توحيد المعايير الدولية.. خطوة حاسمة لردع مخاطر المناخ
يعتبر وضع المعايير والتحقق منها وتوحيدها أمرا حيويًا للحد من تداعيات التغير المناخي وتحقيق التنمية المستدامة على مستوى العالم.
على سبيل المثال، يمكن تحقيق ذلك من خلال وضع معايير دولية للحد من انبعاثات الكربون وتشجيع الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية وتحسين كفاءة الطاقة والحد من التلوث، وغيرها من الإجراءات التي تسهم في الحد من آثار تغير المناخ.
وعلاوة على ذلك، يمكن أن تساعد المعايير الواضحة والموحدة في توجيه الاستثمارات وتحفيز الابتكار وتعزيز النمو الصحي، وذلك من خلال توفير بيئة عمل مستدامة وملائمة للاستثمارات الخضراء والمبتكرة والتي تهدف إلى الحد من آثار تغير المناخ.
وقد تعمل هذه المعايير أيضا على تعزيز الشفافية والمساءلة وتعزيز الثقة بين المستثمرين والمجتمعات المحلية والأطراف الأخرى المعنية.
ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، تعمل العديد من المؤسسات الدولية والحكومات والشركات والمنظمات غير الحكومية على وضع المعايير والتحقق منها وتوحيدها، وذلك من خلال التعاون والتنسيق المشترك.
ومن المثالي أن تكون الخطوات المتخذة في هذا الاتجاه وتبادل المعرفة والخبرات والتجارب المتعلقة بوضع المعايير وتحققها وتوحيدها، وذلك لتحقيق نتائج أفضل بشأن الحد من آثار تغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة.
ويمكن أن تساهم التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي والتحليل البياني في تطوير معايير جديدة وتحققها وتوحيدها، وذلك من خلال تحليل البيانات وتحديد الاتجاهات والتوجهات وتطوير الحلول الذكية والمبتكرة لمواجهة تحديات تغير المناخ وتحقيق التنمية المستدامة.
الحد من آثار تغير المناخ
وفي مقاله الذي نُشر على مدوّنة البنك الدولي باللغة العربية عن أهمية التكيّف مع التغيرات المناخية والتي تؤثر على العديد من الجوانب الحياتية في العالم، مثل الصحة والأمن الغذائي والاقتصاد. يشير ديفيد مالباس، الرئيس الثالث عشر لمجموعة البنك الدولي، والذي تولى هذا المنصب في الفترة من 2012 إلى 2019، إلى أن التكيّف يمكن أن يكون فرصة لتعزيز التنمية المستدامة وتحقيق مزيد من التقدم في مختلف المجالات، وذلك عن طريق تبني أساليب جديدة ومبتكرة للزراعة وإدارة الموارد المائية وتطوير البنية التحتية والتقنيات النظيفة.
ويوضح مالباس الذي يعتبر خبيرًا في مجال التنمية الدولية، وساهم بشكل كبير في تطوير السياسات والبرامج لتعزيز التنمية المستدامة وتحسين الظروف المعيشية للأفراد والمجتمعات في العديد من البلدان حول العالم، إلى أهمية تحسين القدرة على التكيّف في الدول النامية التي تعاني بشكل كبير من تأثيرات التغير المناخي، والتي تحتاج إلى دعم دولي لتطوير بنيتها التحتية وتحسين قدراتها في إدارة المخاطر المناخية.
ويشير المقال إلى أن البنك الدولي يعزز التكيّف مع التغيرات المناخية في مناطق مختلفة من العالم، من خلال تمويل مشاريع تحسين البنية التحتية والزراعة وإدارة المياه والحد من التلوث وتنمية التقنيات النظيفة.
يقدم المقال بعض الأمثلة العملية على التكيّف، مثل تعزيز المرونة في الزراعة وتحسين استخدام المياه وتوفير المساحات الخضراء وتطوير التقنيات النظيفة والمستدامة. كما يشير المقال إلى أن التكيّف يتطلب تعاوناً عالمياً وجهوداً مشتركة من الحكومات والشركات والمجتمع المدني، وذلك لتحقيق أفضل النتائج وتخفيف تأثير التغيرات المناخية على البشرية والبيئة.
وبشكل عام، يعتبر التكيّف مع التغيرات المناخية أمرًا ضروريًا للحفاظ على الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية في العالم، ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ويعد التكيّف جزءًا لا يتجزأ من الاستجابة العالمية للتحديات المناخية، إلى جانب جهود الحد من الانبعاثات الضارة وتحقيق الانتقال إلى الطاقة النظيفة. ويتطلب ذلك عملًا مشتركًا وتعاونًا عالميًا، بما في ذلك دعم التمويل ونقل التقنيات ونشر المعرفة وتوفير الخبرات اللازمة لتحقيق التكيّف المستدام والفعال في جميع أنحاء العالم.
ويشدد المقال على أن التكيّف مع التغيرات المناخية يمكن أن يكون فرصة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستدامة في العالم، وذلك عن طريق تبني أساليب مستدامة ومبتكرة لإدارة الموارد وتحسين الإنتاجية وتوفير فرص العمل وتحسين الصحة والتعليم والحد من الفقر والعدالة الاجتماعية.
ويرى المقال أن التكيّف مع التغيرات المناخية يمثل تحديًا كبيرًا، ولكنه يمكن أيضًا أن يكون فرصة لتحقيق التنمية المستدامة وبناء عالم أكثر استدامة وعدالة. ويختتم المقال بالتأكيد على أن التكيّف يجب أن يكون جزءاً أساسياً من استراتيجيات التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم، وأنه يتطلب التخطيط والتنسيق والتعاون والتوعية والتدريب، وأنه يجب على الحكومات والمجتمع المدني والشركات والمنظمات الدولية العمل بشكل مشترك لتحقيق التكيّف المستدام والفعال.
كما أنه يجب علينا جميعًا العمل بجد لمواجهة التحديات المناخية وتحقيق عالم أكثر استدامة وعدالة، ويدعو المقال إلى زيادة الجهود العالمية وتعزيز التعاون الدولي لتحقيق هذا الهدف الحيوي، وذلك من خلال تبادل الخبرات والمعرفة وتوفير التمويل اللازم وتعزيز الشراكات المجتمعية المحلية والإقليمية والدولية.
إرث "مالباس"
تعتمد مصداقية المقال على البنك الدولي كمؤسسة عالمية محترمة وموثوق بها، والتي تعمل على تحسين الظروف المعيشية للأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، وتشجع التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والاقتصادية.
وبالطبع، يعد ديفيد مالباس واحدًا من الشخصيات الرائدة في مجال التنمية الدولية، وقد ترك بصمة كبيرة في العديد من السياسات والبرامج التي تهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم. ويمكن القول إن ديفيد مالباس قد ساهم بشكل كبير في تحسين الظروف المعيشية للأفراد والمجتمعات في جميع أنحاء العالم، من خلال تبنيه لرؤية التنمية المستدامة وتعزيز الشمول المالي وتحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية وتعزيز القدرات المؤسسية وتحسين الصحة العالمية وتعزيز التعليم والحد من التغير المناخي. ويعد مالباس مثالاً يحتذى به في مجال التنمية الدولية، ويمكن القول إن إرثه سيبقى واضحًا وملموسًا لسنوات عديدة قادمة.
ومن بين السياسات التي ساهم مالباس في تطويرها:
1. الركيزة الأساسية للتنمية المستدامة:
وقد تبنى مالباس هذه الرؤية التي تركز على تعزيز التنمية المستدامة والحد من الفقر والعدالة الاجتماعية، وأصبحت هذه الرؤية الركيزة الأساسية لأعمال مجموعة البنك الدولي تحت إدارة مالباس.
2. تعزيز القدرات المؤسسية:
وقد ركز مالباس على تعزيز القدرات المؤسسية للحكومات والمجتمعات في الدول النامية، من خلال توفير الدعم الفني والتدريب والتمويل، وذلك لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين.
3. التركيز على الشمول المالي:
وقد ساهم مالباس في تعزيز الشمول المالي وتحسين وصول الفقراء والمحرومين إلى الخدمات المالية والمنتجات المالية، وذلك من خلال توفير الدعم المالي والفني لتطوير البنوك الصغيرة والمتوسطة وتعزيز الخدمات المالية الرقمية.
4. تحسين الصحة العالمية:
وقد عمل مالباس على تعزيز الصحة العالمية وتحسين الوقاية من الأمراض والأوبئة في البلدان النامية، من خلال توفير الدعم التقني والمالي لتحسين البنى التحتية الصحية وتعزيز البرامج الوقائية والتوعية الصحية.
5. تعزيز التعليم:
وقد ركز مالباس على تعزيز التعليم وتحسين جودة التعليم في الدول النامية، من خلال توفير الدعم المالي والفني لتحسين البنية التحتية التعليمية وتطوير البرامج التعليمية وتوفير فرص الدراسة للفئات المحرومة.
6. الحد من التغير المناخي:
وقد عمل مالباس على تعزيز الجهود العالمية للحد من التغير المناخي وتكييف الدول النامية مع تأثيراته، وذلك من خلال توفير الدعم التقني والمالي لتطوير الطاقة المتجددة وتعزيز استخدام التقنيات النظيفة وتحسين إدارة المياه وتطوير برامج الزراعة المستدامة وغيرها من الإجراءات اللازمة.
aXA6IDMuMTQ3LjgyLjI1MiA=
جزيرة ام اند امز