مصدر لـ"العين الإخبارية": الموسوي تعرض لـ"طرد ناعم" من الجزائر
مصدر دبلوماسي جزائري كشف لـ"العين الإخبارية"، أن الجزائر أبلغت منذ أشهر الموسوي بضرورة مغادرة البلاد وأنه أصبح مصدرا للإحراج لها
كشفت مصادر دبلوماسية جزائرية لـ"العين الإخبارية" أن الملحق الثقافي الإيراني أمير الموسوي غادر منصبه بعد أن تلقى "إشارات طرد ناعمة من السلطات الجزائرية".
- الموسوي يغادر سفارة طهران.. هل طُرد الدبلوماسي الإيراني من الجزائر؟
- الجزائر.. دعوات لطرد دبلوماسي إيراني هاجم أرملة بومدين
وذكرت المصادر، أن "الجزائر أبلغت الموسوي بشكل شفهي وبعيدا عن الإعلام منذ أشهر أنه بات مصدر إزعاج لها داخلياً وخارجياً، وأن عليه مغادرة البلاد".
وكشفت أيضا أن الأمن الجزائري "حد من النشاط المريب للموسوي، الذي كان يتنقل من منطقة جزائرية إلى أخرى دون بروتوكولات، وحتى دون إبلاغ السلطات الجزائرية، ما جعله يتأكد أنه بات شخصاً غير مرغوب فيه رسمياً وشعبياً".
أمير الموسوي دبلوماسي إيراني برتبة ضابط في المخابرات الإيرانية، عين في منصب المستشار الثقافي الإيراني بالجزائر سنة 2015، وبدأ معها نشاطه المريب كما يصفه كثير من المتابعين.
وبحسب بعض المسؤولين الجزائريين، فقد أكدوا لـ"العين الإخبارية"، أنه "شخص خطر ويصعب فهم نواياه"، استغل منصبه الثقافي للمشاركة في عدد من التظاهرات الثقافية والدينية، ومنها التي حضرها "دون دعوة رسمية"، مثل الملتقى الدولي للصوفية الذي انعقد شهر مايو/أيار 2016 بمحافظة مستغانم (غرب البلاد).
ولوحظ حينها، حسب المصدر نفسه، "رفض الموسوي المشاركة في أخذ صورة جماعية مع المشاركين في الملتقى الدولي"، وهو ما ترجمه حاضرون "على أنه محاولة لإخفاء مشاركته أمام الرأي العام الجزائري".
آخر تحركات أمير الموسوي "المثيرة للجدل والريبة" ظهوره الأسبوع الماضي بمدينة المسيلة (جنوب العاصمة الجزائرية)، حيث زار خلالها أحد مساجد المدينة ومدرسة قرآنية يدرس بها أطفال وتلاميذ، دون بروتوكول وحتى دون إبلاغ سلطات المحافظة ومسؤولي المسجد الذين وجدوا أنفسهم في حرج كبير.
ووفق ما أكده بعض سكان المحافظة لـ"العين الإخبارية"، "فإن الموسوي حضر عرساً عند إحدى العائلات"، ما جعل سكان المسيلة ينتقدون تلك الزيارة، ويتساءلون "عن سر الزيارة وإن كانت هناك خلية شيعية سرية في المدينة".
وفي اليوم التالي لزيارة أمير الموسوي إلى محافظة المسيلة، كشفت أجهزة الأمن للمدينة عن "عثورها على 50 تلميذاً بإحدى متوسطات المدينة وهم يقومون بالطقوس الشيعية في يوم عاشوراء، وهم يضربون أجسامهم التي كانت مليئة بالكدمات خاصة في جهات الصدر والكتف"، ما جعل قوات الدرك الجزائري تفتح تحقيقاً في الأمر بعد أن استدعت أولياء التلاميذ كافة.
وفي السنتين الأخيرتين تصاعدت المطالب الشعبية بطرد الملحق الثقافي الإيراني بالجزائر، وشن عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة كبيرة لطرده من الجزائر، واتهموه بنشر التشيع في الجزائر، وبإرسال شيعة جزائريين إلى كربلاء والنجف، ومحاولة التأسيس لأقلية شيعية بالجزائر.
وأكد عدد من سكان محافظة "تبسة"، الواقعة شرق الجزائر، لـ"العين الإخبارية"، أن منطقة "الشريعة" الحدودية مع تونس تعد أكثر المناطق "التي عرفت أكبر عمليات تشيع في الجزائر منذ 2015"، لتنتقل عدوى التشيع إلى محافظات أخرى كباتنة وسطيف (شرق الجزائر)، ووهران وتلمسان (غرب البلاد).