ذكرى الانتفاضة الشعبية في إيران.. الاحتجاجات تجتاح البلاد
موجة احتجاجات جديدة تندلع داخل أنحاء متفرقة من إيران، بالتزامن مع حلول ذكرى انتفاضة شعبية قبل عام واحد
اندلعت موجة احتجاجات جديدة داخل أنحاء متفرقة من إيران، بالتزامن مع حلول ذكرى انتفاضة شعبية قبل عام واحد عمت أرجاء نحو 70 مدينة كبرى في البلاد، قبل أن تشرع مليشيات النظام في قمع المحتجين وشن حملات اعتقال ضد معارضين ونشطاء.
واحتشد عشرات من الطلاب والعاملين في قطاع التمريض داخل مستشفيات طهران وغيرها، الثلاثاء، أمام أبواب مقر البرلمان الإيراني بالتزامن مع تقديم رئيس البلاد حسن روحاني لائحة الموازنة السنوية الجديدة، حيث طالبوا (المتظاهرين) حكومته بضرورة خلق مزيد من فرص التوظيف، ورفع المخصصات المالية لهم.
- العقوبات توسع رقعة الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الإيراني
- رجل دين إيراني بارز يحذر من "انتفاضة" شعبية جديدة
ومن العاصمة الإيرانية إلى أقصي جنوب البلاد حيث إقليم الأحواز الذي تقطنه أغلبية عربية، تجمعت أسر عمال معتقلين أمام مبنى حاكم الإقليم لليوم الثاني على التوالي، بسبب استمرار احتجاز ذويهم لمشاركتهم في تظاهرات وإضرابات عارمة طوال الأسابيع الماضية اعتراضا على تأخر أجورهم الشهرية لفترة طويلة.
وأفادت المقاومة الإيرانية التي تمثلها منظمة مجاهدي خلق (المعارضة) في بيان لها، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، أن غضب الشعب الإيراني يزداد ضد نظام طهران يوما بعد الآخر، حيث لا تزال عدد من مدن البلاد تشهد احتجاجات متفرقة.
وأشار بيان المقاومة الإيرانية التي تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا لها، إلى أن سائقي الشاحنات بدأوا إضرابا جديدا للمرة الخامسة عن العمل منذ أمس الإثنين لعدم تنفيذ وعود حكومية سابقة بتحسين أوضاعهم المعيشية؛ فيما يواصل مزارعون في أصفهان (وسط) احتجاجات مماثلة بسبب شح المياه اللازمة لري محاصيلهم.
وفي سياق متصل، واصل عمال مصانع بمدينتي تبريز وقزوين (شمال) إضرابهم عن العمل ليومين بسبب تأخر تلقي رواتبهم لعدة أشهر، قبل أن تتواصل موجة الاحتجاجات العمالية بمناطق أخرى مثل سنندج (غرب) فضلا عن إضراب محدود لعمال داخل ميناءي خميني، وبندرعباس الواقعين أقصى جنوب محافظة خوزستان.
وهتف محتجون بشعارات لافتة أبرزها "الموت بكرامة أفضل من الحياة في ذل"، بينما وجهت زعيمة المقاومة الإيرانية مريم رجوي رسالة فيما يخص موجة الاحتجاجات هذه، بقولها: "الإضرابات والاحتجاجات العارمة للعمال والمزارعين وسائقي الشاحنات والتربويين والمتقاعدين وعموم الكادحين تعكس عزم الشعب الإيراني على التغيير".
يشار إلى أن وتيرة الاحتجاجات داخليا تزايدت في إيران منذ تطبيق ثاني حزم العقوبات الأمريكية ضد طهران، والتي دخلت حيز التنفيذ مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حيث أضرب العديد من عمال المصانع الكبرى منها والصغرى، ونظمت فئات اجتماعية أخرى أبرزها المعلمون إضرابات في مقار العمل.
المحتجون نددوا في هتافاتهم الحادة ضد تجاهل سلطات نظام طهران مطالبهم، حيث تظاهروا في مسيرات جماعية بالشوارع، إلى جانب تطويق مبان حكومية؛ للتعبير عن تذمرهم من الوضع المعيشي المتردي، وتزايد معدلات الغلاء والركود في الأسواق المحلية بشكل غير مسبوق.