حافلات إيران ترجع إلى الخلف.. انهيار تاريخي في الإنتاج
إنتاج الحافلات يشهد تراجعا ملحوظا في إيران رغم حاجة الأخيرة لتطوير وسائل النقل العام، كما ارتفعت الأسعار بشكل حاد
شهد إنتاج الحافلات تراجعا ملحوظا في إيران رغم حاجة البلاد لتطوير وسائل النقل العام، كما ارتفعت الأسعار بشكل حاد ما أدى لتعذر المشتريات بالنسبة لمعظم السائقين.
وذكر موقع "كسترش نيوز" المحلي استنادا إلى الإحصائيات التي نشرتها وزارة الصناعة والمناجم والتجارة الإيرانية، أن إنتاج الحافلات والحافلات الصغيرة والشاحنات تراجع بنسبة 45٪ خلال عام 2019.
- كورونا في إيران.. شلل يصيب المواصلات العامة بطهران
- بعد تهالك أساطيل الشحن.. قطاع النقل الإيراني في مأزق تاريخي
أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بتوقف العديد من خطوط إنتاج الحافلات في العام الماضي، تأثرا بحالة الركود التي تجتاح الأسواق المحلية منذ عامين بعد إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران.
ويعتمد المنتجون المحليون للحافلات في إيران على 3 أساليب أبرزها تصنيع حافلات قديمة من تصاميم شركات مثل "بنز" الألمانية، والحافلات الصينية، وحافلات الدرجة الثالثة من الشركات الكبرى مثل فولفو وسكانيا السويديتين.
وتعطلت خطوط إنتاج الحافلات الحديثة داخل إيران بعد إنهاء شركات عالمية أنشطتها في البلاد بسبب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني وإعادة فرض عقوبات على طهران عام 2018.
وتصدرت شركتا "عقاب أفشان" و"رانيران" الإيرانيتان المحليتان التابعتان للقطاع الخاص مجال إنتاج وتجميع حافلات الركاب في البلاد على مدار السنوات الأخيرة.
الجدير بالذكر أن غالبية مركبات أسطول النقل البري على الطرق السريعة في إيران كانت من إنتاج شركتي سكانيا وفولفو.
ولكن مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي قبل عامين غادرت الشركات الغربية وحتى العديد من الشركات المصنعة الصينية أسواق إيران.
وبلغ سعر شراء الحافلات الجديدة قيمة مليارية بحيث فاقت القدرة الشرائية للسائقين الإيرانيين، وذلك مع صعود سعر بيع الدولار الأمريكي أمام الريال الإيراني مؤخرا.
وفي مثل هذه الظروف، ارتفع سعر الحافلات المصنعة في إيران باستخدام التكنولوجيا القديمة وأصبح مكلفا للغاية أيضا.
وتتولى شركة "إيران خودرو ديزل" الحكومية إنتاج الحافلات العمومية التي تستخدم لنقل الركاب بين أنحاء المدن المختلفة في إيران.
ووصل سعر الحافلة الواحدة إلى نحو مليار و700 مليون تومان إيراني (1 تومان= 10 ريالات إيرانية)، حسبما أورد محمود ترفع القائم بأعمال شركة حافلات طهران، داعيا إلى سرعة توفير حافلات للركاب في نطاق العاصمة الإيرانية، وفق وكالة أنباء تسنيم المحلية.
ويعد استخدام التكنولوجيا القديمة والاستعانة بقطع الغيار المشكوك في سلامتها وجودة تقنيتها من أبرز المشكلات المتعلقة بإنتاج حافلات جديدة في إيران.
الجدير بالذكر أن الشاحنات المتهالكة تعد إحدى أكبر المشكلات التي تواجه قطاع النقل داخل إيران التي أصبحت أساطيل شاحناتها أكثر تهالكا.
وتجاوز عدد الشاحنات المتهالكة لدى إيران 350 ألف مركبة، بينما تتعدد الأسباب وراء تهالك أساطيل الشحن بين الأقاليم المختلفة في البلاد.
وصنفت وزارة الطرق وبناء المدن في إيران خلال تقرير أصدرته مؤخرا المركبات المتهالكة إلى 45% شاحنات، و25% جرارات، و5% سيارات شحن، و23% شاحنات بيك آب، حسبما أورد موقعها الرسمي.
ويبلغ متوسط عمر المركبات الثقيلة في إيران، سواء الشاحنات أو السيارات النصف نقل أكثر من 25 عاما، ولكن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير.