يوم المرأة الدولي 2025.. مبادرات إماراتية رائدة لدعم تمكين نساء العالم

يحتفل العالم، السبت، بيوم المرأة الدولي في وقت تواصل فيه الإمارات مبادراتها الرائدة في مناصرة حقوق نساء العالم ودعم تمكينهن.
الاحتفال بيوم المرأة العالمي الذي يحل 8 مارس/ آذار سنويا، يأتي هذا العام تحت شعار "الحقوق والمساواة والتمكين لكافة النساء والفتيات".
مبادئ شعار هذا العام نجحت الإمارات على أرض الواقع في تطبيقها عبر مبادرات وبرامج نوعية تستهدف دعم وتمكين المرأة ومناصرة قضاياها وحقوقها على المستويين الإقليمي والدولي، مستندة في ذلك إلى تجربتها المحلية الرائدة التي باتت محل إشادة وتقدير إقليمي ودولي، وهو ما توج بتقدم دولة الإمارات إلى المرتبة السابعة عالميا واحتفاظها بالمركز الأول إقليمياً في مؤشر المساواة بين الجنسين 2024، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
في السطور التالية تستعرض "العين الإخبارية" أبرز مبادرات الإمارات لدعم تمكين المرأة على مستوى العالم:
منتدى المرأة العالمي
من المبادرات الإماراتية الرائدة لتعزيز تمكين المرأة على المستوى الدولي "منتدى المرأة العالمي" الذي نظمته الإمارات على مدار 3 دورات في أعوام 2016 و2020 و2024، بمشاركة عالمية واسعة.
وشكّل هذا الحدث منصة دولية بارزة لمناقشة قضايا المرأة وتعزيز دورها في التنمية المستدامة على المستويات المحلية والدولية، وجاء انطلاق الحدث، الأكبر من نوعه عالمياً، برعاية محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبتنظيم "مؤسسة دبي للمرأة"، وبالتعاون مع منظمات وهيئات دولية مرموقة، ليؤكد خلال دوراته الثلاث مكانته كمنصة جامعة لقادة الفكر وصانعي السياسات ورواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم لمناقشة الأفكار الكفيلة بمنح المرأة مكانتها المستحقة في مسيرة التنمية العالمية، وضمان ما لها من حقوق وتحديد ما عليها من واجبات تجاه مجتمعها.
كما أضحى المنتدى محفلاً عالمياً مؤثراً لمناقشة دور وإسهامات المرأة في مسارات التنمية المختلفة والسعي – ضمن حوارات معمقة وجلسات عمل مُلهِمة – للتوصل إلى حلول للتحديات التي لا تزال المرأة تواجهها في بعض مناطق العالم.
وشهد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الافتتاح الرسمي، لأحدث دورات تلك المنتدى، منتدى المرأة العالمي – دبي 2024، وسط حضور دولي واسع النطاق بنحو 6000 مشارك يتقدمهم جمع من الشخصيات الدولية المرموقة والوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين وممثلي المنظمات والمؤسسات الدولية والقطاع الخاص والمعنيين بملف تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين.
حقوق المرأة
أيضا نجحت الإمارات خلال عضويتها في مجلس حقوق الإنسان على مدار 3 ولايات (ولايتين متتاليتين في الفترة 2013-2018 وولاية ثالثة خلال الفترة 2022-2024) في تحقيق إنجازات بارزة في مجال تمكين المرأة، من أبرزها:
- اعتمد مجلس حقوق الإنسان في دورته الرابعة والخمسين في 16 أكتوبر / 2023 وبإجماع أعضاء المجلس مشروع قرار اشتركت في صياغته الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، حول تحقيق المساواة في تمتع كل فتاة بالحق في التعليم.
ويؤكد مشروع القرار من جديد أن الحق في التعليم للجميع هو شرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة لأنه يؤدي إلى تحسينات كبيرة في قدرة أي بلد على الصمود في مواجهة الكوارث المرتبطة بالمناخ.
- شجعت الإمارات خلال عضويتها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، على تمتع كل فتاة على قدم المساواة مع الرجل بالحق في التعليم، وقد أقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالإجماع في يونيو 2017، مشروع قرار قدمته دولة الإمارات خلال الدورة الخامسة والثلاثين للمجلس في جنيف بشأن حق الفتيات في الحصول على التعليم.
دعا القرار الدول إلى إزالة العقبات التي تعترض تعليم الفتيات بما في ذلك السياسات التمييزية أو الفقر أو التقاليد أو الاعتبارات الدينية أو الضائقة المالية، كما دعا إلى اتخاذ إجراءات إضافية لضمان سلامة الفتيات خارج محيط المدرسة ضد العنف الجنسي والتهديدات التي تشكلها الجماعات الإرهابية.
- شاركت دولة الإمارات مع 75 دولة لإصدار بيان في مجلس حقوق الإنسان في يونيو/ حزيران 2014، أدانت فيه الاعتداءات على الفتيات اللواتي يذهبن إلى المدرسة أو يرغبن في الذهاب إليها.
- ساهمت الإمارات في تبني المجلس بالإجماع في سبتمبر/ أيلول 2014 قرارا بعقد حلقة نقاش في دورة المجلس في يونيو/ حزيران 2015 لتبادل الدروس المستفادة وأفضل الممارسات بشأن تحقيق التمتع المتساوي بالحق في التعليم من قبل كل فتاة.
دعم المرأة العربية
على الصعيد العربي، تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً ريادياً في دعم أعمال لجنة المرأة العربية بشكل عام والمرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً بشكل خاص، وتحرص على تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها الفاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، انسجاماً مع استراتيجياتها الوطنية ورؤيتها المستقبلية.
وتسهم الإمارات من خلال دعمها للمرصد العربي لتنمية المرأة اقتصادياً، في توفير بيانات دقيقة وتحليلات معمقة حول أوضاع المرأة في العالم العربي، ما يساعد في صياغة سياسات اقتصادية مستدامة تدعم تمكينها، كما تدعم الدولة مبادرات تعزيز ريادة الأعمال النسائية، وتوفير بيئة تشريعية داعمة لتمكين المرأة اقتصادياً، إلى جانب تبادل الخبرات وأفضل الممارسات مع الدول العربية لتعزيز دور المرأة في الاقتصاد.
يأتي هذا الدعم ضمن التزام الإمارات بالارتقاء بمكانة المرأة، سواء عبر مساهمتها في المنظمات الإقليمية والدولية، أو من خلال إطلاق مبادرات تنموية تسهم في تحقيق المساواة بين الجنسين وتعزيز دور المرأة في الاقتصاد العربي، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
التعاون مع الأمم المتحدة
على صعيد التعاون مع الأمم المتحدة لدعم تمكين المرأة، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، تعزيز تعاونها مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في دعم المساواة بين الجنسين على المستوى العالمي، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين الجانبين (2024-2027).
وتستهدف الشراكة تمويلاً يصل إلى قرابة 15 مليون دولار أمريكي على مدار 3.5 سنة، بهدف تعزيز مكانة المرأة عالمياً ودعم مكتب اتصال هيئة الأمم المتحدة للمرأة في دول مجلس التعاون الخليجي.
وتعد هذه الشراكة، تتويجاً للجهود المستمرة التي تبذلها الإمارات في مجال تمكين المرأة .
وتركز الشراكة الاستراتيجية (SPF)، التي تم توقيعها في مارس/ آذار 2023، على عدد من المحاور الرئيسة منها، البناء على نجاح الإمارات في إصلاح القوانين والسياسات المتعلقة بالمساواة بين الجنسين وتحفيز الدول على تطوير سياسات خارجية تركز على المرأة من خلال توفير دعم استشاري موجه لتعزيز تمثيل المرأة في الدبلوماسية.
كما تشمل الشراكة، تعزيز مشاركة المرأة في عمليات السلام وتسريع التمكين الاقتصادي للمرأة في دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية، وزيادة حضور المرأة في مجالات العمل المناخي.
وتشغل الإمارات حاليا وللمرة الثانية عضوية المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للفترة من عام 2023 إلى 2025، وكانت قد انتُخبت عضواً في المجلس للفترة من عام 2013 حتى 2019، ورئيسة للهيئة في عام 2017.
وقدمت الإمارات أكثر من 46 مليون دولار مساهمات طوعية للهيئة، لترسخ بذلك مكانتها كواحدة من أكبر ممولي الهيئة عالمياً والمساهم الرئيس على مستوى المنطقة.
دعم القيادة
ويحل اليوم العالمي للمرأة هذا العام في الوقت الذي تواصل فيه الإمارات إطلاق المبادرات والبرامج والخطط الرامية للنهوض بواقع المرأة وتعزيز مكانتها في العديد من المجتمعات، مستندة في ذلك إلى تجربتها المحلية الرائدة التي باتت محل إشادة وتقدير العالم.
وتحرص دولة الإمارات، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ومتابعة أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حُكّام الإمارات، على الاضطلاع بدور مؤثر في دفع مسيرة تمكين المرأة عالمياً، في ضوء النجاح الذي حققته الدولة في هذا المجال.
وتبرز في مجال دعم الإمارات للمرأة، جهود الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي تعد نصيرة المرأة الأولى على المستوى العالمي، فضلا عما تتمتع به من ثقة واحترام لدى الجميع، في الداخل والخارج، نتيجة دورها الكبير في دعم قضايا المرأة أينما وجدت ومناصرة حقوقها.
وعلى مدى سنوات طويلة، قامت الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات"، برعاية ورئاسة ودعم مجموعة من المؤتمرات المتخصصة عربيا وعالميا وإسلاميا، لتمكين وتعزيز موقع المرأة، كما في حالة مؤتمر المرأة العالمي في المكسيك عام 1975، وكوبنهاغن عام 1980، وكذلك مؤتمر المرأة المسلمة وإمكاناتها في التطور في الرباط عام 1977، ومؤتمر الطفولة في تونس عام 1979، والمؤتمر الإقليمي الثالث للمرأة في الخليج والجزيرة العربية في الكويت عام 1981، هذا عدا عن استضافة ورعاية المؤتمر الإقليمي الثالث للمرأة في الخليج والجزيرة العربية في أبوظبي عام 1984، وحلقة دراسية حول الأوضاع السكانية والأسرية للمرأة بدول الخليج العربي في أبوظبي، بعد ذلك بعامين، ثم استضافة ورعاية المؤتمر العربي الحادي عشر للمرشدات العربيات في أبوظبي نهاية عام 1988.
واتخذت رعاية الشيخة فاطمة بنت مبارك بعد ذلك طابعا أكثر تخصصا وعمقا، حيث قادت مؤتمرات عن المرأة في التكنولوجيا، والمرأة والإعلام، ورعاية الشيخوخة، وسيدات الأعمال، والمرأة والأمن الإنساني، وغير ذلك الكثير، كما كانت أحد الأعضاء المؤسسين لمنظمة المرأة العربية، وكذلك قمة المرأة العربية، ورعت تأسيس منظمة الأسرة العربية التي تستضيف الإمارات مقرها، وهي منظمات أدت دورا كبيرا في وضع برامج عملية لمصلحة المرأة العربية وأسرتها.
وتحت رعايتها استضافت الإمارات في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، حفل وندوة إطلاق الوثيقة العربية لحقوق المرأة، بتنظيم من المجلس الوطني الاتحادي بالتعاون مع البرلمان العربي، وذلك تقديرا للدور الرائد لدولة الإمارات ولسجلها الحافل بالمنجزات الحضارية في مسيرة تمكين المرأة وإعلاء شأنها في مختلف شؤون ومناحي الحياة.
وأطلقت دولة الإمارات في عام 2019 بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة "مبادرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة في السلام والأمن"، التي قامت بتخريج مئات المجندات من المنطقة العربية وأفريقيا وآسيا، بهدف تعزيز مشاركة المرأة الكاملة والمتساوية والفعالة في قطاع الأمن.
ومنذ قيام اتحاد دولة الإمارات في عام 1971، حرصت الإمارات على الانضمام إلى الاتفاقيات الدولية التي تعنى بقضايا المرأة وحماية حقوقها، من بينها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في عام 2004، والاتفاقية الخاصة بساعات العمل في الصناعة في عام 1982، والاتفاقية الدولية المتعلقة بالعمل الجبري أو الإلزامي في عام 1982، والاتفاقية الدولية بشأن تفتيش العمل في الصناعة والتجارة في عام 1982، والاتفاقية الدولية بشأن عمل النساء ليلا في عام 1982، والاتفاقية الدولية بشأن مساواة العمال والعاملات في الأجر في عام 1996، والاتفاقية الدولية المعنية بإلغاء العمل الجبري في العام ذاته، والاتفاقية الدولية المعنية بالحد الأدنى لسن الاستخدام في عام 1996.