"انفجارات إيران".. انهيار أمني أم اختراق سيبراني؟
مسؤولون أمنيون سابقون يقولون إن مجموعة العمليات الأخيرة التي استهدفت المنشآت النووية تؤشر على انهيار أمني
قال مسؤولون أمنيون سابقون إن مجموعة العمليات الأخيرة التي استهدفت المنشآت النووية داخل إيران تؤشر على انهيار أمني لدى الأخيرة.
وذكرت محطة إيران إنترناشونال الناطقة بالفارسية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، الأحد، نقلا عن مسؤولين أمنيين أمريكيين وإسرائيليين سابقين أن تلك المنشآت النووية الإيرانية تدار بواسطة مليشيات الحرس الثوري.
- إسرائيل وانفجار طهران "الهائل".. مسؤولون يوضحون العلاقة
- إيران تعلن عن "حادث" بمنشأة نطنز النووية لأول مرة
وأوردت المحطة الإخبارية في تقرير لها أن المنشآت الإيرانية تعرضت لـ 7 عمليات مدمرة خلال الأسبوعين الماضيين، آخرها انفجار وقع في منشأة "نطنز" النووية.
وأشار التقرير، حسبما نقل عن صحيفة "جيروزاليم بوست"، إلى أن الأعوام الأخيرة ظهرت خلالها مؤشرات على وجود فجوات في الطبقات الأمنية الإيرانية على الرغم من تمكن الحرس الثوري من مواجهة محاولات اختراق تمت من جانب واشنطن وتل أبيب بين سنوات 2011 إلى 2014.
ويعد سطو إسرائيل قبل عامين على كمية كبيرة من وثائق نووية سرية كانت داخل مخبأ في جنوبي العاصمة الإيرانية طهران أولى بوادر الانهيار الأمني في إيران، حسب التقرير.
وتساءل التقرير حول المدى الزمني لاستمرار تلك الهجمات التي تستهدف عرقلة البرنامج النووي الإيراني، وكذلك إمكانية إجبار طهران على الجلوس إلى طاولة مفاوضات لإبرام اتفاق جديد تنتهي معه هذه العمليات.
من جانبها، اعتبرت صحيفة "كيهان لندن" الناطقة بالفارسية أن الانفجارين الذي وقعا مؤخرا في منشأتي نطنز وبارتشين النووتين لم يكونا مجرد حادثين عارضين بل جزءا من خطة محسوبة بدقة.
وأوضحت الصحيفة الإيرانية المعارضة التي يقع مقرها في لندن أن مسؤولي طهران لديهم قلق من ثمة تأثير واسع النطاق لوكالات أمنية إسرائيلية وأمريكية داخل هيكل المؤسسات الأمنية والعسكرية الإيرانية.
وكشف التقرير أن مواقع إيرانية أخرى كانت عرضة للاستهداف خلال الأسبوعين الماضيين، مثل قاعدة "الإمام الحسين" العسكرية، وثكنات لسلاح الطيران ومركز تدريب عسكري تابعين للحرس الثوري غربي طهران.
ورجح فابيان هاينز، خبير عسكري يتابع التطورات الإيرانية، إن هناك 4 قواعد عسكرية نشطة على الأقل في بلدة كرمدره التي تواردت أنباء عن وقوع انفجار بها، الخميس الماضي، قبل أن تنفي السلطات الرسمية.
ومن بين هذه القواعد العسكرية النشطة في غربي العاصمة الإيرانية يبرز مركز أبحاث بمجال الأسلحة الكيميائية، وفق هاينز.
وأكد مسؤولون إيرانيون حتى الآن فقط صحة الانفجار الذي وقع في منشأة نطنز النووية، حيث تم تجميع أجهزة الطرد المركزي من طرازي "آي آر 4 و6"، دون سرد كواليس الحادث رغم تلميحهم لوجود ضرر بالغ.
يشار أن نشاط التخصيب داخل منشأة نطنز النووية الواقعة في محافظة أصفهان (وسط إيران) توقف لفترة من الوقت بعد إبرام الاتفاق النووي الإيراني مع قوى عالمية في عام 2015.
وعاودت إيران التخصيب مجددا منذ عامين بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الذي وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالكارثي.
وينبغي إضافة بعض الانفجارات الغامضة في بعض محطات الكهرباء الإيرانية للانفجارات التي وقعت ليلة الخميس الماضي، حسب صحيفة "كيهان لندن".
لا يزال هناك غموض حول وقوع انفجار بموقع "يزد" النووي، حيث يجرى داخله صنع الكعكة الصفراء (اليورانيوم المخصب).
وتدور تكهنات عديدة حول أسباب سلسلة الانفجارات المستمرة داخل إيران مؤخرا، مع استبعاد فرضيتي الضربات الجوية والتخريب السيبراني، من وجهة نظر الصحيفة المعارضة.
وتشير صور فضائية وأرضية فحصها خبراء عسكريون أجانب إلى أن تلك الانفجارات نفذت من خلال وضع متفجرات في مواقع محددة.
مصدر عسكري إيراني (رفض ذكر اسمه) قال خلال محادثة قصيرة مع "كيهان لندن" إن الانفجارات تمت باحترافية وحذر شديدين.
وأضاف أن "أولئك الأشخاص الذين زرعوا المتفجرات داخل هذه المنشآت كانت لديهم معلومات مفصلة للغاية تشبه المعلومات التي حصلت عليها أمريكا قبل أن تستهدف قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني بالعراق، مطلع العام الجاري".
وأردف أن "الانفجارات كانت دقيقة للغاية لدرجة أنها لم تخلف إصابة بشرية واحدة وكذلك لم ينتج عنها إشعاع نووي أو كيميائي"، وفق قوله.
الصحيفة المعارضة أشارت إلى أن استمرار هذه الانفجارات سيتسبب في يأس وارتباك داخل النظام الإيراني، لاسيما وأن الناس سينظرون بضعف له، وفي هذه الحالة، ستتمكن الانتفاضات الشعبية من توجيه ضربة أخيرة للنظام برمته.
يشار إلى اسم إسرائيل كان حاضرا ضمن سلسلة من التكهنات الإعلامية الدولية أثيرت خلال السنوات الأخيرة بشأن كواليس تتعلق بتخريب برامج نووية وصاروخية إيرانية، ومقتل علماء نوويين إيرانيين.
واتهمت إيران سابقا إسرائيل بالتورط في قتل علماء نوويين، واختراق البرنامج النووي بمساعدة وكالات استخبارات من عدة دول غربية، عبر وضع فيروس باسم "ستاكس نت" للتجسس على أنشطتها النووية عام 2010.
لكن إسرائيل حتى الآن لم تعترف رسميا بتورطها في تلك المجالات التي اتهمتها إيران بتنفيذها.
وترى تل أبيب أن سياسات توسيع النفوذ الإقليمي وتطوير برنامج صاروخي وجهود إيران للحصول على قنبلة ذرية تشكل تهديدا خطيرا لها وللمنطقة والعالم.