هجوم إيران على إسرائيل.. «فورين بوليسي»: حرب إقليمية تلوح في الأفق؟
باتت منطقة الشرق الأوسط على صفيح ساخن، بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل أول أمس السبت.
هجوم إيران على إسرائيل كان ردا على مقتل الجنرال محمد رضا زاهدي القيادي البارز بفيلق القدس التابع للحرس الثوري في غارة استهدفت القنصلية الإيرانية بدمشق.
وبحسب مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، يثير الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل مخاوف من اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط، مع اختلاف الرد الإيراني هذه المرة عن مثيله عقب مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس عام 2020.
فعقب مقتل سليمان أطلقت إيران 15 صاروخا على قاعدة عين الأسد الجوية ومطار أربيل الدولي في خطوة تهدف لحفظ ماء الوجه الإيراني، وكانت طهران حذرة في الوقت نفسه لأنها كانت تخشى نشوب حرب تصعيدية مع الولايات المتحدة.
ورغم أن زاهدي ومن قتلوا معه في هجوم القنصلية الإيرانية بنفس قوة وتأثير سليماني لكن الرد هذه المرة كان أكبر وأكثر تعقيدا، خاصة مع إدراك إيران جيداً مدى وقدرة الدفاعات الجوية الإسرائيلية.
ووفق "فورين بوليسي"، كان فشل المسيرات والصواريخ الإيرانية من اختراق الدفاعات الإسرائيلية بمثابة خيبة أمل لطهران، ولكن ربما لا يزال بإمكان الإيرانيين عزاء أنفسهم بأن الهجوم كان مخيفًا للشعب الإسرائيلي ومثيرًا للقلق لحكومتهم.
ومع ذلك، في حين أن 300 أو أكثر من المسيرات والصواريخ تبدو بالتأكيد رقماً كبيراً، إلا أنها تظهر أيضاً علامات ضبط النفس التي تشير إلى مخاوف طهران الخاصة بشأن المزيد من التصعيد.
وترجح "فورين بوليسي" أنه كان بإمكان إيران أن تطلق كميات أكبر بكثير من المسيرات والصواريخ، مشيرة إلى أن الهجوم ركز حسب التقارير على هدف عسكري واحد أو أكثر، بما في ذلك قاعدة جوية إسرائيلية خارج بئر السبع، وهو ما يؤشر إلى درجة كبيرة من الحذر من جانب إيران، إذ أن إطلاق هذه المسيرات والصواريخ على تل أبيب أو حيفا مثلا، كان من المرجح أن يؤدي إلى مقتل مدنيين إسرائيليين.
وخلصت "فورين بوليسي" إلى أن عدم مشاركة حزب الله المدعوم من إيران في الهجوم خفف من تأثيره، إذا أن حزب الله يحاول تجنب الحرب الشاملة مع إسارئيل، ولن تلعب طهران بورقة حزب الله إلا إذا كان ما تفعله مهماً للغاية بالنسبة لها.
ورجحت المجلة الأمريكية أن إيران لا تسعى إلى التصعيد مع إسرائيل، بل إنها في الواقع تعمل جاهدة لتجنب التصعيد.
واعتبرت أنه لا يوجد سبب يدفع طهران لإعطاء إسرائيل أو الولايات المتحدة مبرراً لإلحاق أضرار جسيمة بها، إذ أن نشوب حرب إقليمية حيث قد تكون إيران على الطرف الخاسر هو اقتراح محفوف بالمخاطر بالنسبة لنظام في وضع صعب بالفعل.
كيف سترد إسرائيل؟
ورغم ذلك، هل ستصمت إسرائيل أم أنها سترد على الهجوم الإيراني؟.
وذكرت "فورين بوليسي" أنه على الرغم من الفشل الفادح للهجوم الإيراني، ربما لا تزال إسرائيل تشعر بالحاجة إلى ضرب إيران لإثبات أنها لن تردع أبدًا عن الرد لاستعادة قوة الردع لديها.
ومع ذلك، فإن فشل الهجوم الإيراني يجعل مثل هذا الرد الإسرائيلي أقل احتمالا، كما أن الجيش الإسرائيلي مشغول بالفعل بالحرب في غزة، والمناوشات على جبهة حزب الله.
وأخيرا، تريد الولايات المتحدة تجنب حرب إقليمية يمكن أن تجر القوات الأمريكية وتعكر صفو الأسواق الدولية وتعقد موقف حلفاء واشنطن في المنطقة.
وقالت "فورين بوليسي" إن واشنطن تريد حماية إسرائيل، ولكنها تريد أيضاً أن تنهي إسرائيل عملياتها في غزة.