يوم الملاحة العالمي.. النقل البحري يبحث عن حلول مستدامة لتقليل التلوث
مع الاحتفال بيوم الملاحة البحرية العالمي يقف هذا القطاع حائرا بين دوره المهم في نقل البضائع، واتهامات بمشاركته في تلوث البيئة.
ويمثل النقل البحري أكثر من 80% من حجم التجارة العالمية. وقد ظهر دوره جليا مع الحرب في أوكرانيا، ومبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، والتي ذكرت العالم بالدور الحيوي الذي يؤديه النقل البحري في إطعام سكان الكرة الأرضية.
اتهامات للنقل البحري
ورغم أهمية النقل البحري فالعديد من الاتهامات توجه له بشأن ما يخلفه من تأثير على البيئة يسهم في تفاقم مشكلة تغير المناخ.
ويركز يوم الملاحة البحرية العالمي لهذا العام على محور هام وهو "التكنولوجيات الجديدة من أجل نقل بحري أكثر مراعاة للبيئة"، والذي يعكس الحاجة إلى حلول مستدامة للنقل البحري تقلل من انبعاثات غازات الدفيئة، وتحمي البيئة، وتتماشى مع هدف 1.5 درجة مئوية المحدد في اتفاق باريس بشأن تغير المناخ بحسب رسالة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش بمناسبة يوم الملاحة البحرية العالمي.
وفي تلك الرسالة التي نشرها موقع الأمم المتحدة الرسمي، شدد الأمين العام على ضرورة أن يسرع القطاع البحري الخطى لإزالة الكربون قائلا: "بدون اتخاذ إجراءات متضافرة، يتوقع أن تزيد الانبعاثات الناجمة عن النقل البحري بنسبة تصل إلى 250 في المائة بحلول عام 2050 مقارنة بمستويات عام 2008".
وأضاف: "يتعين على الحكومات والشركات الخاصة أن تعمل معا لتسخير التكنولوجيات المبتكرة مثل الرقمنة والأتمتة وإرساء انتقال عادل يشمل البلدان النامية ويشجع استخدام الطاقة المتجددة وأنواع الوقود البديل".
وفقا للرسالة، فالسفن التي ستبحر هذا العقد ستحدد ما إذا كان قطاع النقل البحري سيصل بالانبعاثات إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050، حيث أكد غوتيريش أنه "يجب أن تصبح السفن الخالية من الانبعاثات الأكثر ذكاء ومراعاة للبيئة الخيار المبدئي وأن تكون متاحة تجاريا للجميع بحلول عام 2030".
ومع استمرار النقل البحري في ربط البشر، أكد غوتيريش على ضرورة أن يؤدي دورا أساسيا في تحقيق أهـداف التنمية المستدامة وبناء مستقبل عادل ومزدهر للناس والكوكب".
من جانبه اعتبر الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية السيد كيتاك ليم قال في رسالته بالمناسبة إن هذا اليوم ليس مجرد احتفال، بل هو يمثل "مسارا يتخذ للمساعدة في تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، التي حددت 17 هدفا من أهداف التنمية المستدامة، وخاصة الهدف 13 المتعلق بالعمل المناخي، والهدف 14 بشأن الاستخدام المستدام للمحيطات والبحار والموارد البحرية، والهادف التاسع المتعلق بالصناعة والابتكار والبنية التحتية".
ودعا جميع أصحاب المصلحة في مختلف نواحي قطاع النقل البحري إلى العمل يدا بيد من أجل التوصل إلى حلول.
ويغطي الماء حوالي 70% من سطح الأرض ويستخدم لنقل أكثر من 90% من التجارة العالمية والحفاظ على 40% من البشر الذين يعيشون على بعد 100 كيلومتر من الساحل.
وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ والطقس الأكثر تطرفا تجعل خدمات الأرصاد الجوية البحرية أكثر أهمية من أي وقت مضى.
تحسين حركة السفن
في المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية القادم لعام 2023، المقرر عقده في دبي، في الفترة بين 20 تشرين الثاني/نوفمبر و15 كانون الأول/ديسمبر 2023، ستقرر الدول الأعضاء في الاتحاد الدولي للاتصالات إدخال أنظمة اتصالات بحرية جديدة من شأنها أن تساهم في تعظيم حركة السفن وبالتالي تقليل استهلاك الوقود من قبل السفن.
يمكن للسفن البحرية ذاتية الحركة، وتحسين المسار الرقمي، وإدارة حركة السفن وغيرها من تقنيات الاتصالات البحرية الجديدة والناشئة أن توفر كفاءة تشغيلية محسّنة ويمكن أن تقلل بشكل كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من صناعة الشحن، وفقا للسيد نيكولاي فاسيليف.
ستعتمد سفن الجيل التالي وأنظمتها المترابطة على المراقبة والتحكم عن بُعد في الوقت الفعلي.
إلى جانب السلامة والكفاءة البحرية، قال المسؤول الأممي إن القرارات التي سيتم اتخاذها في المؤتمر ستشكل البنية التحتية الرقمية المستقبلية لضمان حماية أفضل للبيئة البحرية.
"من خلال الحد من الحوادث في البحر، توفر أنظمة الاتصالات البحرية الحديثة فوائد هائلة لكل من سلامة البحارة وحماية البيئة البحرية. يجب اعتماد تقنيات الاتصالات المبتكرة بسرعة وعلى نطاق واسع في جميع صناعات الشحن البحري لدعم الانتقال إلى مستقبل شحن أكثر مراعاة للبيئة".
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuMTMyIA== جزيرة ام اند امز