نفط إيران.. خسائر ضخمة ومخزون راكد
صحيفة إيرانية معارضة الضوء تسلط على تراجع إنتاج وصادرات النفط الخام لأدنى المستويات تأثرا بالعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران
سلطت صحيفة إيرانية معارضة الضوء على تراجع إنتاج وصادرات النفط الخام لأدنى مستوى متأثرة بالعقوبات الأمريكية المفروضة على طهران منذ عامين.
وأوضحت صحيفة كيهان لندن الناطقة بالفارسية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، الإثنين، أن مبيعات الخام الإيراني تراجعت إلى حوالي 70 ألف برميل/ يوميا منذ مارس/ آذار 2020.
واستندت الصحيفة إلى تصريحات أدلى بها مؤخرا مسؤول الشؤون الإيرانية بوزارة الخارجية الأمريكية براين هوك حول أن إيران كانت تسيطر على 3% (قرابة 2.5 إلى 2.7 مليون برميل نفط) من إمدادات النفط العالمية حينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب النووي في مايو/ أيار 2018.
وتتهم الولايات المتحدة إيران بتمويل الإرهاب ودعم مليشيات تقاتل بالوكالة عنها لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط من عائدات النفط الخام التي تعد مصدرا رئيسيا للعملة الصعبة بالنسبة لها.
وبلغ احتياطي النفط الخام الإيراني ذروته في أواخر مايو/ أيار 2020، واضطرت البلاد منذ ذلك الحين إلى خفض إنتاج النفط.
تمتلك إيران حاليا ما يقدر بنحو 58 مليون برميل من النفط في احتياطياتها داخل مخازن عائمة خاصة بها، حسب موقع "أويل برايس".
أفادت "رويترز" مؤخرا أن احتياطيات إيران النفطية وصلت إلى حوالي 66 مليون برميل، وتبلغ سعة التخزين الإجمالية لإيران حوالي 78 مليون برميل.
وبالتالي فإن احتياطي 66 مليون برميل يعني أن 85٪ من طاقتها التخزينية ممتلئة، وفق تقرير "كيهان لندن".
ويتم جزء من المبيعات الصغيرة للنفط الخام الإيراني بشكل غير قانوني بواسطة مافيا تابعة لمليشيا الحرس الثوري بمشاركة مديري النفط السابقين في السوق السوداء، دون وجود إشراف رسمي خاص على تلك الأنشطة، وفق التقرير.
وانخفضت عائدات إيران من النفط إلى درجة أنه كان من الصعب حتى دفع مرتبات ومتأخرات بعض العاملين والمقاولين في صناعة النفط.
في الأسابيع الأخيرة، اعترضت مجموعات من العمال أمام المبنى المركزي لوزارة النفط في العاصمة طهران.
وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وبدء حملة الضغط الأقصى على طهران، ادعى بيجين نامدار زنجنة وزير النفط أنه من غير الممكن حظر تصدير الخام الإيراني، زاعما معرفته بكيفية التحايل على العقوبات الأمريكية.
لكن "زنجنة" أقر بعد أشهر قليلة أن أمريكا وصلت إلى ما وصفه بالنضج الشرير في العقوبات الذكية وأغلقت الطريق أمام التحايل عليها.
واعترف وزير النفط الإيراني في تصريحات تلفزيونية قبل يومين أن إنتاج الخام تراجع في بلاده بسبب العقوبات الأمريكية، مدعيا أن بلاده ينبغي عليها زيادة قدرتها لاستعادة حصتها بسوق النفط العالمية.
الجدير بالذكر أن صادرات إيران النفطية انخفضت بمقدار يتراوح بين 100 إلى 200 ألف برميل/ يوميا بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.
وتدني إنتاج الخام الإيراني بنسبة 50% ليصبح أقل من مليوني برميل/ يوميا خلافا لنحو 3 ملايين برميل/ يوميا قبل إعادة فرض العقوبات في 2018.