الطاقة الدولية: تداعيات كورونا تصيب سلاسل إمداد النفط العالمية
وكالة الطاقة الدولية قالت إن هناك 5 ملايين برميل من النفط المستخرج يوميا لا تجتذب علاوات سعرية كافية لتعويض تكاليف استخراجها من الحقول
قالت وكالة الطاقة الدولية في تقرير إن الأزمة العالمية الناتجة عن جائحة فيروس كورونا ستمتد تداعياتها عبر سلاسل إمداد النفط العالمية، وتصل إلى أجزاء أخرى من قطاع الطاقة.
وتهاوت أسعار النفط مع تقلص استهلاك الوقود العالمي بفعل الجائحة، فضلا عن صدمة المعروض الناجمة عن انتهاء تخفيضات إنتاج أوبك وروسيا.
وختمت أسعار النفط الخام ربع سنة متقلبا على أكبر خسارة لها في التاريخ، وتراجعت نحو 55% في مارس/آذار الماضي، في خسارة هي الأشد لها على الإطلاق.
وانحدرت الأسعار أيضا إلى أدنى مستوياتها منذ 2002 الإثنين الماضي.
وبحسب وكالة الطاقة التي مقرها باريس، الأربعاء، هناك 5 ملايين برميل من النفط المستخرج يوميا لا تجتذب علاوات سعرية كافية لتعويض تكاليف استخراجها من الحقول.
وقالت الوكالة في تقريرها إن الأسعار المتاحة للمنتجين في غرب كندا تراجعت إلى خانة الآحاد، في حين ظهرت حالات لأسعار سلبية في أجزاء من أمريكا الشمالية لخامات أخرى.
واستجاب منتجو النفط بتطبيق تخفيضات كبيرة في إنفاقهم على الإنتاج الجديد، وتدور التخفيضات الأولية بين 20 و35% قياسا إلى ما كان مخططا لعام 2020، حسب ما ذكره التقرير.
كانت وكالة الطاقة تنبأت في وقت سابق بتراجعات بين 50 و85% في صافي دخل عدد من الدول المنتجة في 2020 مقارنة مع 2019، لكن تلك التراجعات قد تكون أكبر من ذلك بناء على مدى صدمة الطلب.
ويعيد عدد من شركات النفط الكبرى تقييم محافظها القائمة، مما قد يفضي إلى موجة جديدة من إغلاقات المصافي.
وحذرت الوكالة أيضا من تداعيات انهيار سعر النفط على قطاعات طاقة أخرى، مضيفة أن انخفاض أسعار النفط لفترة ممتدة سيؤثر على فرص التحول إلى مصادر للطاقة النظيفة مثل الغاز الطبيعي.
وقالت "النفط عند 25 دولارا للبرميل سيتسبب في معاناة بعض موردي الغاز العالميين لكي يغطوا تكاليف التشغيل، وكساد السوق الفورية للغاز لن يقدم أي عون".
وقال بنك الاستثمار السويسري، الأسبوع الماضي، إن فيروس كورونا تسبب في تعطيل سلاسل الإمداد العالمية، وتأجيج تخمة في المعروض أثارها انهيار اتفاق أوبك+.
وأضاف يو.بي.إس أن الطلب على النفط تراجع بما يتراوح بين 5 و10 ملايين برميل يوميا، على أساس سنوي في مارس/آذار الجاري.
وتابع البنك في مذكرة أن الطلب هوى بسبب القيود على التنقل خوفا من انتشار كورونا "كوفيد-19"، فيما تغمر الإمدادات السوق بعد انهيار اتفاق أوبك+ لخفض الإنتاج.
وقدر يو.بي.إس أن الطلب على النفط هذا العام سيتراجع بما يتراوح بين 2.5 و3 ملايين برميل يوميا على أساس سنوي في 2020، وأن تصل قدرات التخزين العالمية المتاحة على البر إلى نحو 900 مليون برميل.
وبذلك ينضم البنك السويسري إلى بنك جولدمان ساكس وبنك أوف أمريكا في خفض توقعات أسعار النفط والطلب لعام 2020.