صحيفة إيرانية معارضة: نظام خامنئي يحظر تغطية قمع مسلحي حماس إعلاميا
صحيفة إيرانية معارضة تسلط الضوء على الحظر الإعلامي في أغلب وسائل إعلام النظام الإيراني تجاه تغطية أحداث المظاهرات في غزة
انتقدت صحيفة إيرانية معارضة الصمت التام لوسائل الإعلام الرسمية التابعة لنظام طهران وكذلك المسؤولين البارزين حيال قمع واسع لاحتجاجات شعبية من قبل مسلحين تابعين لحركة حماس في قطاع غزة منذ عدة أيام، خلافا لشعارات دعائية يتذرع بها نظام ولاية الفقيه بدعوى نصرة المظلومين منذ عقود.
وذكرت صحيفة كيهان (ناطقة بالفارسية ومقرها لندن) في تقرير لها أن سكان غزة التي تديرها حماس انتفضوا في الشوارع ضد ارتفاع نسب الغلاء والبطالة، فضلا عن فرض مزيد من الضرائب، قبل أن تواجه عناصر هذه المليشيا احتجاجاتهم بـ "القمع الشديد"، وفق قولها.
- لليوم الثاني.. أجهزة حماس تقمع حراك "بدنا نعيش" في غزة
- إدانات فلسطينية واسعة لاعتداء مسلحي حماس على الناطق باسم فتح بغزة
وأوضحت الصحيفة التي تصدر من بريطانيا منذ عام 1979، أن أغلب سكان قطاع غزة يعانون فقرا وبؤسا معيشيا منذ سنوات باستثناء المسؤولين والأشخاص المقربين من الدوائر العليا في حماس الذين يحظون بأغلب وسائل الرفاهية بينما يتكبد الآخرون قيودا عديدة.
وتطرقت "كيهان" إلى حالة الحظر الإعلامي التي تشهدها أغلب الصحف والمحطات الإذاعية والتلفزيونية التابعة للنظام الإيراني تجاه تغطية أحداث المظاهرات في غزة، مشيرة إلى أن المحتجين نجحوا في كسر هذه الرقابة من خلال هاشتاق لافت بعنوان "بدنا نعيش" والذي جرى التفاعل معه من خلال مشاركة الآف الصور ومقاطع الفيديو التي رصدت انتهاكات العناصر الأمنية وكذلك الإضرابات والاحتجاجات هناك.
ولفت التقرير إلى اعتداءات بالضرب شنتها عناصر أمنية بعضها يرتدى ملابس مدنية موالية على المتظاهرين في الشوارع، وصلت إلى حد مداهمة المنازل واعتقال عشرات الأشخاص في الوقت الذي نشر ناشطون صورا فوتوغرافية تكشف مدى الأضرار الناجمة لمحتجين إثر هراوات حماس.
وتسيطر حماس الحليفة لنظام طهران على قطاع غزة منذ عام 2007 المحاذية للحدود مع مصر، وتتلقى دعما ماليا ضخما من النظام الإيراني، في حين تشهد علاقتها مع السلطة الفلسطينية الحاكمة في الضفة الغربية خلافات مستمرة.
وبينما لم يعد من الواضح هل سيواصل نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران تقديم دعم نقدي ولوجيستي لحماس في الوقت الراهن على إثر ضغوط شديدة ناجمة عن العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، وفقا ل"كيهان".
وتحولت مظاهرات غزة إلى وسوم مثيرة للاهتمام مثل "شعب غزة"، و"الدفاع عن مظلوم" بين المغردين الإيرانيين على موقع تويتر، حيث انتقد نشطاء معارضين صمت نظام المرشد الإيراني علي خامنئي الذي يطلق دعايات سياسية نعتوها بـ "الجوفاء" من قبيل نصرة الضعفاء والمظلومين حول العالم منذ 40 عاما.
ويشهد قطاع غزة حالة من الغضب والاحتجاجات نتيجة تردي الأوضاع المعيشية والضرائب الباهظة التي يتم فرضها، حيث أطلقت عناصر أمنية تابعة لحركة حماس، مساء الخميس الماضي، النار لتفريق آلاف الفلسطينيين الذين شاركوا في مظاهرات واسعة في 3 مناطق بالقطاع، فيما تعد هذه المظاهرات ضد الحركة الأكبر حجما منذ سيطرتها على القطاع في عام 2007.
وفي سياق متصل، اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محاولة قتل عضو المجلس المركزي الفلسطيني، المتحدث باسم الحركة الدكتور عاطف أبوسيف، والاعتداءات الدموية على المواطنين المتظاهرين السلميين، جرائم همجية تثبت العقلية الإجرامية والعدائية المطلقة للآخرين في الوطن المسيرة لسلوك مشايخ وأمراء وعناصر "حماس" وعسكرها.
وأكدت الحركة، في بيان صدر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، صلابة موقفها الثابت مع مطالب الجماهير المشروعة في غزة، وحق المواطنين في العيش الكريم، وإيقاف سياسة سلطة الأمر الواقع الانقلابية في الاغتيالات والاعتداءات والقمع الدموي الهمجي، والانتهاكات لحقوق المواطنين.