مرشح رئاسي جزائري لـ"العين الإخبارية": لست ممثلا للدولة العميقة
المرشح عز الدين ميهوبي يكشف في مقابلة مع "العين الإخبارية" عن موقفه من رفض الانتخابات ودعمه من قبل الحاكم وأولوياته الدبلوماسية.
رد عز الدين ميهوبي الأمين العام لحزب "التجمع الوطني الديمقراطي" وأحد المرشحين الخمسة للانتخابات الرئاسية الجزائرية في مقابلة مع "العين الإخبارية" على عدد من المسائل المثيرة للجدل، ورأيه في الاستحقاق الرئاسي المقبل، وانقسام الشارع بين مؤيد ورافض له.
- مرشح رئاسي بالجزائر لـ"العين الإخبارية": الانتخابات ستنقذ البلاد
- "رئاسية الجزائر".. تطمينات للداخل والخارج قبل الصمت الانتخابي
وأجاب ميهوبي للمرة الأولى على وصفه من قبل المناوئين للانتخابات بأنه "مرشح الدولة العميقة" وترشحه للانتخابات الذي عده مراقبون "مجازفة سياسية" من حزب كان شريكاً في نظام بوتفليقة.
وقدم المرشح لانتخابات الرئاسة الجزائرية تصوره لأولويات الدبلوماسية الجزائرية في حال انتخابه رئيساً للبلاد، أبدى خلالها رفضه التدخل الأجنبي في الأزمة الليبية، بالإضافة إلى مستقبل العلاقات مع فرنسا ودورها في الأزمة السياسية في بلاده.
وفيما يلي نص المقابلة التي أجرتها "العين الإخبارية" مع عز الدين ميهوبي المرشح لانتخابات الرئاسة الجزائرية عن حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" المعروف اختصاراً بـ"الأرندي".
الانتخابات والحراك
بما تفسرون إصرار الجيش على إجراء الانتخابات بموعدها؟
لأن المؤسسة العسكرية قامت بواجبها الدستوري، وبقي على الشعب أن يقوم بواجبه الدستوري في تنفيذ المادة 7 و8 من الدستور الجزائري، وهي تحقيق مبدأ أن الشعب هو صاحب السلطة، ويمارس هذه السلطة من خلال الانتخابات، والجيش هو المسؤول عن حماية الدستور والوحدة الوطنية.
لكن الشارع الجزائري محتقن بشأن تلك الانتخابات.
النقاش الحالي هو وضع طبيعي وصحي جدا، ومن شأنه أن يعيد المواطن إلى الساحة السياسية ويسمح له بتحمل جزء من مسؤولياته في المستقبل.
فاستقالة المواطن من العمل السياسي ترتبت عنها القطيعة التامّة مع كل الأشكال السياسية قبل 22 فبراير، وحين لا يجد المواطن الفضاء السياسي المناسب له سيضطر بالتأكيد للجوء إلى مساحات أخرى لممارسة حقه السياسي.
غير أنّ الجزائريين الذين خرجوا الى الشارع في 22 فبراير الماضي -والذي قرّرت أن أجعل منه يوماً وطنياً لسيادة الشعب في حال انتخابي- هؤلاء الجزائريون خرجوا من أجل تصحيح الوضع العام للبلد.
الفئة الكبيرة عادت إلى الحياة السياسية بشكل طبيعي، وهي تناقش وتنتظر الـ12 ديسمبر لتمارس حقها الدستوري والسياسي، وفئة أخرى لا تزال مترددة ولا تثق بالمؤسسات السياسية، وهذا من حقها.
لكننا نعول على أن يعود النقاش السياسي وممارسة الحق في الاختلاف من الفضاءات العامة إلى الأطر السياسية الطبيعية عبر الأحزاب والجمعيات والمؤتمرات، وهذا ما سأسعى إلى تنفيذه في حال نلت ثقة الشعب الجزائري، فالمشاورات السياسية الكبرى هي الإطار الأمثل التي ستمكن الجزائريين من العودة إلى حياة سياسية هادئة ومتوازنة، وسنقدم مزيداً من الضمانات في هذا المجال.
أوساط سياسية وإعلامية صنفتكم مرشحا للدولة العميقة، ما تعليقكم؟
لقد وقع خطاب الموالاة وخطاب المعارضة في فخ الابتذال السياسي قبل 22 فبراير على حد سواء، بالنسبة لنا فقد عملنا على تحرير الحزب من كل الممارسات السلبية التي سبقت هذا التاريخ.
وننتظر من الأصوات المعارضة أيضا أن تتحرر من الممارسات السلبية، ونتمنى أن يرتفع مستوى النقاش السياسي من حالة إطلاق التهم الجاهزة إلى وضع أفضل يكون فيه النقد المؤسس على رؤية سياسية واضحة ومتينة هو الأساس.
نعول أيضا أن يعود أصحاب المال والأعمال إلى مهامهم المتمثلة أساسا في المساهمة في الاقتصاد الوطني على أن تتقدم الكفاءات والنخب والعقول الجزائرية للمساهمة في العمل السياسي.
هناك من يقول إن ترشحكم "مجازفة" وأنتم على رأس واحد من الأحزاب التي كانت داعمة لبوتفليقة والتي طالب الحراك برحيلها.
لن نخفي شيئاً عن الشعب، وكل ما يمكن أن يقال في هذا الموضوع قلناه، ترشحي لم يكن مجازفة، ترشحي حق يكفله الدستور الجزائري السيد، وترشحي أيضا هو محاولة مني لوضع كل مساري الوطني والمعرفي والثقافي في خدمة الشعب، ولَم أنطلق من فراغ، بل من برنامج قوي بأفكاره وتصوراته.
الحزب الحاكم والحكومة
كيف تنظرون لدعمكم من قبل الحزب الحاكم؟
نتقاطع مع جبهة التحرير الوطني وأحزاب كثيرة في نقاط كثيرة، من ضمنها مرجعية بيان أول نوفمبر الذّي أسس للدولة الوطنية، ومن حق جبهة التحرير الوطني أن تختار أي مرشح، ومن حق أي مرشح أن يبحث له عن حلفاء، وأنا أرحب بالجميع.
في برنامجكم تعهدتم بتشكيل حكومة كفاءات وطنية، هل يعني هذا أنه في حال فوزكم لن يكون حزبكم أو القوى الداعمة لكم ضمن الحكومة؟
صحيح أنا مرشح عن حزب الأرندي (التجمع الوطني الديمقراطي)، وأنا مناضل فيه منذ سنة 1997، لكني أحظى أيضا بتعاطف وتضامن أطراف سياسية أخرى آمنت واقتنعت بالبرنامج.
في حال وفقني الله لأكون رئيساً للجمهورية سأكون رئيساً لكل الجزائريين، وسأعتمد مبدأ الكفاءة لا المكافأة، ومبدأ تكافؤ الفرص، وهذا الأمر يستدعي اختيار الكفاءات من كل القوى السياسية والثقافية والاجتماعية الفاعلة في البلد الذي يمتلك المهارة والنجاعة.
أولويات دبلوماسية
حال فوزكم.. هل سنشهد تغيراً في مقاربة الجزائر لحل أزمة ليبيا؟
سأبقى وفيا لتقاليد الدبلوماسية الجزائرية في دعوة كل الأطراف الليبية الى الحوار، ومرافقتها في تغليب مصلحة الشعب الليبي وعدم الانزلاق في الأجندات الأجنبية.
ما يحدث في ليبيا يعنينا بشكل أو بآخر، وما يحدث في الجزائر يعني الأشقاء في ليبيا بشكل أو بآخر، وسنعمل كل جهدنا على أن يكون الحل ليبياً.
وسنظلّ متمسكين بمبدأ أن الحلّ الأمثل سيكون بعيداً عن أي تأثيرات أجنبية، وأي تدخل أجنبي سيزيد من تعقيد الوضع في ليبيا.
أي مستقبل لعلاقات باريس والجزائر حال انتخابكم رئيساً؟
العلاقات الجزائرية الفرنسية تتسم منذ الاستقلال بالندية، هناك مسائل تاريخية عميقة بين البلدين، وننتظر من فرنسا أن تكون صادقة مع نفسها ومع التاريخ في مناقشة هذه المسائل التاريخية، المرحلة المقبلة ستجعل من مصلحة الشعب الجزائري فوق أي اعتبار وسنفرق بين المسارات الاقتصادية والسياسية والتاريخية بين البلدين.
ومصلحة الجزائر هي التي ستكون الفيصل في مراجعة أو تثبيت كثير من المسائل، مع حرصنا الشديد في الحفاظ على مصالح الجالية الجزائرية.
وماذا عن اتهام فرنسا بالتدخل في شؤون الجزائر؟
هناك مجتمع دولي وهناك مجموعات دولية، وننتظر من المجتمع الدولي الرسمي أن يضع حدا لهذه المجموعات الدولية التي تنشط خارج الشرعية الدولية، وما صدر عن المجموعة الدولية المسماة بالبرلمان الأوروبي هو تجاوز لأعراف المجتمع الأوروبي.
لذلك فإننا سنتصدى لأي محاولة أجنبية للتدخل في الشأن الجزائري بكل السبل والوسائل، لم نتدخّل يوماً في الشأن الداخلي لأي بلد، ونحن لم نطلب رأي أي بلد؛ لأن عقيدتنا في احترام الآخر مكرسة منذ أيام الثورة الجزائرية.
سنحل مشاكلنا بأنفسنا وقد مررنا بمحن وامتحانات كثيرة، وأتوقع أن يكون للحل السياسي الحالي في الجزائر انعكاس إيجابي كبير على كثير من دول الجوار والساحل الأفريقي.
أقصر شعار انتخابي
لماذا اخترتم أقصر شعار في أول ترشح لكم لمنصب رئيس الجمهورية؟
الاختصار في الأساس هو فلسفة العصر، و"ألتزمْ" تعني بداية عهد جديد في الممارسة السياسية والقطيعة مع الممارسات السياسية السابقة، وأول عنوان لأي ممارسة سياسية هو الشعار.
ولما "ألتزم" وليس "أتعهد"؟
"أتعهّد" ميثاق أخلاقي لمجموعة أهداف قد يصعب تنفيذها، و"ألتزم" ميثاق سياسي لمجموعة أهداف يمكن تحقيقها.
والتعهدات يترتب عنها وفاء وخيانة، والالتزامات يترتب عنها نجاح وفشل.
أي دلالة يحملها الرقم 15 كالتزامات واردة في برنامجكم الانتخابي؟
لا دلالة وراء هذا الرقم سوى أن فريق البرنامج عمل على اختصار وضبط هذه الالتزامات وفق معايير صارمة، كان يمكن أن تكون أقل أو أكثر في ظروف أخرى.
aXA6IDMuMTQ2LjM0LjE0OCA= جزيرة ام اند امز