كورونا في اليوم العالمي للشباب.. ما دورهم بالتعافي من الجائحة؟
تحيي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية يوم الشباب العالمي، باعتبارهم الخطوط الأمامية للنضال وشركاء في التغيير لبناء مستقبل أفضل للجميع.
يهدف الاحتفال بيوم الشباب سنويا إلى تركيز اهتمام المجتمع الدولي بقضايا الشباب والاحتفاء بإمكانياتهم، بوصفهم شركاء في المجتمع العالمي المعاصر.
الحدث الدولي الذي يحل في 12 أغسطس/آب من كل عام، يحمل هذا العام عنوان "تحويل النظم الغذائية: ابتكارات الشباب من أجل صحة الإنسان وصحة الكوكب"، بهدف تسليط الضوء على ضرورة المشاركة الفاعلة والهادفة للشباب من أجل نجاح هذا الجهد العالمي.
موضوع يوم الشباب العالمي 2021 بُني على توقع بزيادة عدد سكان العالم بمقدار 2 مليار شخص خلال 30 عاما، ومعه أدركت الحكومات وأصحاب المصلحة أن مجرد إنتاج كمية أكبر من الأطعمة الصحية بشكل أكثر استدامة لن يضمن رفاهية الإنسان والكوكب، ما يعني أن العالم في حاجة إلى معالجة التحديات الحاسمة، مثل الروابط المتداخلة التي تجسدها خطة عام 2030 بما في ذلك الحد من الفقر، الاندماج الاجتماعي، الرعاية الصحية، حفظ التنوع البيولوجي؛ وتخفيف آثار تغير المناخ.
الآن تعترف الحكومات بحاجتها إلى آليات دعم شاملة تضمن استمرار الشباب في مضاعفة الجهود بشكل جماعي وفردي لاستعادة كوكب الأرض وحماية الحياة، مع دمج التنوع البيولوجي في تحويل النظم الغذائية.
دور الشباب في التعافي من جائحة كورونا
أثرت جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على جميع شرائح السكان، بما فيهم الشباب، الذين يلعبون دورًا رئيسيًا في إدارة هذا التفشي والتعافي بعد انتشار المرض.
ورغم أن الكثير لا يزال غير معروف حول كيفية تأثير المرض على الشباب، فمن المهم سماع أصواتهم جنبًا إلى جنب مع أصوات المجتمع والمرضى الآخرين؛ لإيجاد حلول لحياة ما بعد كورونا.
أيضا يعد بناء قدرات الشباب ليكونوا قادرين على اتخاذ قراراتهم الخاصة بشأن الصحة وتحمل المسؤولية عن الصحة عنصرا أساسيا في هذه المرحلة.
"الشباب في الخطوط الأمامية للنضال من أجل بناء مستقبل أفضل للجميع، هذه هي الحقيقة التي سلطت جائحة كورونا المستجد الضوء عليها"، هكذا علق الأمين العام للأمم المتحدة.
وقال المسؤول الأممي أنطونيو جوتيريس، في بيان بهذه المناسبة: "جائحة كوفيد-19 سلطت الضوء على الحاجة الماسة لنوع التغيير التحويلي الذي نسعى إليه، ويجب أن يكون الشباب شركاء كاملين في هذا الجهد".
ولأن التثقيف وتعزيز الصحة العامة بالمعلومات المسندة بالأدلة أمر بالغ الأهمية في مكافحة انتشار وتأثيرات كورونا وتحدي انتشار المعلومات المضللة عبر الإنترنت، فإن دور الشباب ضروري كونهم يستخدمون التقنيات عبر الإنترنت لنشر معلومات صحيحة بطرق جذابة مثل مقاطع الفيديو للترويج لغسل اليدين بشكل فعال أو شرح كيف يمكن للتباعد الاجتماعي، ما يسهد في إنقاذ الأرواح.
ووفقا للمنظمة الأممية: "يستجيب المبتكرون الشباب بالفعل للفيروس من خلال ابتكار التأثير الاجتماعي، إذ تطور مختلف الحكومات عددا من المبادرات للاستفادة من جهود الشباب لتوليد وتقديم الدعم للسكان المعرضين للخطر أو السكان المتضررين من الوباء".
خلال منتدى الشباب التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي (ECOSOC) لعام 2021، تضمنت القضايا والأولويات التي أبرزها المشاركون الشباب تأثير جائحة "كوفيد-19"، لا سيما فيما يتعلق على صحة الإنسان والبيئة والأنظمة الغذائية.
وكجزء من توصيات النتائج الرسمية المنتدى، شدد الشباب على أهمية العمل نحو أنظمة غذائية أكثر إنصافا، مع تسليط الضوء على حاجة الشباب لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الخيارات الغذائية، من خلال زيادة التعليم العالمي حول الخيارات الأكثر صحة واستدامة لكل من الأفراد والبيئة.
من المقرر أن يجعل التأثير الاقتصادي للوباء سوق العمل أكثر تحديًا للشباب، إذ أفادت منظمة العمل الدولية أنه في الربع الأول من عام 2020 فقدت نحو 5.4٪ من ساعات العمل العالمية، أي ما يعادل 155 مليون وظيفة بدوام كامل، مقارنة بالربع الرابع من عام 2019.
وتشير التقديرات الأخيرة أيضا إلى أنه سيتعين خلق 600 مليون فرصة عمل خلال 15 عاما مقبلة، لتلبية احتياجات توظيف الشباب.
وظلت نسبة الشباب غير الملتحقين بالتوظيف أو التعليم أو التدريب مرتفعة على مدار الخمسة عشر عامًا الماضية وتبلغ الآن 30٪ للشابات و 13٪ للشباب في جميع أنحاء العالم.
مهرجان الشباب للابتكار
بمناسبة اليوم العالمي للشباب، ينطلق مهرجان قيادة الشباب للابتكار "#YouthLead" خلال الفترة من 12-13 أغسطس 2021، وهو احتفال بالحلول المبتكرة التي يقودها الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتعافي من جائحة كورونا.
والمهرجان نهج استراتيجي لدفع عالمنا إلى مستقبل موجه نحو الحلول من خلال الابتكار الذي يقوده الشباب، حيث يجمع المبتكرين وصناع الحلول جنبًا إلى جنب مع مكاتب الأمم المتحدة وصانعي السياسات وقادة الصناعة.
ويقدم الحدث فرصا للحوار والتعاون بين أصحاب المصلحة المتعددين لاستخدام الابتكار والتكنولوجيا، بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة ودعم أجندة التعافي من فيروس كورونا.
كما يهدف المهرجان إلى معالجة حقيقة أنه على الرغم من نمو التكنولوجيا الرقمية والابتكار، فإنه لا يزال العديد من المبتكرين الشباب من المجتمع الضعيف والمهمش متخلفًا عن الركب، لذا تعتبر المساواة بين الجنسين ومبدأ عدم ترك أي شخص وراء الركب في صميم الاحتفال باليوم العالمي للشباب.
وفي هذا السياق، يهدف المهرجان إلى توفير مساحة ومنصة لتسليط الضوء على العمل المبتكر الرائع للشباب من الجنسين، سواء السكان الأصليين أو المهاجرين واللاجئين وعديمي الجنسية ذوي الإعاقة.
أرقام وحقائق مهمة عن يوم الشباب
يوم الشباب العالمي (WYD) يعد حدثا للشباب نظمته الكنيسة الكاثوليكية على يد البابا يوحنا بولس الثاني في عام 1985، بعد إقبال كبير على يوبيل الشباب عام 1984.
ويتم الاحتفال بهذا الحدث كل سنتين إلى 3 سنوات مع تجمع دولي كبير، وهناك احتفال أصغر في روما خلال السنوات التي لا يقام فيها.
سجل القداس الختامي لليوم العالمي للشباب لعام 1995 في الفلبين رقماً قياسياً عالمياً لأكبر عدد من الأشخاص الذين تجمعوا في حدث ديني واحد بحضور 5 ملايين شخص، ولم يتجاوزه سوى من حضروا قداسًا احتفل به البابا فرنسيس في الفلبين بعد 20 عامًا في عام 2015 وبلغ عددهم 6 ملايين شخص.
ورغم عدم وجود تعريف دولي متفق عليه عالميًا لفئة الشباب العمرية، فإن الأمم المتحدة تعرف الشباب بأنهم "الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما".
يوجد حاليا 1.2 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما يمثلون 16% من سكان العالم، وبحلول عام 2030 التاريخ المستهدف لأهداف التنمية المستدامة (SDGs) فإنه من المتوقع أن يرتفع عدد الشباب بنسبة 7%، إلى ما يقرب من 1.3 مليار.
يعيش ما يقرب من 90% من الشباب في البلدان النامية، مع ما يقرب من 500 مليون يقيمون في الهند والصين.
يمكن أن يكون الشباب قوة إيجابية للتنمية عندما يتم تزويدهم بالمعرفة والفرص التي يحتاجون إليها للنمو، لذا من الضروري أن تكتسب هذه الفئة العمرية التعليم والمهارات اللازمة للمساهمة في اقتصاد منتج، مع إتاحة وصولهم إلى سوق عمل يمكنه استيعابهم في القوى العاملة.
aXA6IDMuMTIuMzYuNDUg
جزيرة ام اند امز