مطالبات في إيران بمحاكمة علنية لـ "لاريجاني" ومفتش مكتب خامنئي السابق
مجموعة طلابية أصولية تطالب بملاحقة رئيس القضاء الإيراني ومفتش مكتب خامنئي سابقا قضائيا لاتهامهما بالاستحواذ على أراضٍ في طهران.
في تطور جديد ربما يعكس صراعا مستترا داخل تركيبة نظام ولاية الفقيه، طالبت مجموعة طلابية أصولية موالية للمرشد الإيراني علي خامنئي، رئيس القضاء في البلاد إبراهيم رئيسي بالتحقيق في وقائع استغلال نفوذ من قبل صادق لاريجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام ومسؤولين آخرين للاستحواذ على هكتارات من أراض زراعية شمالي طهران.
ونشرت شبكة "آفانت" المحلية التي تبث عبر الإنترنت في تقرير لها صورة من خطاب أرسلته حركة العدالة الطلابية في إيران (تضم في غالبيتها عناصر من مليشيا الباسيج) إلى "رئيسي" المعين بمنصبه حديثا تطالبه بملاحقة لاريجاني الذي يتولى رئاسة أعلى هيئة استشارية في البلاد، وكذلك علي أكبر ناطق نوري المفتش الخاص سابقا بمكتب خامنئي والمستقيل قبل عامين لدعمه التيار الإصلاحي بقيادة حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الماضية.
- إيران.. مستشار خامنئي يسطو على فيلا أثرية للأسرة البهلوية
- إيران 2018.. انقسامات حادة تضرب النظام من الداخل
وأرجعت الحركة الطلابية الداعمة لمليشيا الحرس الثوري والتي تشكل إحدى مجموعات الضغط الداخلية لصالح خامنئي وتياره المتشدد، أسباب دعوتها هذه إلى احتمالية تورطهما في الاستيلاء على أراض بغرض تدشين قرابة 62 مجمعا سكنيا فاخراً على مساحة تقدر بـ 2000 متر مربع بقرية كلاك الواقعة في منطقة لواسان شمال العاصمة الإيرانية.
وطالبت المجموعة الطلابية التي تنشط منذ عقدين للتضييق على النشطاء والمعارضين داخل الجامعات في البلاد، بتوقيع أقصى العقوبات بحق لاريجاني رئيس القضاء السابق ونوري حال ثبوت تورطهما في استغلال هذه الأراضي الزراعية بغرض إقامة مشروعات سكنية عليها للتربح منها.
وسلطت وسائل إعلام وصحف إيرانية الضوء طوال الأسابيع الأخيرة على مخالفات إدارية تتعلق بتشييد مشروع مدينة سكنية فاخرة بمساحة تتجاوز مليون متر مربع في منطقة لواسان الراقية والتي تقطنها العديد من عائلات الأثرياء بمنازل خاصة فخمة للغاية على غرار نمط البناء بلوس أنجلوس الأمريكية.
وكشف فيض الله شيرخاني (الرئيس السابق لبلدية لواسان) أن المشروع المذكور بُدئ العمل به منذ عام 2007 غير أن اتهامات بالفساد طالت مسؤولين قائمين على الأمر، وتم اعتقالهم من قبل السلطات، أدت إلى توقف الإنشاءات، ثم صدر حكم قضائي لصالح استكمال المشروع.
يشار إلى أن حركة العدالة الطلابية الأصولية عادة ما تهاجم مسؤولين إيرانيين حال خروجهم من وجهة نظرها عن الخط الموالي لتيار المرشد الإيراني علي خامنئي بدعوى حماية نظام ولاية الفقيه، في الوقت الذي يبدو أن ملف أراضي لواسان قد دخل مرحلة جديدة من المواجهة المرتقبة بين أشخاص نافذين في نظام خامنئي.
وفي سياق متصل، اعتبرت صحيفة فرهيختجان (المثقفون) الإصلاحية أن منطقة لواسان تعد صندوقا أسود لملف سمسرة الأراضي في إيران، حيث كشفت عن وقائع استغلال نفوذ من جانب مقربين لمسؤولين بارزين لتدشين عقارات فخمة هناك أبرزهم صهر علي شمخاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني.
وشن موالون للرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد هجوما عبر منصات التواصل الاجتماعي ضد صادق آملي لاريجاني الرئيس السابق للسلطة القضائية الإيرانية، استغلالا لخلافات سياسة بينهما عقب تجدد الحديث حول تورطه (لاريجاني) بسمسرة الأراضي.
وهاجم مؤيدو نجاد (أغلبهم عناصر مجموعات ضغط أصولية) لاريجاني ونوري بدعوى موافقتهما على تصاريح لتشييد مشروعات سكنية على أراض تقع بالقرب من سد مائي يغذي احتياجات 30 % لسكان طهران من مياه الشرب، خلافا لتحذير سابقا من خامنئي بحظر إقامة مثل هذه المشروعات.
ووصلت مطالبات تلك المجموعات المؤيدة لخامنئي والحرس الثوري إلى حد تجريد رئيس القضاء ومفتش مكتب خامنئي سابقا من كافة مناصبهما، فضلا عن تقديمهما إلى محاكمة علنية وعزل التابعين لهما بمناصب رسمية حال ثبوت تورطهما قضائيا في الاستيلاء على مساحة تقدر بـ 150 هكتارا من أراض تقع بشمال طهران.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0MyA=
جزيرة ام اند امز