إيران تعترف بتضرر الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية
وزير الدفاع الإيراني لفت إلى أن بلاده قد تستعين بقدرات أجنبية كي تتمكن من إصلاح تلك الأضرار التي لحقت بالصندوق الأسود
اعترفت إيران رسميا، الأربعاء، بأن أحد الصندوقين الأسودين لطائرة الركاب الأوكرانية المنكوبة تعرض لتضرر كبير.
وأقر وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي بوجود أضرار كبيرة في أحد الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية التي أسقطتها دفاعات مليشيا الحرس الثوري الإيراني في طهران، مطلع العام الجاري.
ورد حاتمي على سؤال من صحفي بجريدة همشهري المحلية بشأن الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة، الأربعاء، قائلا إنه جرى إرساله لأحد أقسام الصناعات الدفاعية لترميم الأجزاء المتضررة به، ومن ثم ستتم إعادة قراءة محتوياته، حسب قوله.
- الطائرة الأوكرانية.. الصاروخ الثاني دمر فرصة النجاة
- تفاصيل جديدة.. روحاني وظريف تكتما على إسقاط الطائرة
وأعرب الوزير الإيراني عن أمله بأن تتمكن بلاده من إصلاح الأضرار الناجمة بالصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية التي كانت تقل 176 راكبا، لقوا مصرعهم جميعا، بعد إصابتها بصاروخين عقب إقلاعها من مطار الخميني الدولي بالعاصمة طهران، 8 يناير/كانون الثاني الماضي.
ولفت أمير حاتمي إلى أن إيران قد تستعين بقدرات أجنبية كي تتمكن من إصلاح تلك الأضرار التي لحقت بالصندوق الأسود للطائرة من طراز بوينج 737.
وصدرت تصريحات متضاربة من مسؤولين إيرانيين حول ما إذا كان يجب إبقاء الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية في الداخل أو إرساله للخارج.
وقال علي ربيعي، الناطق الرسمي للحكومة الإيرانية، الأربعاء، إنه "إذا فشلنا في قراءة بيانات الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية، فسنرسله إلى خارج البلاد".
وأنكر مسؤولون إيرانيون لمدة 3 أيام نبأ إسقاط الطائرة من قبل مليشيا الحرس الثوري، حيث ردد بعضهم أقاويل تتبنى نظرية المؤامرة بشأن الحادث قبل الاعتراف رسميا بالمسؤولية عنه بدعوى وجود خطأ بشري.
وكشفت صحيفة كيهان، الناطقة بالفارسية، أن الطائرة الأوكرانية المنكوبة كانت تملك فرصة للنجاة بعد إصابتها بالصاروخ الأول، غير أن إطلاق مليشيا الحرس الإيراني للصاروخ الثاني دمر كل فرص النجاة.
وأوضحت الصحيفة المعارضة، الصادرة من لندن في تقرير لها الأحد الماضي، أن الأجهزة العسكرية الإيرانية كانت على علم منذ البداية بإسقاط الطائرة المدنية المنكوبة إثر إصابتها بصاروخين، لكنها تكتمت على تفاصيل الحادث لما يزيد على 48 ساعة بدعوى وجود أسباب أمنية لديها.
ويؤكد محتوى التسجيل الصوتي، الذي بثه التلفزيون الأوكراني الرسمي أيضا، الأسبوع الماضي، اطلاع السلطات الإيرانية منذ اللحظات الأولى، على أن طائرة الركاب الأوكرانية من طراز بوينج 737، التي كان على متنها 176 شخصا أصيبت بصاروخين.
وتحدث فيه (التسجيل الصوتي) قائد طائرة إيرانية تابعة لشركة آسمان المحلية كانت تحلق من شيراز صوب طهران قرب الطائرة المنكوبة، التي أسقطت بعد دقائق من إقلاعها، عن مشاهدته ضوء صاروخ أطلق قرب مطار بيام (يقع في مدينة كرج على بعد 40 كم من طهران).
وأعقب الضوء حدوث انفجار كبير، وفق محتوى التسجيل الصوتي، قبل أن يبلغ الطيار المراقب الجوي في حينه، ليخبره الأخير بالفارسية بدلا من الإنجليزية التي تحدثا بها في بداية التسجيل (تصل مدته لـ5 دقائق) أن كل شيء على ما يرام وبإمكانه الهبوط بطائرته في طهران.