ألم يَدُر بخلد الإيرانيين إن كانوا قد قرأوا التاريخ وما حصل لأبرهة وللقرامطة وكل من حاول العبث بأمن البيت الحرام
ألم يَدُر بخلد الإيرانيين إن كانوا قد قرأوا التاريخ وما حصل لأبرهة وللقرامطة وكل من حاول العبث بأمن البيت الحرام
بهذا العنوان يتأكد جزما أن إيران تريد إعادة المشهد القرآني لدفاع المولى -جل وعلا- عن حرمه الآمن، عندما حاول أبرهة هدم الكعبة الطاهرة -في قصة الفيل- عندما توجه إلى مكة قادما من اليمن منذرا بأنه قادر على هدم الكعبة، ودار سجال بينه وبين عبدالمطلب الذي قال كلمة الواثق بربه "إن للبيت ربا يحميه" وخرج بإبله، وتعجب أبرهة من هذه الثقة التي زُرُعتْ في نفس ذلك البدوي بين جبال مكة، منطلقا أن الله سيحمي كعبته الطاهرة. وفعلاً جاء المدَدُ الإلهي وتحقق وعد الله بإرسال الطير الأبابيل التي أرسلت على أبرهة وجيشه في واد مُحسّر على مقربة من البيت العتيق، فجعلهم الله كالعصف المأكول، ولم يُرَ لَهمْ أثر بقدرة الله، وأصبحت قصتهم عبرة عبر التاريخ لكل من يحاول العبث بالبلد الحرام الذي لا ينُفّرُ صيده ولا يُختْلى خلاه.
والتأكيد هنا جاء أيضا بصورة أخرى في إحدى سور القرآن الكريم "ومن يُرد فيه بالحادٍ بظلم نذُقه من عذاب أليم" وعد يتحقق، وهنا أتساءل: ألم يفكر الإيرانيون بهذه المشاهد والوقائع حتى تجرأت طُغمتهم الفاسدة في قم على دعم الحوثي بإرسال صواريخ تجاه الكعبة الآمنة؟ ألم يَدر بخلدهم إن كانوا قد قرأوا التاريخ ما حصل لأبرهة وللقرامطة وكل من حاول العبث بأمن البيت الحرام؟ ألم يتذكروا كيف كان موقف الدولة السعودية في أحداث الحرم عام 1986 عندما أشعل الإيرانيون الشغب وجاءت توابيتهم إلى قم؟ ألم يعقل حكام طهران أن الديار المقدسة خطوط حمراء تكفل المولى -سبحانه- بحراستها بقوله تعالى "أولم نُمكنّ لهم حرماً آمنا".
إن قراءة سريعة للاعتداءات المتكررة من قبل النظام الإيراني وأذنابه الحوثيين لتعطي دلالة على جهل ورعُونة فئة أشغلت نفسها بصرف المسلمين عن رسالتهم الدعوية، وجعلوا حياة المسلمين فتنا وقلاقل، وأشعلت بتصرفاتهم الرعناء المنطقة شمالا وجنوبا وبحروب إقليمية تعود إلى مصلحة الأعداء في الغرب والحاقدين على الدين الإسلامي. ولكن هذا يعطي دلالة أكيدة على مخططات طهران، وإلا كيف يستهدف بيت الله الحرام قبلة المسلمين وأطهر بقعة على وجه الأرض!
إن ما حدث وبكل أسف ينَمّ عن مخطط تسعى إيران إلى إقناع أتباعها أنهم الأجدر في هذا العالم على قيادته، وأن الزعامة هي ما تُعشعش في رؤوس الآيات في قم، ونسوا أن الدين الإسلامي حاكميته لله، سبحانه وتعالى، وهو المرجع الوحيد للمسلمين جميعا، وأن خدمة الحرمين الشريفين شرف للقيادة السعودية بأن جعلهم الله خداما لبيته العتيق ومسجد نبيه، صلى الله عليه وسلم، والأماكن المقدسة. ولن تسمح المملكة بأن تمسّ هذه الديار بأي أذى، والله ناصر دينه ومعلٍ كلمته بإذنه "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون".
ويشكر ذلك الموقف العالمي من الدول العربية والإسلامية ومعظم دول العالم التي شجبت واستنكرت وأكدت وقوفها إلى جانب الحق الشرعي للمملكة في دفاعها عن الحرمين وقبلة المسلمين، ويبقى الذل والخزي للحاقدين من الحوثي والمخلوع وعمائم طهران الذين رد الله كيدهم في نحورهم. اللهم احرس بيتك وقبلتك، وشلَّ يد كلّ خبيث حاقد على هذا الدين وقبلته وحرمه الآمن. إنك سميع مجيب الدعاء.
نقلا عن / الوطن أونلاين
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة