لتدخل إيران.. تحذيرات من تكرار الحرب الأهلية بأفغانستان
محطات تلفزيونية أفغانية محلية تتهم إيران بالسعي نحو تدمير جارتها الشرقية أفغانستان وعدم الاهتمام بأمنها.
حذرت وسائل إعلام أفغانية من اندلاع حرب أهلية في أفغانستان جراء تدخلات النظام الإيراني وتنظيم داعش الإرهابي بشؤون البلاد.
وأشارت شبكة "إيران واير" التي يديرها صحفيون إيرانيون معارضون من الخارج في تقرير لها، الأحد، إلى أن وسائل إعلام أفغانية وصفت للمرة الأولى "مليشيا فاطميون" الموالية لإيران بـ"الإرهابية"، الشهر الماضي.
- حقوقي أفغاني يطالب بمقاضاة إيران دوليا لتجنيدها آلاف المراهقين
- أفغانستان تطرد دبلوماسيين إيرانيين بسبب التجسس
وأوضح التقرير أن محطات تلفزيونية أفغانية أبرزها قناة "طلوع" الإخبارية حذرت من مخاطر تهدد أمن أفغانستان بسبب مليشيا فاطميون التابعة لفيلق القدس الإيراني والتي قاتل عناصرها لحساب طهران في بلدان بالمنطقة، وكذلك تنظيم داعش الإرهابي.
وتشكلت ما يطلق عليها مليشيا "فاطميون" التي كان قوامها مهاجرين أفغان، عام 2013، تحت إشراف مباشر من قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني بدعوى حماية أماكن دينية في سوريا والعراق.
واتهمت محطات تلفزيونية أفغانية محلية خلال فواصل إعلانية، نهاية أبريل/نيسان الماضي، إيران بالسعي نحو تدمير جارتها الشرقية أفغانستان وعدم الاهتمام بأمنها.
وذكر المحتوى الإعلاني اللافت أن "صرخة الشعب الأفغاني لن تتوقف طالما استمرت الآثار المدمرة لجيرانه"، مع وضع رايتي مليشيا فاطميون وتنظيم داعش جنبا إلى جنب باعتبارهما يمثلان خطرا محتملا لأفغانستان، حسب التقرير.
ولم تعلق الحكومة الأفغانية حتى الآن على وصف وسائل إعلام محلية لمليشيا فاطميون الموالية لإيران بالإرهابية على غرار تنظيم داعش، وكذلك وضع رايتهما متجاورتين.
وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مرارا مسؤوليته عن عدد من العمليات التي قتل فيها الكثير من المواطنين الأفغان، لا سيما أقلية الهزارة الشيعية التي قاتلت مسلحي حركة طالبان.
ولم ترد تقارير إخبارية حول تنفيذ مليشيا فاطميون الموالية لطهران عمليات عسكرية داخل أراضي أفغانستان، لكن هناك قلق في ظل عودة عناصرها إلى حدود الأخيرة، وفق إيران واير.
وحذرت بلقيس روشن، النائبة البرلمانية الأفغانية، من استغلال إيران لعناصر مليشيا فاطميون لتأمين مصالحها في أراضي بلادها، مثلما أرسلتهم للقتال في سوريا نظير رواتب مغرية ووثائق إقامة دائمة.
اتهم العديد من السياسيين الأفغان وجماعات المجتمع المدني النظام الإيراني بتشكيل قوات بالوكالة في أفغانستان، ويقال إن طهران تدعم جزءا من حركة طالبان.
ولفت قادر كامل، المحلل السياسي الأفغاني إلى أن مليشيا فاطميون تمثل تهديدا كبيرا لأمن أفغانستان، وهناك قلق من احتمالية أن تستخدمها إيران كأداة لاستهداف مصالح الولايات المتحدة.
وحذر "كامل" من توسيع عناصر مليشيا فاطميون الموالية لإيران نطاق أزمة انعدام الأمن في أفغانستان بالتزامن مع عودة آلاف المهاجرين الأفغان بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد.
وطالب المحلل السياسي الأفغاني حكومة كابول باتخاذ إجراءات في هذا الصدد، حيث لن تكون السيطرة على الآثار والعواقب التي وصفها بالكارثية ممكنة في المستقبل، على حد تعبيره.
وقال غلام فاروق راسب، الناشط المدني الأفغاني، إن مليشيا فاطميون تهديد لمصالح أفغانستان بحيث قد يؤدي وجودها على هذا النحو إلى تكرار الحرب الأهلية داخل البلاد.
وتقدر أعداد عناصر مليشيا "فاطميون" الذين أرسلتهم إيران إلى سوريا بأكثر من 80 ألف شخص، حسب تصريحات أدلى بها صمد رضائي أحد قادة المليشيا لوكالة أنباء إيكنا الإيرانية في سبتمبر/أيلول 2018.
وزعمت إيران مرارا أن هؤلاء المسلحين التابعين لها في عدد من البلدان إقليميا مثل سوريا والعراق كانوا مجرد متطوعين للدفاع عن الأضرحة.
aXA6IDE4LjIxOC43MS4yMSA= جزيرة ام اند امز