إنفوجراف.. الأميرة فاطمة إسماعيل مؤسسة أول جامعة مصرية
الأميرة فاطمة إسماعيل قررت التبرع بقطعة أرض شاسعة تملكها في الجيزة لبناء مقر دائم للجامعة، وتبرعت أيضا بمعظم ما تملكه من مجوهرات.
اهتمت برعاية الثقافة والعلم لكنها لم تتمكن من دخول الجامعة لمنع الفتيات في هذا الوقت من الالتحاق بالجامعة، إلا أن الحلم تحقق بطريقة أخرى عندما قررت الأميرة فاطمة إسماعيل بالتبرع بقطعة أرض لبناء أول جامعة مصرية.
تعود القصة حين حاول المصريون تأسيس جامعة؛ ففي البداية تم عمل اكتتاب شعبي لجمع التبرعات من أفراد الشعب المصري، بدءا بالأثرياء والوجهاء، وانتهاء بتلاميذ المدارس إلى جانب بعض الدعم المقدم من خديوي مصر عباس الثاني، وبالفعل تم استئجار مبنى مؤقت ولما عجزوا عن سداد إيجاره تم استبداله بمبنى آخر كمقر مؤقت للجامعة، وظل المشروع يعاني من مصاعب مالية لما يفوق 10 سنوات.
قررت الأميرة فاطمة إسماعيل التبرع بقطعة أرض شاسعة تملكها في الجيزة لبناء مقر دائم للجامعة عليها، وتبرعت أيضا بمعظم ما تملكه من مجوهرات للإنفاق على إنشاءات الجامعة، ولكي تضمن الأميرة فاطمة استدامة المشروع أوقفت عليه 600 فدان من أطيانها لتغطية نفقاته السنوية.
أعلنت الأميرة فاطمة تحملها جميع تكاليف البناء التي بلغت 26 ألف جنيه في هذا الوقت، ما يساوى 10 ملايين جنيه في 1983 من مالها الخاص لبناء الجامعة المصرية. تم ذلك بإهدائها بعض جواهرها وحليها لإدارة الجامعة لتسيير مصلحة الجامعة، عرضت للبيع في الجامعة لكنها لم توافق، فقررت الإدارة بيعها في الخارج.
اليوم بعد مرور أكثر من 100 عام على إنشائها، تُعَد جامعة القاهرة هي كبرى جامعات مصر وأعرقها، وترجع النهضة التي شهدتها مصر في النصف الأول من القرن العشرين لتأسيس أول جامعة بها على يد الأميرة فاطمة.
ولدت الأميرة فاطمة إسماعيل في يونيو 1853 وتميزت بحبها للخير ودعمها للأعمال الخيرية بين أخواتها.
ولم تتوقف إنجازاتها عند إنشاء جامعة مصرية، حيث أوقفت الأميرة في عام 1913 ثلاثة أسهم بنسبة 3% من إجمالي 3357 فدانا أي نحو 100 فدان لفعل الخير بمناطق متفرقة مثل مديرية الدقهلية مركز المنصورة، ومديرية الجيزة مركز الجيزة، وبولاق الدكرور، وشبرا، ومركز أجا متضمنا السراي، والمباني، والأشجار، والنخيل، والوابورات، وآلات الزراعة والإسطبل. تم توزيع عائدها على 100 سهم، خصت منها 40 سهما لديوان الحربية والبحرية فيتم صرفها في تعليم اثنين اثنين على الأقل من كل جهة.
كما تنازلت عن سرايتها التي قدرت بنحو 125000 متر مربع والتي تحولت إلى المتحف الزراعي، وقررت منح الحكومة ما تبقى من ممتلكاتها البالغة أكثر من 30 فدانا لتتحول إلى منطقة الدقي، وأطلق عليها في السابق شارع الأميرة فاطمة إسماعيل.