اليوم الدولي للتعليم 2025.. تمكين الأجيال لمواجهة التحولات التقنية
يُحتفل باليوم الدولي للتعليم سنويًا في 24 يناير/ كانون الثاني، وهو مناسبة أقرّتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في 3 ديسمبر/ كانون الأول 2018، بموجب القرار 73/25، للاعتراف بالدور المحوري للتعليم في بناء المجتمعات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
والتعليم هو الأداة الأهم لتعزيز العدالة الاجتماعية، ومكافحة الفقر، وبناء مستقبل مستدام، ويدعو يوم التعليم الدولي لعام 2025 إلى التفكير في كيفية تحقيق التوازن بين التقدم التقني وضمان بقاء الإنسان في صميم عملية التنمية.
ومع ازدياد تطور النظم التي تعتمد على الحاسوب والذكاء الاصطناعي، أصبحت الحدود تتلاشى في كثير من الأحيان بين مقاصد البشر والأفعال التي تحركها الآلة، مما يثير أسئلة مهمة بشأن كيفية الحفاظ على التدخلات البشرية وإعادة تعريفها والنهوض بها في عصر التسارع التكنولوجي.
شعار اليوم الدولي للتعليم 2025
يأتي احتفال هذا العام تحت شعار "الذكاء الاصطناعي والتعليم واتصالهما بفاعلية الإرادة البشرية في عالم مُؤَتمت"، ليُبرز أهمية التعليم في تعزيز قدرة الأفراد والمجتمعات على التعامل مع الثورة التقنية.
يدعو الشعار إلى التفكير في كيفية حماية الفاعلية الإنسانية وإعادة تعريفها في عصر يعتمد بشكل متزايد على أنظمة الذكاء الاصطناعي والآلات الذكية.
وأكدت منظمة "يونسكو" في تقريرها لعام 2024 أهمية إبقاء التعليم أولوية عالمية، خاصة في ظل الصراعات المتصاعدة، وتغير المناخ، وتزايد الفجوات الاجتماعية.
وقد ركزت المنظمة على قضايا محورية مثل التعليم من أجل السلام، التحول الرقمي، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، مع الدعوة إلى زيادة التمويل لدعم التعليم الشامل.
ويُعد التعليم حقًا أصيلاً من حقوق الإنسان، كما تنص عليه المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، التي تُلزم الدول بتوفير التعليم الابتدائي المجاني والإلزامي.
ووفقًا لاتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، يتعيّن على الدول أن تضمن إتاحة التعليم العالي للجميع.
ومنذ اعتماد خطة التنمية المستدامة لعام 2030، أقرّ المجتمع الدولي بأهمية التعليم لتحقيق الأهداف السبعة عشر، لا سيما الهدف الرابع الذي ينص على "ضمان توفير تعليم جيد وشامل وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع بحلول عام 2030".
التحديات العالمية أمام التعليم
رغم الجهود المبذولة، لا يزال 250 مليون طفل ومراهق محرومين من حقهم في التعليم، ويعاني 763 مليون طفل ومراهق من عدم القدرة على القراءة أو إجراء العمليات الحسابية الأساسية. في أفريقيا جنوب الصحراء، أقل من 40% من الفتيات يُكملن التعليم الثانوي، بينما يظل ملايين الأطفال اللاجئين خارج المنظومة التعليمية.
ويشير تقرير مراقبة التعليم العالمي إلى أن القيادة الفعّالة تُعد ثاني أهم عامل في تحسين نتائج التعلم. تتطلب القيادة التعليمية المتميزة فهمًا للتحديات المحلية والدولية، وقدرة على تطبيق سياسات تُلبي احتياجات المتعلمين.