يوم المرأة العالمي 2024.. إنجازات «بنات زايد» تعزز ريادة الإمارات
يحتفل العالم بيوم المرأة الدولي في وقت تواصل فيه "بنات زايد" تحقيق إنجازات متتالية في مختلف المجالات بدعم من القيادة الحكيمة.
ويحمل الاحتفال بيوم المرأة العالمي هذا العام، الذي يأتي تحت شعار "الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم"، أهمية خاصة للإمارات، لأكثر من سبب.
الاستثمار الأمثل
أبرز تلك الأسباب هو نجاح دولة الإمارات في تطبيق هذا الشعار على أرض الواقع عبر الاستثمار الأمثل في المرأة، الأمر الذي عزز دور الإماراتيات في الإسهام في نهضة بلادهن بعلمهن وعملهن وفكرهن وعطائهن وإنجازاتهن.
ولا يكاد يمر يوم دون أن تحقق المرأة الإماراتية إنجازا جديدا بدعم من القيادة الرشيدة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، سيرا على نهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي وضع اللبنات الأولى لتمكين المرأة في دولة الإمارات، وعبر دوري محوري من الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أن تعزيز دور المرأة الإماراتية في المجالات كلها سيكون إحدى أولويات المرحلة المقبلة، التي ستقود إلى "مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً وعزةً".
التمكين
توجه تطبقه الإمارات على أرض الواقع يوما بعد يوم على مختلف الأصعدة، يتوج بإحراز الإمارات تقدما غير مسبوق بشهادة المنظمات الأممية والدولية في تحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز مكانة المرأة الإماراتية، وتمكينها من المساهمة الكاملة في مسيرة نهضة الوطن.
على الصعيد السياسي، يأتي الاحتفال بيوم المرأة العالمي، الذي يحل 8 مارس/آذار من كل عام، فيما تواصل الإمارات ريادتها في مجال التمكين السياسي للمرأة.
فقبل نحو شهرين جرى تعديل وزاري، احتفظت بمقتضاه وزيرات الإمارات بكامل مقاعدهن الوزارية الـ 9، لتواصل المرأة الإماراتية المحافظة على نسبة مشاركتها في الحكومة بنحو (25٪)، وهي من أعلى المعدلات العالمية، لتواصل تبوء المرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية في هيئات صنع القرار والمراكز القيادية.
وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، 6 يناير/كانون الثاني الماضي عن تعديل وزاري بمباركة رئيس دولة الإمارات وبعد التشاور معه، جرى بمقتضاه تعيين الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك الشامسي وزيرة للتغير المناخي والبيئة وعضواً في مجلس الوزراء، خلفا لمريم حارب المهيري الذي تم تعيينها رئيساً لمكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة مع نهاية فترتها في وزارة البيئة.
تعديل يعكس:
- ثقة القيادة الإماراتية بالمرأة.- دعم مشاركتها في صنع القرار.
- تعزيز تمكينها على مختلف الأصعدة، بما يسهم في تحقيق التنمية والازدهار.
ريادة برلمانية
أيضا يحمل الاحتفال بيوم المرأة العالمي هذا العام أهمية خاصة كونه يأتي، بعد 3 أيام من إصدار الاتحاد البرلماني الدولي تقريرا بعنوان "المرأة في البرلمان" أكد فيه ريادة دولة الإمارات، مشيرا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة جاءت بين الأعلى في التكافؤ بين الجنسين في القائمة التي تضم أيضا المكسيك وأندورا.
وتم في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي إجراء أول انتخابات برلمانية في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والخامسة في دولة الإمارات، والتي كانت محطة تاريخية مهمة ضمن مسيرة تمكين المرأة.
وحظيت المرأة الإماراتية بحضور مميز في القوائم الانتخابية لعام 2023 بنسبة تصل إلى 51% مقابل نسبة الذكور التي بلغت 49%.
وشهدت تلك الانتخابات للمرة الثانية تطبيق قرار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات الراحل، برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي إلى 50%، بعد أن تم تطبيقه للمرة الأولى في انتخابات 2019.
وتعد نسبة عضوية المرأة في المجلس الوطني الاتحادي الأعلى على مستوى دول المنطقة ومن أوائل دول العالم، الأمر الذي يرسخ صدارة دولة الإمارات في مسيرة تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها السياسية ومساهمتها في عملية صنع القرار.
يأتي هذا فيما تشكل المرأة نسبة 43% من القوى العاملة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
ولمع نجم المرأة الإماراتية في الدبلوماسية الدولية، ولا سيما خلال عضوية الإمارات في مجلس الأمن عامي 2022 و2023 وترؤس السفيرة لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية والمندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي في مارس/آذار 2022 ويونيو/حزيران 2023.
أيضا تشغل المرأة 66% من وظائف القطاع الحكومي في الإمارات، بما في ذلك 30% من المناصب القيادية العليا المرتبطة بأدوار صنع القرار.
ويعد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من أكثر الداعمين للمرأة وتفوقها وإنجاح دورها كشريك رئيسي في التنمية ترسيخاً للنهج الذي أرساه المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهياًن، ومواصلةً لمرحلة التمكين التي قادها رئيس الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
إنجازات علمية
على صعيد قطاع الفضاء، يأتي الاحتفال بيوم المرأة العالمي، بعد يومين من إعلان مركز محمد بن راشد للفضاء، عن تخرج نورا المطروشي أول رائدة فضاء إماراتية من برنامج "ناسا لرواد الفضاء 2021"، خلال حفل أُقيم في مركز جونسون للفضاء في هيوستون، بالولايات المتحدة الأمريكية، وحصولها على شارة رائدة فضاء، التي ترمز إلى استعدادها للمهام الفضائية والإسهام في الاستكشافات المستقبلية.
وكانت المطروشي وزميلها محمد الملا الذي تخرج معها في نفس البرنامج، هما الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء في عام 2021، وسبقا أن تلقيا تدريبات عدة، وأصبحا مؤهلين للقيام بمهام فضائية مختلفة.
يأتي هذا فيما تتواصل مهمة "مسبار الأمل" الإماراتي أول مهمة فضائية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة عربية منذ وصوله الكوكب الأحمر في 9 فبراير/شباط 2021.
ويعد مشروع استكشاف المريخ أحد أبرز الإنجازات التاريخية التي حققتها الإمارات، والتي سجلت خلاله المرأة حضورا مهما، حيث قادت فريقه العلمي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء.
ووصلت مشاركة المرأة الإماراتية في مشروع مسبار الأمل إلى 34% من فريق العمل، حيث كانت حاضرة بقوة لصناعة التاريخ الجديد للدولة، كما شكلت المرأة 80% من الفريق العلمي الخاص بالمسبار.
وقدم "مسبار الأمل" منذ وصوله إلى مدار كوكب المريخ أكثر من 3.3 تيرابايت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، تعد مساهمات علمية غير مسبوقة ومعلومات هي الأولى من نوعها حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر في أوقات مختلفة، تم مشاركتها مع المجتمع العلمي الدولي، بالإضافة إلى نشر 19 ورقة علمية وبحثية في مجلّات علمية عالمية ومرموقة، إلى جانب التقاط ملاحظات غير مسبوقة لقمر المريخ الأصغر "ديموس" والكشف عن أنواع جديدة للشفق القطبي.
ومن الفضاء إلى الأرض، حيث إنجاز تاريخي آخر حققته الإمارات في مجال البرنامج النووي السلمي، وكان لمساهمة المرأة الإماراتية دور بارز في تحقيقه.
فقبل أسبوع أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مطلع مارس/ آذار الجاري بدء العمليات التشغيلية في المحطة الرابعة ضمن محطات براكة للطاقة النووية.
وتمثل مرحلة التشغيل الاعتيادية (الحرجية) إنجازاً تاريخياً في مسيرة برنامج الإمارات للطاقة النووية والذي سيسهم في تحقيق التشغيل التجاري للوحدة الرابعة لاحقاً هذا العام.
وفور الانتهاء من الاختبارات النهائية وبدء التشغيل التجاري خلال الأشهر المقبلة، سترفع المحطة الرابعة القدرة الإنتاجية الإجمالية للمحطة إلى 5600 ميغاواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية، وهو ما يعادل توفير ما يصل إلى 25% من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء.
وستسهم محطات براكة التي تعد ركيزة أساسية للتنمية المستدامة وأمن الطاقة واستقرارها في ربع التزامات الدولة بخفض البصمة الكربونية بموجب اتفاقية باريس للأمم المتحدة لتحقيق الأهداف المناخية العالمية.
ومثّلت المرأة الإماراتية نسبة كبيرة من العقول والكفاءات التي تسلحت بالمعرفة لخوض غمار هذا التحدي، حيث شكلت قرابة 20% من إجمالي القوى العاملة في قطاع الطاقة النووية، والتي تُعد واحدة من أعلى النسب عالمياً، الأمر الذي يشير إلى مدى التقدم الذي أحرزته المرأة الإماراتية في مجال العلوم المتقدمة، ومشاركتها الفعالة في قطاع الطاقة النووية السلمية.
مواجهة أبرز تحديات البشرية
أيضا يحمل احتفال هذا العام أهمية خاصة، كونه يأتي بعد 3 شهور من نجاح المرأة الإماراتية في قيادة أهم مؤتمر دولي معني بالمناخ، وهو مؤتمر "COP28"، المعني بتغير المناخ، أكبر تحد يواجه البشرية في العصر الراهن التي استضافته الإمارات ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وشاركت شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة تنمية المجتمع كرائدة مناخ للشباب في مؤتمر الأطراف، فيما شاركت رزان المبارك، رئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، كرائدة المناخ للمؤتمر.
ونجحت الإمارات في ختامه في التوصل إلى اتفاق تاريخي أطلق عليه "اتفاق الإمارات" يتضمن خطة عمل مناخية للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض إلى مستوى 1.5 درجة مئوية، ويمهّد لاستجابة عالمية طموحة للحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس.
اتفاق يعد خطوة فارقة على طريق حماية الكوكب الذي تهدده الظواهر المناخية المتطرفة الناتجة عن التغيرات المناخية.
ويمهّد الاتفاق لاستجابة عالمية طموحة للحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس ويقدم خطة لمستهدفات عام 2030 ويدعو الأطراف إلى تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، وذلك بهدف تحقيق الحياد المناخي.
ونجح COP28 في جمع وتحفيز تعهدات تفوق 85 مليار دولار لتمويل العمل المناخي، وتوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن معالجة الخسائر والأضرار الناتجة عن تداعيات تغير المناخ ودفع جهود تحقيق الهدف العالمي للتكيف وأشرف على إطلاق مبادرات بشأن الانتقال في قطاع الطاقة.
صحة المرأة
أيضا يحمل احتفال هذا العام أهمية خاصة كونها يأتي بعد شهر من موافقة مجلس الوزراء الإماراتي على السياسة الوطنية لتعزيز صحة المرأة.
وأعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عقب ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد في قصر الوطن في أبوظبي 5 فبراير/ شباط الماضي اعتماد السياسة الوطنية لصحة المرأة.
وترمي السياسة إلى إعداد إطار وطني متعدد القطاعات لتعزيز صحة المرأة من خلال ضمان الحصول على أعلى مستويات خدمات الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية والتأهيلية، وتتمحور أهدافها حول:
- بناء الشراكات لتمكين المرأة من الناحية الصحية.
- تعزيز صحة الأم والصحة الإنجابية والصحة الجنسية.
- الوقاية من الأمراض المزمنة التي تصيب المرأة ومكافحتها.
-تعزيز صحة المرأة النفسية، وتعزيز الشيخوخة الصحية للمرأة.
-تقوية نظم المعلومات والابتكار والقدرة البحثية في مجال صحة المرأة.
-إيجاد بيئات معززة لصحة المرأة في دولة الإمارات.
وتستهدف السياسة خفض معدل وفيات أمراض السرطان ليبلغ: 23.24 لكل 100 ألف من السكان الإناث، وخفض معدل الوفيات ليبلغ: 62.77 لكل 100 ألف من السكان الإناث، وتقليل النتائج المتعلقة بالأنماط غير الصحية، وأبرزها (السمنة وقلة النشاط البدني) بنسبة 3%.
إشادات دولية
رؤية القيادة الرشيدة الداعمة للمرأة الإماراتية وإيمانها بأهمية دورها كشريك رئيسي في التنمية وصناعة المستقبل، أسهمت في تحقيق الإمارات مكانة مرموقة في التقارير الدولية ومؤشرات التنافسية العالمية المعنية بتمكين المرأة والتوازن بين الجنسين، إذ:
- جاءت في المرتبة الأولى عربيا، والحادية عشرة عالميا، في "مؤشر التوازن بين الجنسين 2022"، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
- تصدرت الإمارات دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للعام الثالث على التوالي، في "تقرير المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2023"، الصادر عن البنك الدولي، والذي يرصد جهود الحكومات حول العالم في ما يتعلق بوضع القوانين والتشريعات الرامية لحماية وتمكين المرأة اقتصادياً.
- تصدّرت الإمارات الدول العربية كذلك في "تقرير الفجوة بين الجنسين 2022"، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
وتعد الإمارات اليوم نموذجاً عالمياً رائداً في حماية حقوق المرأة بفضل البيئة التشريعية الداعمة لها المتمثلة بالدستور وسلسلة القوانين الاتحادية والقرارات الوزارية والمحلية التي كفلت تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة.
وشهدت الإمارات خلال الأعوام القليلة الماضية صدور حزمة من التشريعات الجديدة والتعديلات التشريعية لأكثر من 20 مادة قانونية، من شأنها جميعاً تعزيز مكانة ومكتسبات المرأة وضمان وحماية حقوقها وترسيخ التوازن بين الجنسين.
إنجازات تتوالى في مختلف المجالات تشارك ابنة الإمارات في صنعها بدعم من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الأمر الذي يسهم في تسريع هدف الإمارات بأن تكون "أفضل دولة في العالم" بحلول الذكرى المئوية لقيام الاتحاد عام 2071.