بعد انفجار "نطنز" كان الارتباك واضحا على النظام في إيران، حيث صدرت تصريحات متضاربة ذكر فيه أن سبب الحريق في "نطنز" تم تحديده بدقة.
منذ 27 يونيو/حزيران الماضي، وإيران تشهد سلسلة انفجارات غريبة وغامضة، بعضها في منشآت صناعية وأخرى بمواقع إنتاج صواريخ، ولعل الحدث الأبرز بينها كان الانفجار في منشأة نطنز النووية، والذي حسب المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، "تسبب في أضرار مادية كبيرة بالوحدة وأتلف معدات دقيقة تستخدم في صناعة أجهزة الطرد المركزي المتطورة، المستخدمة في تخصيب اليورانيوم" مؤكداً أن المعدات "لم تعد قابلة للاستخدام".
بعد انفجار "نطنز" كان الارتباك واضحا على النظام في إيران، حيث صدرت تصريحات صحفية متضاربة قبل بيان لمجلس الأمن القومي الإيراني ذكر فيه أن سبب الحريق في "نطنز" تم تحديده بدقة، ولكنه لم يذكر أية تفاصيل إضافية، ولكن الثابت في الأمر أن الانفجار سبب ضرراً جسيماً سيثبط من برنامج إيران النووي، خاصة وأن المنشأة تطور فيها إيران أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا، والتي من المفترض أن تكون المرحلة التالية من البرنامج النووي لإنتاج اليورانيوم المخصب بمعدل أكثر سرعة.
ومنذ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي في مايو/أيار 2018 وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على إيران، بدأت طهران تتجاوز السقف المسموح به في عمليات تخصيب اليورانيوم ولوحت مراراً بالتخلي عن تعهداتها النووية، بل وصلت لدرجة منع الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الدخول لبعض المنشآت النووية، في محاولة للضغط على الشركاء الأوروبيين الذين يسعون جاهدين لإنقاذ الاتفاق النووي من الانهيار.
إيران كانت وما زالت تسير وفق سياسة ليّ ذراع المجتمع الدولي الذي كلما حاول التوصل إلى صيغة اتفاق معها، نكثته بطريقة أو بأخرى، واستأنفت مشروعها الخبيث لإجبار المجتمع الدولي على تقديم المزيد من التنازلات وصياغة اتفاق يفضي لامتلاكها سلاحاً نووياً.
بعد انفجار "نطنز" كان الارتباك واضحا على النظام في إيران، حيث صدرت تصريحات صحفية متضاربة قبل بيان لمجلس الأمن القومي الإيراني ذكر فيه أن سبب الحريق في "نطنز" تم تحديده بدقة.
ولكن الهجمات الأخيرة التي ألحقت دماراً بمواقع نووية حساسة أيّا كان من يقف خلفها، أكانت إسرائيل التي سبق أن أظهرت قدرتها على توجيه ضربات داخل إيران، و كانت اقتحمت قبل عامين مستودعا في طهران وسرقت منه سجلات سرية توثق المشروع النووي الإيراني.
وأيضا خارج إيران بقصف منشآت مشابهة في العراق وفي السودان وسوريا، أو كانت بفعل مجموعات داخلية تعارض النظام وسياساته التي تسببت بمعاناتهم، فإنها تحمل رسالة حازمة لإيران بأنه ليس بإمكانها الاستمرار في مشروعها "الثوري"، ولا المراوغة مجدداً وتجاهل المجتمع الدولي والمضي قدماً في برنامجها النووي، وليس أمامها خيار سوى الجلوس على طاولة المفاوضات أو المواجهة الشاملة والحرب، وهذا ما أشار إليه الممثل الخاص للرئيس الأميركي للشأن الإيراني "بريان هوك"، والذي قطع بأن دونالد ترمب عازم على بدء الحرب إذا أصبح احتمال الأسلحة النووية الإيرانية حقيقيا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة