ترامب يتجه لـ"تمزيق" الاتفاق النووي الإيراني
ترامب أمهل الأوروبيين حتى الـ12 من مايو للتوصل إلى صيغة جديدة تصحح "الثغرات الرهيبة" الواردة في الاتفاق مع طهران وإلا سينسحب منه.
يتجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، إلى الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، حسب دبلوماسيين وخبراء، تنفيذا لأحد وعوده الانتخابية الخاصة بـ"تمزيق" الاتفاق.
وكان ترامب أعلن، على "تويتر" أمس الإثنين، أنه سيعلن قراراه بشأن الاتفاق الإيراني اليوم في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، وهو ما أكد معه أن القرار الذي سيكشف عنه النقاب، الثلاثاء، سيكون الانسحاب من الاتفاق المبرم في 2015 بين إيران والدول الكبرى (أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) حول البرنامج النووي لطهران.
وأمهل الرئيس الأمريكي الأوروبيين في وقت سابق حتى الـ12 من مايو/أيار، للتوصل إلى صيغة جديدة تصحح "الثغرات الرهيبة" الواردة في الاتفاق مع طهران.. وإلا سينسحب منه.
ارتباك أوروبي
من ناحية أخرى، قال مصدر دبلوماسي فرنسي إن رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون "مقتنع بأننا نتجه نحو قرار سلبي"، مشيرا إلى أن باريس تستعد الآن "لخروج جزئي أو كامل".
وزار ماكرون واشنطن قبل أسبوعين في محاولة إقناع نظيره الأمريكي بعدم التخلي عن الاتفاق، مقترحا في الوقت نفسه التفاوض مع إيران حول "اتفاق جديد" يأخذ القلق الأمريكي في الاعتبار، وهو ما أيدته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وحسب روبرت اينهورن، الخبير في معهد بروكنجز للأبحاث، فإن الأوروبيين يتوقعون انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، على الرغم من أنهم "أحرزوا تقدما كبيرا في التفاوض على اتفاق" مع الولايات المتحدة يلبي مطالب رئيسها.
بدوره أشار روبرت مالي، الذي كان أحد المفاوضين مع إيران في عهد أوباما، إلى أنه يتوقع أن يكون قرار ترامب "قتل" الاتفاق، مضيفا "يتعيّن الآن على الأوروبيين أن يجدوا طريقة لاستمرار الاتفاق".
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان أن الأوروبيين لن ينسحبوا من الاتفاق "أيا يكن القرار الأمريكي"، فيما أشار وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، خلال زيارة لواشنطن، إلى أن مطالب الرئيس الأمريكي فيما يتصل بالاتفاق النووي مع إيران "مشروعة".
لكن جونسون عاد وأكد أنه يمكن "أن نكون أكثر تشددا مع إيران، وأن نتعامل مع قلق ترامب" دون التخلي عن الاتفاق، لافتا إلى أن "الخطة البديلة لا يبدو أنها تمت بلورتها حتى الآن".
مخاوف إيرانية
على صعيد آخر، يعيش نظام الملالي في إيران حالة من القلق والخوف من الانسحاب الأمريكي المتوقع، رغم المواقف الإعلامية المعلنة المغلفة بتحدٍ مزعوم.
ورغم الموقف المتشدد لمحافظي نظام الملالي، الذي يهدد بالانسحاب من الاتفاق النووي، إلا أن رئيس إيران حسن روحاني أكد، أمس الإثنين، أنه يمكن أن تظل بلاده في الاتفاق حتى إذا قررت أمريكا الانسحاب منه.
وقال روحاني "إما أن تتحقق أهدافنا من الاتفاق النووي بضمان من الأطراف غير الأمريكيين، وإما لا تكون الحال كذلك ونتابع طريقنا"، حسب ما أوردت الرئاسة الإيرانية على موقعها الإلكتروني.
وكان رئيس إيران هدد، الأحد الماضي، واشنطن من عواقب الانسحاب، إلا أنه مع اقتراب وعد الحقيقة تراجع وأكد تمسكه بالاتفاق، بل أبدى مرونة لتعديله، لا سيما أن ترامب أعلن مرارا أن الاتفاق يعد الأسوأ في تاريخ أمريكا، وأكد البيت الأبيض في وقت سابق أن إيران لديها برنامج سري للأسلحة النووية.