بعد مرور ثلاثة عقود على وفاة المرشد الإيراني روح الله الخميني، أماط حارسه الشخصي اللثام عن رواية جديدة بشأن مزاعم تتعلق باغتياله.
فقد قال حميد رضا نقاشيان، الحارس الشخصي الذي رافق الخميني فترة طويلة، إن وفاة المرشد الإيراني الراحل "لم تكن طبيعية وإنه تعرض لعدة عمليات اغتيال لم ينجو من الأخيرة منها".
وتوفي روح الله الخميني في 3 يونيو/حزيران من عام 1989، وجرى دفنه خارج طهران وفي جنوبها تحديداً بالقرب من المطار الدولي المعروف باسمه حاليا.
الخميني حينها نقل إلى المستشفى بسبب مشكلة في القلب، ولكن فيما بعد عانى من مشكلة نزيف في معدته.
لكن حارسه نقاشيان، قال في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية إن "المرشد جرى اغتياله واستشهد" وفق تعبيره، متهما الجهات الحاكمة في إيران وقتها برفض الكشف عن حقيقة الأمر.
كما أبدى نقاشيان تخوفه من تكرار سيناريو الخميني مع المرشد الحالي علي خامنئي، داعياً إلى تشديد الرقابة لحمايته بعد اختراق مكتبه.
وقال نقاشيان في مقابلة عبر شبكة الإنترنت تابعتها مراسلة "العين الإخبارية" في طهران، "في ذلك الوقت جرت عدة محاولات لاغتيال الخميني، لكنها أحبطت، إحداها كانت قصف سور بيت الخميني، والأخرى انقلاب قاعدة نوجه".
وانقلاب نوجه هي محاولة الإطاحة بنظام رجال الدين حديث المنشأ وقتها، وحكومة أبو الحسن بني صدر والخميني ووقع في منتصف يوليو/تموز عام 1980، ونفذه ضباط وجنود من قوات المشاة والقوات الجوية والجيش والمخابرات.
وعن كيفية التأكد من عدم وجود مؤامرة ضد آية الله الخميني من خلال دس طعام مسمم له، قال نقاشيان: "اعتدنا أن نأكل الطعام أولاً ونجربه قبل تقديمه للخميني، ولم يكن لدينا قلق عندما كان أفراد الأسرة يطبخون له في بعض الحالات؛ إما أن نطبخ بأنفسنا أو نوكل هذا العمل إلى أشخاص ثقة".
وتحدث الحارس الشخصي للخميني عن أدوية تم شراؤها عن طريق أشخاص كجهات وسيطة، لعلاج الخميني، وعن استجوابه شخصيا لكل الأشخاص الذين اشتروا تلك الأدوية من خلال صيدلية تحت الأرض في بريطانيا لم تكن موجودة من قبل، وتم إنشاؤها لهذا الغرض وأغلقت هذه الصيدلية بعد وفاة المرشد الإيراني.
ووفق حميد رضا نقاشيان، "فإن نص الاستجوابات موجود في الملف، لكن لا توجد نية لنشره"، مضيفاً أنه أدلى بهذه التصريحات في وقت سابق في محادثة مع وكالة أنباء "فارس" الرسمية، لكن أقواله حذفت من نص المقابلة.
وأشار إلى وجود مخطط لاغتيال الخميني عن طريق الدواء وقد كشفت ذلك وزارة الاستخبارات في حينها، وقال نقاشيان عن نفسه: "كنت أحقق في هذه الحالة في تلك الفترة.
تحذير المرشد الحالي
ودعا نقاشيان إلى زيادة حماية المرشد الحالي علي خامنئي، وقال: "بالنظر إلى الشكوك حول اختراق منزل علي خامنئي مؤخرًا فمن الضروري توفير المزيد من الحماية".
وفي الأشهر الأخيرة، أجرى الحرس الثوري الإيراني، سلسلة تغييرات بعزل عدد من قيادات الكبيرة من بينهم رئيس جهاز الاستخبارات رجل الدين المتشدد حسين طائب، وذلك على خلفية تقارير شبه رسمية عن تغلغل ونفوذ جهاز الموساد الإسرائيلي داخل الوحدات التابعة للحرس، وفق تقارير إعلامية.
وقام المرشد خامنئي بتعيين اللواء مجيد خادمي بمنصب رئيس وحدة حماية المعلومات التابعة لجهاز الاستخبارات للحرس الثوري الإيراني بدلاً من الجنرال محمد كاظمي.
وكان القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، أعلن في 25 من يونيو/حزيران الماضي، عن إقالة مسؤول فيلق "ولي الأمر" العميد إبراهيم جباري.
وقوات "فيلق ولي الأمر" هي قوات عسكرية خاصة تابعة للحرس الثوري معنية بحماية المرشد علي خامنئي.
وقال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني الجنرال رمضان شريف إنه "تم عزل العميد الركن إبراهيم جباري مسؤول فيلق حماية ولي الأمر وتعيين الجنرال حسن مشروعي بدلاً منه"، ولم يكشف رمضان شريف أي تفاصيل عن سبب القرار.
وقد تأسست قوات فيلق "ولي الأمر" عام 1986 ومسؤوليتها الرئيسية هي حماية حياة المرشد الأعلى الإيراني، ويقدر عدد قواتها بحوالي 12000 عسكرياً.