صناعة الصلب الدائرية وقمة العشرين.. إبداعات "آيرينا" لا تنتهي
لا تتوقف إبداعات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" من أجل المناخ، إذ أصدرت تقريرا لمناقشة صناعة الصلب الدائرية في قمّة العشرين.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" أن قطاع الصلب "الفولاذ" يعد أحد أهم القطاعات المساهمة في التأثير على التغير المناخي.
كونه مسؤولا عن حوالي 7% من انبعاثات الكربون العالمية المرتبطة بالطاقة، وفقا لتقريرها الذي أطلقته مؤخرا بعنوان "نحو صناعة دائرية للصلب"، بالتعاون مع وزارة البيئة والغابات وتغير المناخ في الهند.
وتم إعداد التقرير بطلب من رئاسة مجموعة العشرين "G20"، حيث عملت "آيرينا" مع الوزارة الهندية لتسليط الضوء على أهمية تحول صناعة الصلب إلى صناعة دائرية لمواجهة التحديات المناخية، وتأكيد ضرورة التعاون الدولي في هذا الإطار.
ويهدف التقرير الذي جاء إصداره تزامنا مع اجتماع وزراء البيئة والمناخ في دول "العشرين"، الذي عقد في مدينة تشناي الهندية في 30 يوليو/تموز الماضي، وأقرت خلاله المجموعة بأن قطاع الصلب "الفولاذ" أساسي للتنمية الاقتصادية الشاملة خاصة في البلدان النامية، إلى تسهيل النقاش حول صناعة الصلب الدائرية تحت رئاسة الهند لمجموعة العشرين.
وأشارت الوكالة في تقريرها إلى أن دول "G20"، التي تمثل أكبر اقتصادات العالم، تنتج حوالي 85% من الصلب في العالم وهي مسؤولة عن استهلاك حوالي 80% منه، لافتة إلى إمكانية العمل المنسق من قبل المجموعة لمعالجة تحديات وفرص القطاع، ما يتيح انتقاله نحو صناعة فولاذية أكثر دائرية، وهو ما يمثل إحدى الأولويات الرئيسية التي حددتها الرئاسة الهندية لمجموعة العشرين.
وفي هذا الإطار قال فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، في التقرير "إن اعتماد المبادئ الدائرية مصحوبة بالتقنيات القائمة على مصادر الطاقة المتجددة، على النحو المعروض في هذا التقرير، يمكن أن يساعد في إغلاق الحلقة في سلسلة القيمة المادية للصلب والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من القطاع".
وأضاف أنه يمكن لمجموعة العشرين من خلال التكاتف والعمل الجماعي، أن تقود طريق تنفيذ التدوير من خلال تعزيز تبادل أفضل الممارسات، وإزالة الحواجز التجارية، ووضع معايير مشتركة لإنتاج الصلب المستدام، مؤكدا مواصلة الوكالة التزامها الكامل بدعم المجموعة والدول الأعضاء في تطوير خطط العمل التي تسهم في تعزيز نهج التدوير ودمج مصادر الطاقة المتجددة في صناعة الصلب.
ويقدم التقرير لمحة عامة عن العوامل الرئيسية التي تدفع التأثير البيئي لمنتجات الفولاذ، والركائز ذات الصلة لزيادة الدائرية في القطاع، ويسلط الضوء على أهمية التدوير فيه، ويقدم استراتيجيات للمساعدة في إنشاء نهج مبتكر لتحسين استدامته.
ووفقا لتحليل "آيرينا" فإن الوصول إلى قطاع الصلب الدائري يتطلب تحسين كفاءة المواد والعمليات، وزيادة إعادة تدوير الصلب، واعتماد مصادر الطاقة المتجددة لإنتاجه؛ حيث يوصي التقرير بالحوار والتعاون والتآزر الدولي للتحول نحو صناعة فولاذية أكثر كفاءة في استخدام الموارد ومنخفضة الكربون ومستدامة.
وتؤكد الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن التحول في قطاع الصلب لا يتطلب فقط اتخاذ إجراءات أساسية على المستوى الوطني، بل أيضا الحوار والتعاون الدوليين في مجموعة العشرين باعتباره أمرا أساسيا لدفع التقدم بما يتماشى مع جميع ركائز التدوير.
ويستعرض التقرير مجالات التعاون الرئيسية بين دول مجموعة العشرين، التي يمكن أن تسرع التقدم في هذا المجال كتوسيع نطاق أفضل الممارسات في القطاعات الرئيسية المستهلكة للصلب من خلال تبادل الخبرات التنظيمية في الاستخدام الأكثر كفاءة للصلب على مستوى العالم، بالإضافة إلى إمكانية إسهام الحوار في إزالة الحواجز أمام تجارة الخردة الدولية، ما يسمح بنقل الخردة واستخدامها لخلق أكبر قيمة اقتصادية وبيئية، لافتا إلى أنه يمكن للاقتصاد الدائري للصلب أن يخفف من الآثار الضارة التي تنشأ من خلال صناعته.
كما تشمل مجالات التعاون بين دول "G20" تيسير تبادل أفضل الممارسات بين واضعي السياسات والهيئات التنظيمية الوطنية، مع التركيز على منع تشوهات السوق التي تثبط الاستثمارات في مشاريع كفاءة الطاقة، وخلق فرص مرتبطة بتحسين "الصلب الدائري".
ويوضح التقرير أنه يمكن لأعضاء مجموعة العشرين التعاون لوضع تعريفات ومعايير وشهادات متفق عليها دوليا للصلب القائم على مصادر الطاقة المتجددة ومنخفض الكربون، ودعم الطلب الأولي من خلال التزامات المشتريات العامة متعددة الأطراف وتبادل المعارف بشأن البحث والتطوير التكنولوجي، والمهارات المهنية اللازمة للانتقال، بالإضافة إلى تقديم المساعدة التقنية والمالية للبلدان النامية.