مرشحو "البوكر" يكشفون لـ"العين الإخبارية" كواليس كتابة أعمالهم
لقاءات "العين الإخبارية" مع مرشحي القائمة القصيرة لجائزة البوكر في المسرح الوطني بأبوظبي.. ماذا قالوا عن كواليس كتابة أعمالهم؟
شهد المسرح الوطني في أبوظبي جلسة حوارية ضمت كتّاب القائمة القصيرة للدورة الحادية عشرة لجائزة الرواية العربية "البوكر" وهم: عزيز محمد، وإبراهيم نصر الله، وشهد الراوي، ووليد الشرفا، وديمة ونوس فيما غاب أمير تاج السر.
نظم الجلسة جامعة نيويورك بأبوظبي واتحاد كتاب وأدباء الإمارات، تحدث فيها المرشحون عن أحداث رواياتهم والأبطال الرئيسيين فيها، وتقنية الكتابة واللغة التي استعانوا بها لنسج عالمهم الروائي في حوار شيق عن عالمهم الإبداعي قبيل إعلان الفائز المنتظر تتويجه يوم الثلاثاء 24 أبريل، بالجائزة والتي تبلغ قيمتها 50 ألف دولار أمريكي.
استهل النقاش برواية "حرب الكلب الثانية" للكاتب الفلسطيني ابراهيم نصر الله، التي تدور أحداثها في المستقبل البعيد والتي طغى عليها أسلوب الفانتازيا، وتُذكرنا بأفلام الخيال العلمي. تحدث نصر الله عن أجواء كتابته للرواية، قائلا:" طلب مني أحد المخرجين تحويلها لفيلم سينمائي إلا أنها ستكون من النوع المكلف؛ لأنها ستتطلب بناء العالم الذي تصورته". وردا على سؤال طرحته "العين الإخبارية" إذا ما كانت الكتابة عن المستقبل في روايته، نوعا من رفض الواقع في ظل ما يعيشه العالم، والعالم العربي على وجه الخصوص من سوداوية؟. فأجاب "الإطار المكاني في الرواية هو الكوكب دون اسم حتى لا يلتصق الخراب بمدينة واحدة، للأسف أصبح الناس غير قادرين على قبول الآخر، فصرنا جميعا قنابل موقوتة لا نعرف متى تنفجر، حتى أن السؤال المرعب الذي يُطرح في الرواية: "هل سيكون جارك قاتلك في اليوم التالي؟"
نصر الله: لا أتمنى كتابة مثل هذه الرواية أبدا
وتابع نصر الله "خلال كتابتي لـ"حرب الكلب الثانية" وصلت لأقاصي الجنون، وقال: "أكتب عن أشياء لا أستطيع الهروب منها، أكتب ما نخاف منه، لقد كانت رواية قاسية لا أتمنى كتابة مثل هذه الرواية أبدا.." ثم كشف نصر الله عن كيفية معايشته للشخصيات وتفاصيل عالمه الروائي، قائلا: "عشت أثناء كتابتها مواقف أزمتّني تماما؛ لذلك أقول دائما "اكتب بكل قلبك كي يقرأ لك القارئ بكل قلبه..إذا كتبت بنصف قلب لن يقرأ لك أحد"
شهد الراوي: نكتب بالفصحى ونحلم بالعامية
خلال النقاش ردت أصغر المرشحين لـ"البوكر" الروائية العراقية شهد الراوي، على منتقديها بسبب اللغة العامية التي استخدمتها على لسان بطلتها، معربة عن وجهة نظرها "اللغة المستخدمة في الرواية هي اللغة الواقعية، فقد بدأت الأحداث بفنتازيا على لسان طفلة بلغة ساذجة وبسيطة، فلم أهتم كثيرا بتقنيات الكتابة". وتابعت الراوي: "أبطالي هم من يحددوا لغة الكتابة فلم أقم بتلفيق اللغة على لسانهم، لكن في الواقع نحن نكتب بالفصحى لكننا نحلم ونقرر مسار حياتنا بلهجتنا العامية".
والتقت "العين الإخبارية" الراوي والتي تنافس بأول رواية لها" ساعة بغداد" حيث تحدثت عن المسؤولية التي وضعتها فيها الراوية، قائلة: "مع وصول الرواية للقائمة الطويلة ومن ثمّ القصيرة، شعرت بمسؤولية غير متوقعة، كونها أول عمل أدبي لي، انتابني شعور بالخوف أن أفقد حريتي في الكتابة، لأنني كنت أكتب بحرية مطلقة، ولم أكن أهتم كثيرا بالشكل الأدبي وتقنيات الكتابة، الآن بعد الترشح شعرت كما قال ماركيز عندما فاز بجائزة نوبل: لقد ابتلعوا الكذبة!، بل شعرت فعليا بجملة "لقد وقعنا في الفخ" لكن يجب أن أكمل المسيرة وأن أتحرر أيضا من فكرة الحرية الأولى التي مارستها في كتابة ساعة بغداد".
وعن ما إذا كانت الشخصية الأساسية (الراوية) في "ساعة بغداد" مستوحاه من شخصية تعرفها، أجابت:" لي علاقة بكل الشخصيات في الرواية، لأن الرواية يجب أن تكون ذاتية حتى وإن لم تكن سيرة شخصية، فهي جزء من حياتي، وفي كل شخصية وضعت شيئا من ذاتي فأنا موجودة في الراوية "الطفلة" ونادية والقطة والكلب وكل الشخصيات.." وحول ما إذا كانت قرأت الروايات المنافسة لـ"ساعة بغداد"، قالت:" نعم قرأتها كلها، وأحتفظ برأيي لنفسي مع إعجابي بها طبعا لكن لنا كلام آخر بعد الإعلان".
أما السورية ديما ونوّس المرشحة عن "الخائفون"، صارحت الحضور بأنه من الصعوبة أن يتحدث الروائي عن عمل كتبه، فالرواية إما تحكى أو تُكتب، وقالت: "تعمّقت في سيكولوجية الخوف حتى يبرز كأنه البطل الحقيقي في الرواية" وفسرت ذلك بقولها: "السوريون كائنات خائفة منذ عقود في ظل نظام ديكتاتوري، لذلك فإن روايتي لا تُوجد أجوبة إنما تطرح أسئلة وتحرّض على التفكير"
فيما تحدث الكاتب الفلسطيني وليد الشرفا، عن أجواء روايته "وارث الشاهد" التي تدور أحداثها حول "الوحيد" الفلسطيني الذي يعود بجده المتوفى إلى بلدة (العين الحوض) وهي قرية واقعية، بعد تهجير الفلسطينيين منها، قام الإسرائيليون بتوطين الفنانين فيها فنلمس من الشرفا لهجة السخرية فكيف يرث الفنان جماليات لم يصنعها؟؟"
فيما أعرب الكاتب السعودي محمد عزيز الذي يظهر للمرة الأولى في قوائم البوكر، بروايته "الحالة الحرجة للمدعو (ك)"، للحضور عن سعادته قائلا " تواجدي في القائمة القصيرة في حد ذاته فوز!".
وفي تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" قال "لم أتوقع ترشح روايتي الأولى لمثل هذه الفعالية لكن الناشر بخبرته دفعني للمشاركة". ويرى عزيز التحدي الأول الذي سيواجهه أن بعض القراء سيتوقع منه نمط معين من الكتابة بالتالي سيبقى محاط بأسئلة من نوع: هل أنت قادر على الخروج من فخ الرواية الأولى؟ هل ستخرج عن إطار الكتابة بنفس الصورة والأسلوب وهل ستكتب نمطا مختلفا عنها؟، مضيفا:" سوف أسعى كي لا أكون من كتّاب الرواية الواحدة".