كل إنسان يحمل 100 تريليون خلية بكتيرية.. عامل مضاد للأورام من الأمعاء

الميكروبيوم، مجموعة كبيرة من البكتيريا في أمعاء الإنسان، وتشير التقديرات إلى أن كل شخص يحمل حوالي 100 تريليون خلية بكتيرية.
ويُعتقد أن أي خلل في هذه الخلايا له دور في تطور أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة، وتحفيز مرض السكري، وتكون مسؤولة عن السمنة، وحتى الأمراض العصبية مثل التصلب المتعدد ومرض باركنسون، ناهيك عن الاكتئاب واضطرابات التوحد.
وكان الميكروبيوم محورًا للبحث لمدة 20 عامًا، وتحديدا منذ أن أتاحت تقنية جديدة تحليل هذه البكتيريا بسرعة وبدقة، وهي التسلسل عالي الإنتاجية.
ومنذ ذلك الحين، كانت هناك مجموعة متزايدة من النتائج التي تفيد بأن الميكروبيوم، والذي يشار إليه أحيانًا باسم الجينوم البشري الثاني، ليس فقط ذا أهمية مركزية لعملية الهضم، ولكنه يؤثر أيضًا، إن لم يكن يتحكم، على الأقل في عدد كبير من وظائف الجسم، ويتم ذكر جهاز المناعة بشكل متكرر في هذا الإطار.
ونجح العلماء في جامعتي فورتسبورج وماربورج بألمانيا، لأول مرة في إثبات أن المستقلبات البكتيرية قادرة على زيادة النشاط السام الخلايا المناعية القاتلة للعوامل الممرضة، وبالتالي التأثير بشكل إيجابي على كفاءة علاجات الأورام.
ومن الناحية المثالية، يمكن استخدام تركيبة الأنواع البكتيرية في الميكروبيوم للتحكم في تأثيرها على نجاح العلاج.
ونشر فريق البحث المشكل من الدكتور مايك لو، باحث ما بعد الدكتوراة في مختبر مايكل هوديشك بمستشفى جامعة فورتسبورج، وألكسندر فيسكرونا من معهد الميكروبيولوجيا الطبية والصحة بجامعة ماربورج نتائج دراستهم في العدد الأخير من مجلة" نيتشر كوينيكيشن".
ويصف "مايك لو" النتيجة الرئيسية للدراسة المنشورة قائلا في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة فورتسبورج في 9 يوليو/تموز الجاري: "تمكنا من إظهار أن الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وخاصة البنتانوات، قادرة على زيادة النشاط السام لخلايا CD8 T القاتلة، وكجزء من جهاز المناعة، تتمثل مهة هذه الخلايا في قتل الخلايا الضارة بالكائن الحي على وجه التحديد".
تنتمي الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، بدورها، إلى أكثر فئة من المستقلبات السائدة في ميكروبيوم الأمعاء، حيث تقوم من ناحية بتعزيز عملية التمثيل الغذائي للخلايا التائية عن طريق تحفيز المنظمين المركزيين لعملية التمثيل الغذائي للطاقة.
ومن ناحية أخرى، يمكن أن تمنع إنزيمات معينة تنظم الوصول إلى المادة الجينية، وبالتالي التعبير الجيني في الخلايا التائية، وعند القيام بذلك فإنها تحرض على تغييرات جينية.
ويوضح "لو": "عندما تعيد الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة برمجة خلايا CD8 T، فإن إحدى النتائج هي زيادة إنتاج الجزيئات المحاربة للعوامل الممرضة".
وفي التجربة التي أجريت خلال الدراسة، زاد العلاج باستخدام الأحماض الدهنية (البنتانوات) من قدرة الخلايا التائية الخاصة بالورم على محاربة نماذج الأورام الصلبة.
ويقول مايك لو: "النتائج هي مثال على كيف يمكن لمستقلبات البكتيريا المعوية أن تغير عملية التمثيل الغذائي وتنظيم الجينات في خلايانا، وبالتالي تؤثر بشكل إيجابي على كفاءة علاجات الورم".
ولا يزال الطريق طويلا قبل أن تؤدي النتائج الجديدة إلى علاجات جديدة لمرضى السرطان.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA==
جزيرة ام اند امز