اليوم العالمي للمعلمين.. إخلاص وابتكار في مواجهة كورونا
اليوم العالمي للمعلمين يحتفى به يوم 5 أكتوبر سنويا وهي ذكرى توقيع توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية بشأن أوضاع المدرسين لعام 1966.. طالع التفاصيل
تحيي الحكومات والمنظمات الدولية اليوم العالمي للمعلمين، الاثنين، بهدف تسليط الضوء على هذه المهنة والإنجازات المحققة وطرق مواجهة التحديات القائمة، وعلى رأسها جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على نظم التدريس التقليدية ودور المعلم في التعليم عبر الإنترنت.
احتفالية اليوم العالمي، الذي تحييه المنظمات الدولية منذ 5 أكتوبر/ تشرين الأول 1994، وهي ذكرى توقيع توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية بشأن أوضاع المدرسين لعام 1966، تقام بالشراكة بين منظمة الأمم المتحدة للطفولة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة العمل الدولية والاتحاد الدولي للمعلمين.
تصور جديد
ووفقا لموقع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، فإن موضوع احتفال عام 2020 سيكون "المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات ووضع تصوّر جديد للمستقبل"، بهدف إجراء تقييم شامل لما أُنجز ولفت الانتباه إلى المعلمين الذين يمثلون نواة الجهود المبذولة لبلوغ الهدف العالمي للتعليم القائل بعدم ترك أي أحد خلف الركب.
وأثنت المنظمة الدولية بالفريق التعليمي، ورأت أن "المعلمين أظهروا، كما فعلوا في كثير من الأحيان، قيادة وابتكارا عظيمين في ضمان عدم توقف التعلم، #LearningNeverStops بحيث لا يتخلف أي متعلم".
وقالت يونسكو، في بيان مشترك بشأن الحدث: "في جميع أنحاء العالم، عملوا بشكل فردي وجماعي لإيجاد حلول وإنشاء بيئات تعليمية جديدة لطلابهم للسماح باستمرار التعليم. دورهم في تقديم المشورة بشأن خطط إعادة فتح المدارس ودعم الطلاب في العودة إلى المدرسة مهم".
ورأت أن هذه المناسبة فرصة للتعاون مع المعلمين بهدف حماية الحق في التعليم والإفلات من الصعوبات التي تمثلها الجائحة، والتحديات التي تواجهها أنظمة التعليم بشكل عام، فضلا عن مناقشة واجبهم في بناء المرونة وإعطاء شكل لمستقبل التعليم ومهنة التدريس.
وشددت على ضرورة "بناء قوة عاملة مرنة من للمعلمين في أوقات الأزمات تزويد جميع المعلمين بالمهارات الرقمية والتعليمية للتدريس عن بعد، باستخدام شبكة الإنترنت، ووسائل التعلم المختلط أو الممزوج، سواء في بيئات التكنولوجيا العالية أو المنخفضة أو المعدومة".
جائحة كورونا
ضاعفت أزمة فيروس "كوفيد-19" من حجم الصعوبات التي تعاني منها النظم التعليمية في العالم بأسره، وفرضت ضرورة التعامل بابتكارية لتطبيق مبدأ "الحق في التعليم" والتغلب على الظروف التي خلقتها الجائحة وإعادة النظر في طريقة تقديم التعليم.
وبالتزامن مع تفشي كورونا لعب المعلمون دورا محوريا بعدد من الدول في جعل التعليم متاحا بتطبيق سياسة "التعلم عن بعد" بديلا عن "التعليم وجها لوجه" في المدارس خوفا من انتشار الفيروس بين الطلاب.
وطبقا لإحصائيات يونسكو، فإن أزمة "كوفيد-"19 تركت أثرها على أكثر من 63 مليون معلم في المرحلتين الإعدادية والثانوية بكل دول العالم، وكشفت عن مواطن الضعف في العديد من نظم التعليم ومن بينها افتقار أدوات التكنولوجيا سواء لدى المعلمين أو الطلاب، ما يتطلب تسليط الضوء على الحاجة إلى تدريب أفضل وتطوير مهني ومهارات قيادية للتخفيف من تفاوتات التعلم.
ووفقا لدراسة أجرتها اليونسكو واليونيسف والبنك الدولي، فإن نصف البلدان التي شملها الاستطلاع دربت المعلّمين على كيفية "التدريس عن بُعد"، بينما من قدم الدعم النفسي والاجتماعي للمعلمين لتخطى الأزمة لم يصل للثلث.
إحصائيات دولية
معهد اليونسكو للإحصاء كشف في أحدث بيانات نشرها أن 81% من معلمي المرحلة الابتدائية و86% من معلمي المرحلة الثانوية لديهم الحد الأدنى من المؤهلات المطلوبة، مع وجود اختلافات إقليمية كبيرة، ما يترك الكثير المعلمين غير مهيئين للتعامل مع التحديات التي يواجهونها.
وأضاف التقرير الذي أعد بالتعاون مع فرقة العمل الدولية المعنية بالمعلمين، أن هناك حاجة إلى ما يقدر بنحو 69 مليون معلم لتحقيق التعليم الشامل في عام 2030، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وذكر أن هذا الرقم ينقسم بين أكثر من 24 مليونًا للتعليم الابتدائي، وأكثر من 44 مليونًا للتعليم الثانوي، مشيرا إلى أن الرقم قريب من التعليم الابتدائي العالمي بأكمله والقوى العاملة لمعلمي الثانوية لعام 2019.
وبمناسبة الحدث العالمي تسلط يونسكو الضوء على اتساع رقعة عدم المساواة في التعلم، إذ تظهر ورقة سياسة جديدة للمنظمة الدولية أن أقل من ثلثي البلدان تدرب معلميها على الإدماج.
ووفقا لتقرير اليونسكو العالمي لرصد التعليم وفرقة عمل المعلمين، فإن نحو 4 دول فقط من كل 10 بلدان تتناول التدريب على الإدماج في قوانينها وسياساتها وتدعو إلى تعميم التدريب على الإدماج في جميع أنواع تعليم المعلمين.
تكريم دولي
وبمناسبة اليوم العالمي للمعلّمين، تُمنح جائزة اليونسكو- حمدان، التي تحظى بدعم من الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية الرئيس الأعلى لمؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، لتعزيز فعالية التعليم والتعلم، للبرامج الفائزة وهي:
- مشروع منصة "المدارس المتصلة" في البرازيل منذ عام 2015، ودشن بهدف تعزيز الثقافة الرقميّة بين صفوف المعلمين، وقدّم المشروع 38 دورة تعليمية عن بُعد والوصول إلى 65 ألف معلّم خلال عام 2019.
- برنامج "رحلة تطوير المدارس" التابع لمؤسسة "علّمني" في مصر، ويسعى إلى بناء قدرات القائمين على العملية التعليمية وتعزيز ثقافة الاعتماد على الذات، ووصل إلى 6 آلاف معلّم و430 مدرسة حكومية و7محافظات.
- حركة "تطبيقات الخير" التابعة لمركز الإدماج الرقمي في البرتغال منذ عام 2015، ويقوم على تعزيز روح التحدّي لدى الطلاب والمعلمين لإعداد تطبيقات للهواتف الذكية بهدف التعرف على التكنولوجيا. ووصلت إلى 13080 طالباً و1133 معلما.