اغتيال زاده.. تبادل اتهامات يفضح "ثغرة إيران"
سرعان ما أظهرت واقعة اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، حجم الثغرة الأمنية التي تعانيها بلاده.
وكان وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي قد تحدث مؤخرا عن تورط أحد عناصر الجيش الإيراني في واقعة اغتيال زاده على أطراف طهران، نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.
وفيما لم يقدم علوي خلال مقابلة تلفزيونية، مطلع فبراير/ شباط الجاري، أي تفاصيل حول هوية هذا الشخص، اكتفى بالقول: "من قام بالتحضيرات الأولية للاغتيال كان عنصرا من القوات المسلحة".
- مفاجأة إيرانية من العيار الثقيل في اغتيال فخري زاده
- "انفجارات إيران".. انهيار أمني أم اختراق سيبراني؟
وزعمت هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية في بيان لها، الثلاثاء، ردا على تصريحات علوي، أن الشخص المذكور على لسان وزير الاستخبارات كان متدربا وتم تسريحه من الخدمة العسكرية عام 2015 بسبب ارتكابه مشكلات أخلاقية وإدمان المخدرات، حسبما أوردت وكالة الأنباء الرسمية (إيرنا).
القوات المسلحة لم تنكر دور هذا العنصر في واقعة اغتيال محسن فخري زاده الملقب بـ "أبو البرنامج النووي الإيراني"، لكنها ألقت بالمسؤولية على وزارة الاستخبارات لملاحقته فيما وصفتها بـ "الجريمة الأمنية"، حسب البيان.
المؤسسة العسكرية الإيرانية حاولت أيضا درء الشبهات عن نفسها تماما، دون أن تعلن اسم هذا الشخص، واكتفت بالقول إنه "انقطع تماما عن القوات المسلحة بعد طرده، وليس له هوية عسكرية لديها".
تبادل واضح للمسؤولية بين الأجهزة الأمنية والعسكرية الإيرانية يعكس مدى التعثر ووجود ثغرات أمنية، حيث أشار وزير الاستخبارات ردا على الانتقادات للضعف الاستخباراتي في الكشف مسبقا عن اغتيال زاده إلى أن العقل المدبر كان من أفراد القوات المسلحة.
وقال علوي في مقابلته مؤخرا إن وزارة الاستخبارات لم تستطيع القيام بعمل مخابراتي في هذا المجال المتعلق بالقوات المسلحة الإيرانية.
لكن بعد بعض الانتقادات من قبل وسائل الإعلام الحكومية ومليشيا الحرس الثوري، لفت وزير الاستخبارات مجددا إلى أن الرجل غادر البلاد قبل العملية ولايزال مطلوبا، حسب قوله.
وكان محسن فخري زاده من كبار مسؤولي مليشيا الحرس الثوري بإيران، كما ترأس منظمة البحث والابتكار بوزارة الدفاع الإيرانية، فضلا عن اختياره كواحد من أبرز الشخصيات وأكثرها نفوذا في برنامج إيران النووي.
وأدرج اسم "زاده" على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي، قبل أن يتم استهداف موكبه بمقاطعة دماوند شرقي العاصمة طهران في عملية نسبها مسؤولون في طهران إلى إسرائيل، نهاية العام الماضي.
ومنذ واقعة مقتل زاده، قدمت طهران تفاصيل متضاربة عن العملية، فتارة تقول إنها "كانت معقدة واُستخدمت فيها أجهزة إلكترونية، ولم يكن ثمة أي شخص في المكان".
وتارة أخرى تتحدث عن رشاش باستخدام "الذكاء الاصطناعي تم التحكم به عبر الأقمار الصناعية والإنترنت".
وتحدثت تقارير إخبارية سابقة حول أن مجموعة الحوادث والحرائق الغامضة التي شهدتها محافظات إيرانية مختلفة في الآونة الأخيرة تؤشر على انهيار أمني.
وألمحت صحيفة "كيهان لندن" المحسوبة على المعارضة إلى أن مسؤولي النظام الإيراني لديهم قلق بالغ من ثمة تأثير واسع النطاق لوكالات أمنية إسرائيلية وأمريكية داخل هيكل المؤسسات الأمنية والعسكرية في البلاد.
الصحيفة المعارضة أشارت إلى أن استمرار هذه الخروقات سيتسبب في يأس وارتباك داخل النظام الإيراني، لاسيما وأن الناس سينظرون له باعتباره ضعيفا يسهل إطاحته عبر انتفاضة شعبية كبيرة.
aXA6IDE4LjE5MS4xMjkuMjQxIA== جزيرة ام اند امز