اليوم العالمي للمرأة.. انتصارات بارزة للبحرينيات خلال عقدين
تحتفل البحرين بيوم المرأة العالمي 8 مارس/ آذار، في وقت تواصل فيه المرأة البحرينية حصد ثمار الدعم اللا متناهي من قبل القيادة البحرينية.
هذا الدعم تم تجسيده في 100 أمر ملكي وتعديل تشريعي وقرار وزاري وتعميم إداري، على مدى نحو عقدين، لتعزيز حقوق المرأة في المشاركة السياسية والاقتصادية.
الأمر الذي يعبر عن الاهتمام والدعم الذي تحظى به المرأة البحرينية من عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهده الأمير سلمان بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الوزراء.
وتستغل البحرين احتفالية اليوم العالمي للمرأة، التي تأتي هذا العام تحت شعار "المرأة في القيادة: تحقيقُ مستقبلٍ متساوٍ في عالمٍ تسوده جائحة كوفيد -19"، لإبراز الجهود البارزة التي قامت بها المرأة البحرينية لمواجهة الجائحة.
مواجهة كورونا.. مبادرات نوعية
وكان المجلس الأعلى للمرأة، برئاسة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البحرين، في مقدمة المؤسسات الوطنية المشاركة في جهود التصدي لجائحة كورونا.
وأطلق المجلس مجموعة من المبادرات النوعية من بينها برنامج "مستشارك عن بعد" لمواصلة تقديم جميع خدماته الموجهة للمرأة، بل وإضافة خدمات جديدة لتلبية متطلبات المرأة والأسرة المستجدة في ظل الجائحة.
كما أطلق المجلس حملة "متكاتفين.. لأجل سلامة البحرين" بهدف تقديم كل ما يلزم لدعم ومساندة المرأة البحرينية وخصوصاً المعيلة لأسرتها، ومن بينها أسر الكوادر الطبية والتمريضية والعاملة في الصفوف الأمامية في مجال الخدمة المدنية والعسكرية بالإضافة إلى الاستجابة الفورية للاحتياجات الطارئة لمختلف الفئات ومن ضمنها فئة كبار السن وذوي الاحتياجات.
وفي لفتة إنسانية وبناء على توجيهات الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، تم التنسيق لسداد الديون والمبالغ المالية المستحقة على النساء البحرينيات ممن صدر بحقهن أحكاما قضائية بهدف تحقيق الاستقرار المجتمعي والأسري في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد جراء الجائحة.
كما اتخذ المجلس الأعلى للمرأة العديد من المبادرات لمساعدة رائدات وسيدات الأعمال على تجاوز التحديات التي فرضتها الجائحة على أعمالهن، بما في ذلك تقديم إرشادات لهن من خلال برنامج "مستشارك عن بعد"، وتوقيع اتفاقية مع "صادرات البحرين" لتشجيعهن على تصدير منتجاتهن وخدماتهن إلى الأسواق الدولية.
أيضا نفذ المجلس دراسة علمية لتقييم وتحليل تجربة مملكة البحرين في التعامل مع تأثيرات وتبعات فيروس كوفيد-19 على الأسرة، بهدف تسليط الضوء على الإجراءات والتدابير التي قامت بها المملكة كاستجابة عاجلة لمتغيرات الحدث الصحي، ولتوثيق أفضل الممارسات فيما يتعلق بإدارة الأزمات والاستجابة لها مع مراعاة احتياجات الأسرة والمرأة.
كما تعد نظم العمل المرنة التي طبقتها مملكة البحرين طوال العام المنصرم، حتى الآن، واحدة من أهم الإجراءات التي استهدفت تحقيق أقصى درجات الأمن الوظيفي والاجتماعي للمرأة العاملة.
جاء ذلك ضمن برامج المجلس الأعلى للمرأة المتعددة، لتشجيع المؤسسات والشركات على إيجاد بيئة عمل داعمة للمرأة، وتندرج في إطار الخطة الوطنية لنهوض المرأة البحرينية 2013 -2022 في شتى المواقع.
وفي مواجهة التحديات التي فرضتها جائحة كورونا، كانت المرأة حاضرة بكفاءة واقتدار ضمن صفوف الفريق الوطني لمكافحة كورونا برئاسة ولي العهد رئيس الوزراء بنسبة 80% من المناصب القيادية، و75% من العاملين في الصفوف الأمامية، و70% في قطاع التعليم الحكومي والخاص، و38% في قطاع المعلومات والاتصالات و49.2% من المتطوعين، ومشاركتها في مبادرات المجلس الأعلى للمرأة لتحقيق الاستقرار الأسري والاجتماعي، ضمن حملة "متكاتفين لأجل سلامة البحرين”.
يوم المرأة البحرينية
تلك الجهود البارزة للمرأة البحرينية سيتم الاحتفال بها على نطاق أوسع خلال يوم المرأة البحرينية مطلع ديسمبر/كانون الأول المقبل، برعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وتأتي احتفالية يوم المراة البحرينية 2021 تحت عنوان "المرأة البحرينية في التنمية الوطنية مسيرة ارتقاء في وطن معطاء".
وأكد المجلس الأعلى للمرأة البحرينية أن اختيار هذا الموضوع يأتي منسجماً مع عراقة الحضور النسائي ضمن عمليات البناء الوطني بالنظر إلى عمق ذلك الحضور تاريخياً، وبالنظر إلى تطوره التدريجي المنظم والمتسق مع تطور الدولة المدنية البحرينية الحديثة القائمة على أسس العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين، رجالاً ونساءً.
واستطاع المجلس الأعلى للمرأة، منذ إنشائه عام 2001 برئاسة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد، وعضوية 16 شخصية من الكفاءات الوطنية النسائية، أن يحقق إنجازات غير مسبوقة في مجال تنمية المرأة وتعزيز مشاركتها سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا في إطار من العدالة وتكافؤ الفرص والتوازن بين الجنسين.
مناخ تشريعي
وعلى مدى عقدين، تم إطلاق العديد من المبادرات والمشاريع والجوائز الوطنية لتعزيز حضور المرأة في المؤسسات الحكومية والخاصة والجمعيات السياسية والمهنية وريادة الأعمال والعمل التطوعي.
وحرصًا على تهيئة المناخ التشريعي التشاركي لتقدم المرأة، وبتوصيات من المجلس الأعلى للمرأة، تم إصدار أكثر من (100) أمر ملكي وتعديل تشريعي وقرار وزاري وتعميم إداري لتعزيز حقوق المرأة في المشاركة السياسية والاقتصادية والعمل والتعليم والصحة والإسكان والضمان الاجتماعي والاستقرار الأسري، من أهمها:
قانون الأسرة رقم (19) لسنة 2017، والقانون رقم (17) لسنة 2015 بشأن الحماية من العنف الأسري، وغيرها من التشريعات الوطنية بالتوافق مع انضمام المملكة لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (السيداو) عام 2002، وغيرها من المواثيق الدولية.
إنجازات تاريخية
وانعكست هذه الأجواء التشريعية والتنظيمية الإيجابية على تعزيز إسهامات المرأة وإثبات تنافسيتها في المسيرة التنموية والديمقراطية، حيث أكدت المرأة البحرينية حسها الوطني بتمثيلها نصف الناخبين في الانتخابات النيابية والبلدية خلال السنوات (2002-2018).
وتوجت المرأة البحرينية نضالها الوطني في الممارسة الديمقراطية والسياسية بانتخابات 2018 إذ حصدت فيه المرأة 10 مقاعد "6 بالمجلس النيابي و4 بالمجلس البلدي، ونالت المرأة البحرينية شرف ترؤس المجلس النيابي المنتخب (مجلس النواب) ممثلة في فوزية زينل، وذلك للمرة الاولى في تاريخ البلاد.
وفي إنجاز آخر للمرأة البحرينية، أسفرت انتخابات جمعية الصحفيين البحرينية، التي أجريت يناير/كانون الثاني 2019، عن فوز الصحفية عهدية أحمد برئاسة الجمعية، وهي أول بحرينية تتولى هذا المنصب في تاريخ الجمعية، المؤسسة منذ 1991.
كما عززت المراة حضورها المشرف في البعثات الدبلوماسية البحرينية بتمثيلها 32% من الكادر الدبلوماسي، و29% من المناصب القيادية بوزارة الخارجية و15% من إجمالي السفراء.
كما نالت تقدير المنظمات الإقليمية والدولية من خلال منح قرينة عاهل البلاد المفدى "قلادة المرأة العربية" من جامعة الدول العربية لعام 2017 واختيار المنامة عاصمة للمرأة العربية في العام ذاته إلى جانب تبني هيئة الأمم المتحدة للمرأة إطلاق جائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية لتمكين المرأة من مقر الأمم المتحدة عام 2017.
ثقة متزايدة
وفي خطوات تعكس ثقة المنظمات والمؤسسات الدولية في تميز المرأة البحرينية وقدراتها، نجحت أكثر من امرأة بحرينية على مدار الفترة القليلة الماضية في تولي العديد من الماصب وتحقيق العديد من الإنجازات.
فقبل أيام تم اختيار فوزية بنت عبدالله زينل رئيسة مجلس النواب عضوًا في اللجنة التحضيرية للمؤتمر العالمي لرؤساء البرلمانات SWCSP وقمة رئيسات البرلمانات، والمقرر عقده في فيينا خلال شهر أغسطس/آب 2021.
كما تم اختيار الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية، رئيسة لجنة رياضة المرأة، نائبا لرئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب.
كما فازت دلال جاسم الزايد عضو مجلس الشورى ورئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية، بجائزة التميز البرلماني العربي للعام ٢٠٢٠، عن فئة عضو البرلمان.
وتصدرت أكاديميتين بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي قائمة السيدات اللاتي حققن إنجازات قيمة في مجال العلوم والتكنولوجيا، حيث اختارت منظمة التعاون الإسلامي، الدكتورة البحرينية مها محمود الصباغ، أستاذ سياسات الطاقة وتغير المناخ المساعد بقسم الموارد الطبيعية والبيئة ونائب العميد للدراسات التقنية بجامعة الخليج العربي، ضمن قائمة السيدات اللاتي حققن إنجازات قيمة في مجال العلوم والتكنولوجيا بالدول الأعضاء.
فيما تم تصنيف أستاذة الهندسة البيئية المساعدة بقسم الموارد الطبيعية والبيئة - كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الدكتورة سمية يوسف ضمن 3 نساء مؤثرات في مجال العلوم والتكنولوجيا في العام 2020 من قبل وكالة أنباء المرأة.
وتواصل المرأة البحرينية تحقيق الإنجازات في مختلف المجالات بدعم من القيادة البحرينية.