توقيف عسكريين إيرانيين بأفغانستان يكشف محاولة لتهريب قادة بطالبان
محطة إخبارية ناطقة بالفارسية تسلط الضوء على محاولة إيران نقل عدد من قادة حركة طالبان الأفغانية إلى أراضيها
سلطت محطة إخبارية ناطقة بالفارسية الضوء على محاولة إيران نقل عدد من قادة حركة طالبان الأفغانية إلى أراضيها بعد اعتقال عسكريين إيرانيين اثنين تسللا إلى الحدود المجاورة.
وقالت إيران إينترناشونال (معارضة وتتخذ من لندن مقرا لها) في تقرير عبر موقعها على شبكة الإنترنت، نقلا عن مصادر لها، إن شرطة ولاية فراه الواقعة في غرب أفغانستان أوقفت ضابط وجندي إيرانيين حاملين أسلحة عقب تجاوزهما الحدود الفاصلة بين البلدين، منتصف الأسبوع الماضي.
وجرى التحقيق معهما ليومين قبل أن يفرج عنهما لاحقا بدعوى دخولهما الحدود على طريق الخطأ، وسط تكهنات عديدة دارت على نطاق واسع في أوساط وسائل الإعلام الأفغانية المحلية.
ونقلت المحطة الإخبارية الناطقة بالفارسية من بريطانيا، عن محب الله محب الناطق باسم شرطة ولاية فراه أن العسكريين الإيرانيين كانا يرتديان بزات عسكرية وبحوزتهما أسلحة ثقيلة على متن سيارة اجتازا بواسطتها الحدود الأفغانية.
وأضاف محب، وفقا للتقرير، أن ولاية فراه شهدت هجمات من جانب عناصر طالبان خلال عامي 2017 - 2018 وذلك بدعم عسكري إيراني.
في حين كشف أحد مسؤولي الولاية الأفغانية أن جنودا إيرانيين كانوا في حالة تأهب على الجانب الحدودي الآخر بعد اعتقال الشخصين.
ولفت داد الله قانع عضو مجلس ولاية فراه، أن سلطات كابول هي من أفرجت عن الضابط والجندي الإيرانيان بعد التحقيق معهما، بينما قطعت السلطات الإيرانية التيار الكهربائي لعدة ساعات عن تلك المنطقة التي تحصل على إمدادات كهرباء من طهران ردا على اعتقالهما.
وأكد المسؤول الأفغاني المحلي أن التدخلات العسكرية سواء المباشرة أو غير المباشرة فضلا عن أنشطة التجسس الإيرانية في تلك الولاية الغربية داخل أراضي بلاده تعتبر أكبر مخاوف السكان المحليين.
وذكرت تقارير إخبارية أفغانية، نقلا عن مصاد غير رسمية، أن الشخصين الإيرانيين كانا يحاولان نقل عدد من قادة حركة طالبان إلى داخل الحدود الإيرانية على ما يبدو، لكن فشلت المهمة برمتها بعد إلقاء الشرطة القبض عليهما ومن ثم ترحيلهما.
وتطرق التقرير الإخباري لفضائية إيران إينترناشونال إلى أن الشرطة الأفغانية عثرت على أسلحة ومعدات حربية إيرانية الصنع قبل عامين بعد سيطرتها على مناطق كانت بيد طالبان.
وأشار التقرير في الختام إلى أن أحد العناصر الاستخباراتية في طالبان داخل ولاية هرات كشف في تحقيقات أجرتها قوات الأمن القومي الأفغانية، العام الماضي، عن زيارته سرا إلى إيران عام 2017، حيث تلقي تعليمات أمنية من قبل مسؤولين هناك.
ولم يعد سرا دور إيران التخريبي داخل حدود جارتها الشرقية أفغانستان، بغية مد نفوذها والبحث عن موطئ قدم لها في كابول لخدمة مصالحها وأجندتها التوسعية إقليميا عبر مليشيات الحرس الثوري، ذراع طهران خارجيا والضالعة في تنفيذ مخططات إرهابية.
وكشف فضل الرحمن خادم، مدير دائرة مكافحة الإرهاب بشرطة إقليم هرات الواقع غربي أفغانستان، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عن أن القنصل الإيراني لدى كابول على علاقة بهجمات إرهابية بينها عمليات اغتيال لشخصيات سياسية بارزة، بينهم شقيقه.
كابول وطهران تتشاركان حدودا بطول نحو 950 كم، فضلا عن علاقات ممتدة وشديدة التعقيد تاريخيا؛ فيما تخشى دوائر استخباراتية أفغانية مؤخرا من خطر مقاتلين مرتزقة جندتهم إيران ضمن مليشيات عسكرية تقاتل في الأراضي السورية قبل 7 سنوات، تحت قيادة مباشرة من جنرالات الحرس الثوري.