إيران وإسرائيل.. جدل المواجهة المباشرة يربك حسابات حرب غزة
تتساءل الأوساط السياسية في إسرائيل عما قد يكون التالي بالنسبة لحرب غزة، بعد الهجوم الإيراني.
وينقسم المحللون العسكريون حول ما إذا كانت المواجهة المباشرة مع إيران قد تغير الحرب أو تؤثر على قرار اجتياح مدينة رفح، الملاذ الأخير للنازحين في غزة.
وجاء الهجوم الإيراني الذي شنته طهران ليل السبت الأحد، ردا على ما يعتقد على نطاق واسع أنه استهداف إسرائيلي لقنصلية إيران، مطلع هذا الشهر، أدى إلى مقتل سبعة مسؤولين إيرانيين، بينهم ثلاثة من كبار القادة في الحرس الثوري.
ووفق تحليل طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، انقسم المحللون العسكريون الإسرائيليون حول ما إذا كانت المواجهة المباشرة مع إيران ستغير الحرب المتواصلة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويمكن أن تتوقف نقطة الارتكاز التالية في تلك الحرب على ما إذا كانت إسرائيل ستقرر ملاحقة حماس في مدينة رفح الواقعة على الحدود مع مصر، حيث فرّ أكثر من مليون فلسطيني وسط أزمة إنسانية متصاعدة.
ويرى بعض المحللين أن التداعيات على غزة ستعتمد على ما إذا كانت إسرائيل سترد بهجوم مضاد كبير ضد إيران.
فيما أكد آخرون أن الحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة لن تتأثر.
حروب في مسارح متعددة
بالنسبة لشلومو بروم، العميد المتقاعد والمدير السابق لقسم التخطيط الاستراتيجي بالجيش الإسرائيلي، فإنه إذا ردت تل أبيب بقوة كبيرة على الهجوم الإيراني، فقد يؤدي ذلك إلى حرب متعددة الجبهات من شأنها أن تجبر القيادة الإسرائيلية على تحويل انتباهها بعيداً عن هجوم طهران.
وقال الجنرال بروم إنه في حالة حدوث حريق إقليمي كبير، فإن تل أبيب قد تختار تأجيل خططها لاجتياح رفح، التي يصفها المسؤولون الإسرائيليون بأنها آخر معقل لحماس.
وأضاف: "ليس من المريح لنا أن نخوض حروبا متزامنة وعالية الكثافة في مسارح متعددة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد تعهد بإرسال قوات برية إلى رفح، على الرغم من الضغوط الدولية للتراجع عن العملية.
ووفق مسؤول إسرائيلي، تحدث للصحيفة الأمريكية بشرط عدم الكشف عن هويته، فإن الهجوم الإيراني لن يكون له أي تأثير على خطة الجيش لغزو رفح.
وفي هذا الصدد، يرى الجنرال بروم أن المواجهة المباشرة واسعة النطاق مع إيران يمكن أن تضع نهاية للحرب في غزة.
ولكن لكي تنتهي الحرب بهذه الطريقة، فإن الأمر يتطلب وقفا أوسع لإطلاق النار يشمل عدة أطراف، بما في ذلك إسرائيل وإيران والجماعات المسلحة المدعومة من إيران مثل حماس وحزب الله.
ولفت بروم إلى أن "هناك فكرة مفادها أنه من أجل حل الأزمة، يجب أولا أن يصبح الوضع أسوأ"، موضحا أن التصعيد الذي يتبعه وقف شامل لإطلاق النار مع إيران قد يدفع تلك الدولة إلى دفع وكلائها الإقليميين لوقف القتال مع إسرائيل.
وفي حين أن أعضاء مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي لم يصدروا بيانا رسميا بعد اجتماعهم يوم الأحد، أشار مسؤول إسرائيلي منفصل، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إلى أن بلاده سترد على الهجوم الإيراني – على الرغم من وجود تحركات كبيرة.
المعسكر الآخر غير مقتنع بالصلة
لكن خبراء عسكريين آخرين لم يكونوا مع وجهة النظر التي تربط بين الهجوم الإيراني والحرب في غزة.
وقال عاموس جلعاد، وهو لواء متقاعد خدم في المخابرات العسكرية الإسرائيلية: “لا توجد صلة على الإطلاق”.
وأشار جلعاد إلى أن الجيش الإسرائيلي لديه موارد كافية للقتال ضد إيران ومواصلة شن الحرب ضد حماس في غزة.
وأعرب محللون آخرون عن نقطة مماثلة، قائلين إن الموارد اللازمة لمحاربة إيران تختلف عن تلك المطلوبة في غزة.
وأضافوا أن إسرائيل تحتاج إلى طائرات مقاتلة وأنظمة دفاع جوي لمواجهة إيران، وقوات برية وطائرات بدون طيار وطائرات هليكوبتر هجومية لمحاربة حماس في غزة.
ومع ذلك، رأى جيورا إيلاند، اللواء المتقاعد والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أن نجاح التحالف الذي صد الهجوم الإيراني، يمكن أن يلهم إسرائيل للاستفادة من الزخم للتغلب على مكانتها المتدهورة دوليا.