عقوبات واشنطن تعطل ربع منصات النفط داخل إيران
تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تشير إلى أن 80% من الحقول النفطية لدى إيران في النصف الثاني من عمرها وتواجه تراجعا بالإنتاج.
عطلت العقوبات الأمريكية، التي أعيد فرضها على طهران قبل عامين، ربع منصات الحفر النفطية على الأقل لدى إيران.
ونقلت إذاعة فردا، التي تبث بالفارسية من التشيك، الثلاثاء، تقريراً يفيد بتوقف عمل العديد من منصات الحفر النفطي داخل إيران، بما قد يؤثر سلباً على معدل إنتاج النفط الخام لطهران.
وتشير تقارير رسمية صادرة عن وزارة النفط الإيرانية، وأيضاً تقديرات لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، إلى أن 80% من الحقول النفطية لدى إيران في النصف الثاني من عمرها، وتواجه تراجعاً بالإنتاج يتراوح بين 8 إلى 12% سنوياً.
وللحفاظ على مستوى الإنتاج النفطي، يتعين على إيران حفر آبار جديدة للحقول القديمة وزيادة إنتاج الحقول النفطية الجديدة عن طريق حفر الآبار، حسب فردا.
في الجولة السابقة من العقوبات قبل عام 2015، على الرغم من إغلاق العديد من آبار النفط وتراجع إنتاج النفط الإيراني، استمرت طهران في الحفر.
وبعد رفع العقوبات بموجب توقيع الاتفاق النووي مع قوى عالمية منذ 4 سنوات، زادت إيران إنتاجها من النفط بسرعة ووصلت إلى مستوى أعلى مما كانت عليه قبل العقوبات؛ حيث بلغ حدود 3 ملايين برميل نفط/يوم.
وكشف آخر تقرير صادر عن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) عن تراجع الإنتاج النفطي الإيراني لأقل من مليوني برميل في يناير/كانون الثاني 2020.
وتستهلك إيران داخلياً نحو 1.8 مليون برميل نفط يومياً من إنتاجها، وبالتالي تبقى حصة صغيرة من النفط للتصدير، لكن مبيعات الخام الإيراني انخفضت كذلك لأدنى من 250 ألف برميل/يوم على مدار الشهرين الماضيين، وفق أرقام حديثة نشرتها شركة كبلر المتخصصة في رصد حركة الناقلات النفطية.
وذكر التقرير الذي استند إلى وثائق مالية ومصادر مطلعة، أن 40 منصة حفر نفطية إيرانية على الأقل معطلة عن العمل حالياً من بين 160 منصة.
وأصبحت بعض منصات الحفر النفط في إيران خارج الخدمة، لتعذر إصلاحها بسبب صعوبة وارتفاع تكلفة شراء قطع غيار جديدة، التي زادت قيمتها 5 أضعاف نتيجة عقوبات واشنطن.
ورجح التقرير تأثير تراجع نشاط الحفر على قدرة إيران، عضو منظمة أوبك، إزاء إنتاج النفط من الحقول الأقدم، الذي يستلزم مواصلة الضخ للحفاظ على مستوى الضغط والإنتاج.
وتشغل الشركة الوطنية الإيرانية للحفر المملوكة للشركة الوطنية الإيرانية للنفط أقل من نصف المنصات بالبلاد، وتمتلك 73 منصة نفطية بحرية وبرية، لكن قرابة 6 منصات منها تعمل جزئياً بينما لا تدر 17 منصة أخرى دخلاً.
وتمتلك شركة حفر الشمال الإيرانية (شركة خاصة وثاني أكبر شركة حفر نفطي محلياً) 12 منصة نفطية، 3 منصات منها معطلة بينما تشغل شركات صغيرة 75 منصة متبقية بينها 20 منصة متوقفة عن العمل بالوقت الراهن.
ومن المحتمل أن تكون جميع منصات الحفر النفطية الإيرانية غير فعالة، أو غاية في القدم خلال السنوات الخمس المقبلة، حسبما توقع خبير الطاقة رضا مصطفوي طباطبائي في تصريحات لرويترز.
وأدى توقف عمل ربع منصات الحفر النفطية الإيرانية إلى تسريح شركات محلية أعداد كبيرة من موظفيها مؤخراً؛ حيث انخفض عدد العاملين بالشركة الإيرانية للحفر (حكومية) لنحو 2800 شخص في العام الماضي، خلافاً لما يزيد على 9 آلاف عامل قبل 3 أعوام.
ويعاني الاقتصاد الإيراني ركوداً كبيراً في الوقت الراهن تبعاً للانخفاض الحاد في معدلات إنتاج وتصدير النفط الخام ومكثفات الغاز (المصدر الرئيسي للعملة الصعبة في إيران).