسين الظروف المعيشية في تلك الدول.