انهيار تاريخي للريال الإيراني.. لعنة العقوبات تضرب طهران
لأول مرة وصل سعر الدولار في السوق غير الرسمية إلى 235.5 ألف ريال وهو أدني مستوى له على الإطلاق
هبط الريال الإيراني أمس الإثنين، إلى أدنى مستوى له على الإطلاق أمام الدولار الأمريكي في السوق غير الرسمية( السوداء)، مع تفاقم التداعيات الاقتصادية للعقوبات الأمريكية و جائحة فيروس كورونا.
وبحسب موقع بونباست دوت كوم المتخصص في الصرف الأجنبي، الذي يرصد السوق غير الرسمية، فإن سعر الدولار وصل إلى 235.5 ألف ريال.
وسعر الريال الرسمي على الموقع الالكتروني للبنك المركزي الإيراني هو 42 ألف ريال.
وموجة الهبوط الجديدة التي دخلها الريال الإيراني خلال الأسبوعين الماضيين، تأتي نتيجة انهيار باقي مقومات الاقتصاد الإيراني، بالتزامن مع دخول العقوبات الأمريكية عامها الثالث في أغسطس/ أب المقبل.
وتتسع رقعة الفقر في إيران كل يوم، في ظل وضع اقتصادي متدهور، ونظام يسخر كل إمكانياته لدعم المليشيات الإرهابية في المنطقة، لزعزعة استقرار بعض الدول.
وتؤكد الأرقام والتقارير الرسمية أن الاقتصاد الإيراني انزلق إلى مرحلة الخطر، أو بمعنى أدق ذهب إلى منطقة اللا عودة، بعد أن أهمل النظام في طهران مطالب الشعب واهتم بدعم الإرهاب في المنطقة.
ولم تفلح كل المحاولات في دعم اقتصاد أرهقته عقوبات أمريكية وفيروس كورونا المستجد، بعد أن فقدت العملة المحلية أكثر من 70% من قيمتها، وتراجع صادرات النفط إلى 70 ألف برميل يوميا انخفاضا من أكثر من 2.5 مليون برميل يوميا في أبريل/ نيسان 2018
وعلى ضوء توقعات صندوق النقد الدولي حول الركود العالمي الأشد خلال القرن المنصرم، انخفضت عائدات النفط الإيراني قبل جولة العقوبات الجديدة من 60 مليار دولار سنويًا إلى ملياري دولار فقط هذا العام.
وفي تصريحات سابقة، اعترف وزير الاقتصاد الإيراني ديز باساند، في وصفه للوضع الاقتصادي الحالي لإيران بأنه "ليس لإيران عائدات من النفط هذا العام!".
وأوضح، "حتى لو ارتفع سعره وعادت صادراته إلى ما كانت عليه، لا تزال الأموال لا تصل إلينا بسبب العقوبات".
وتراجع إنتاج وصادرات النفط الخام الإيراني لأدنى مستوى متأثرة بالعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران منذ عامين.
وأوضحت صحيفة كيهان لندن الناطقة بالفارسية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، الإثنين، أن مبيعات الخام الإيراني تراجعت إلى حوالي 70 ألف برميل/ يوميا منذ مارس/ آذار 2020.
وبلغ احتياطي النفط الخام الإيراني ذروته في أواخر مايو/ أيار 2020، واضطرت البلاد منذ ذلك الحين إلى خفض إنتاج النفط.
وتمتلك إيران حاليا ما يقدر بنحو 58 مليون برميل من النفط في احتياطياتها داخل مخازن عائمة خاصة بها، حسب موقع "أويل برايس".
ويتم جزء من المبيعات الصغيرة للنفط الخام الإيراني بشكل غير قانوني بواسطة مافيا تابعة لمليشيا الحرس الثوري بمشاركة مديري النفط السابقين في السوق السوداء، دون وجود إشراف رسمي خاص على تلك الأنشطة، وفق التقرير.
وانخفضت عائدات إيران من النفط إلى درجة أنه كان من الصعب حتى دفع مرتبات ومتأخرات بعض العاملين والمقاولين في صناعة النفط.
وتتهم الولايات المتحدة إيران بتمويل الإرهاب ودعم مليشيات تقاتل بالوكالة عنها لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط من عائدات النفط الخام التي تعد مصدرا رئيسيا للعملة الصعبة بالنسبة لها.