"اغتيال سليماني".. مناورة دعائية إيرانية يديرها المتشددون
وسائل إعلام إيرانية معارضة تتناول تفاصيل ما قالت طهران إنها محاولة اغتيال لقاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع لمليشيا الحرس الثوري
سلطت وسائل إعلام إيرانية معارضة الضوء على ما كشفه حسين طائب رئيس جهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري الإيراني بشأن إحباط محاولة لاغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري، والمدرج على قوائم الإرهاب دوليا منذ عام 2011، في محافظة كرمان الواقعة جنوب شرقي البلاد.
بداية نقلت وكالات إخبارية إيرانية محسوبة على الحرس الثوري مثل تسنيم وفارس، الخميس، رواية عن حسين طائب خلال كلمة له في مؤتمر عسكري حضره عدد من أبرز جنرالات مليشيا الحرس الثوري الإيراني، والتي ادعى فيها (دون تحديد للتوقيت) أن أجهزة أمنية واستخباراتية إيرانية مختلفة أفشلت محاولة اغتيال كانت تستهدف القضاء على سليماني عبر تفجير حسينية لوالده في كرمان، اعتاد الوجود فيها سنويا خلال مراسم عاشوراء الدينية، والتي صادفت العام الجاري مطلع سبتمبر/أيلول الماضي.
وزعم طائب أن استخبارات الحرس الثوري نجحت في القبض على أفراد ما وصفه بفريق الاغتيال (لم يشر لأعدادهم نهائيا) الذي تمكن من الدخول إلى إيران بالتزامن مع احتفالات دينية تعرف باسم أيام الفاطمية تقام بين نهاية فبراير/شباط، ومطلع مارس/آذار.
وادعى رئيس استخبارات الحرس الثوري أنهم (فريق الاغتيال) أدلوا باعترافات بعد اعتقالهم، من قبيل أنهم اشتروا مكانا قرب حسينية والد قاسم سليماني، بهدف حفر نفق أسفلها وتجهيز ما يتراوح بين 350 إلى 500 كجم من المتفجرات تمهيدا لاغتياله خلال طقوس العزائيات، التي تصاحب احتفالات التاسع والعاشر من شهر محرم، حسب التقويم الهجري.
خطة اغتيال سليماني، حسب طائب، كانت تستهدف حال تنفيذها اندلاع حرب مذهبية في المقام الأول، ثم الإخلال بالأوضاع الداخلية والرأي العام في إيران باعتبار هذا الأمر حدثا كبيرا، حسب تعبيره.
إلى هنا انتهت رواية رئيس جهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري الإيراني، لكن صحيفة "كيهان" اللندنية الناطقة بالفارسية أفردت تقريرا مطولا، الجمعة، تقول فيه إن ما يحدث محض استكمال لمناورة دعائية كبيرة للجنرال الذي يمثل رأس حربة المخططات الإيرانية خارج الحدود، والتي بدأت خلال الأيام الأخيرة بعد ظهور سليماني لأول مرة عبر التلفزيون الإيراني يتحدث عما وصفها بمشاركته بـ"حرب تموز" التي استمرت لـ33 يوما عام 2006، بين مليشيا حزب الله في لبنان وإسرائيل.
واعتبرت الصحيفة المعارضة التي تصدر من بريطانيا منذ عام 1979، أنه ليس مستبعدا أن يكون تلميع قاسم سليماني مجرد بداية للتعريف به في إطار مشروع سياسي جديد من جانب النظام الإيراني، للادعاء بكونه سيحل بديلا للسياسيين الإيرانيين الذين وجهت إليهم اتهامات بالفساد وباتوا منبوذين شعبيا، لكن حقيقة الأمر هي تجهيزه لكرسي رئاسة البلاد وكذلك دعم تيار المتشددون -يسيطر على الإعلام- في البرلمان الإيراني.
مواقع إيرانية معارضة أخرى مثل "بيك إيران" و"ميكروفون" أكدت أيضا أن الحملة الإعلامية الحالية في إيران بشأن سليماني هدفها صناعة بطل شعبي أمام الناس داخل البلاد، في وقت تزداد الضغوط دوليا إزاء أنشطة معادية يديرها نظام ولاية الفقيه خارج الحدود.
ويتولى قاسم سليماني مسؤولية فيلق القدس منذ عام 1998، والذي يحظى بميزانية سرية لا تخضع لإشراف حكومي أو برلماني نهائيا، فضلا عن خضوعها رأسا لأوامر المرشد الإيراني علي خامنئي.