إيران أسست منظمات إرهابية كحزب الله في لبنان، وعشرات المليشيات في العراق والتي يأتي في مقدمتها الحشد الشعبي
خلال أربعة عقود مضت اعتادت إيران على تنفيذ سلسلة من التفجيرات والاغتيالات في المنطقة وحول العالم، بهدف تمرير سياسيات بعينها أو فرض واقع جديد أو إزاحة شخصية تقف في منتصف الطريق وتعرقل السياسات الإيرانية.
ولعل هذا الأسلوب هو الذي ارتقى بتصنيف إيران ومليشياتها لتكون الراعي الأول للعمليات الإرهابية والاغتيالات في المنطقة والعالم.
فعلى سبيل المثال لا الحصر أسست إيران منظمات إرهابية كحزب الله في لبنان، وعشرات المليشيات في العراق والتي يأتي في مقدمتها الحشد الشعبي، كما أسست مليشيات الحوثيين وتعاونت أيضا مع القاعدة بل كل المنظمات الإرهابية التي تهدد الأمن والسلم العالميين.
لم تكن تلك الأساليب كافية للنظام الإيراني فعمل على إنشاء خلايا للتجسس وقام بعمليات خطف وتفجيرات واغتيالات ضد السفارات والدبلوماسيين والإعلاميين، وخاصة ممن يراهم النظام أنهم يشكلون خطراً عليه.
وباستعراض بسيط لنموذج من تلك الأعمال الإرهابية لعلنا نتذكر تفجير السفارة الأمريكية في بيروت عام 1983 م، عبر مليشيات حزب الله، وفي ذات العام نفذت أذرع إيران في لبنان الكثير من الهجمات الإرهابية، وقتلت العديد من المدنيين والعسكرين في سفارات غربية على وجه التحديد، كما قامت إيران في العام 1986م بتحريض حجاجها للقيام بأعمال شغب في المملكة العربية السعودية خلال موسم الحج لذلك العام.
لم تكن تلك الأساليب كافية للنظام في الإيراني فعمل على إنشاء خلايا للتجسس وقام بعمليات خطف وتفجيرات واغتيالات ضد السفارات والدبلوماسيين والإعلاميين.
هذا ليس كل ما قامت به إيران أومليشياتها من أعمال عنف أو إرهاب أو اغتيال، فقد سجلت الوثائق والأخبار الإعلامية المئات من العمليات المشابهة التي لن تكفي لرصدها المجلدات، وقد تنوعت بين تفجيرات وخطف واغتيال وتهديد واقتحام للسفارات، وممارسة أعمال إرهابية خارج الحدود وقتل شخصيات سياسية إلى أخره من تلك العمليات القذرة التي تنبئ عن مسار سياسي منحرف جدا، ولا يرتقي لأن يكون نظاما سياسيا حقيقيا يسعى للاستقرار والشراكة مع جيرانه.
اليوم قد يكون العالم أمام أحدث ممارسات إيران في هذا المسار إذا ما ثبت تورط مليشياتها في قتل الدكتور الهاشمي، حيث ذكرت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها، أن المحلل السياسي العراقي الدكتور هشام الهاشمي قد تعرض للكثير من التهديدات خلال الفترة الماضية على يد المليشيات التابعة لإيران والتي تتواجد بكثافة على الأرض العراقية.
ويعتبر هذا الأسلوب في الاغتيال معتاداً من جانب النظام الإيراني في القضاء على خصومه، وخاصة أنه لايمكن تفسير مثل هذا الاغتيال في أي سياق سوى سياق التصفيات الجسدية عالية الأهمية لإيران ومناصريها، وتحديدا في دولة محورية ومهمة في المنطقة العربية مثل العراق التي تحاول بكل قواها اليوم أن تتعافى من ذلك التاريخ الذي جعلها مسرحا اختلطت فيه الأوراق والتوجهات، ولعل هذه الحادثة تكون منطلقا جديدا لعراق جديد وتخليصه من تلك الأورام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة